من نحن | اتصل بنا | الأربعاء 07 مايو 2025 10:17 مساءً

الأخبار

«أم سامي» تحارب شبح الموت بـ"الملوج" وتوزعه بالمجان للمحتاجين

انباء عدن الخميس 01 أكتوبر 2020 08:13 صباحاً

نيوزيمن:

حاربت "أم سامي" شبح الجوع والفقر، من أجل العيش بكرامة، فلم تستسلم لتداعيات الحرب الدائرة في اليمن منذ 6 سنوات، حيث وجدت نفسها أمام مسؤولية الحفاظ على أطفالها وأخيها، من التشرد والضياع، بعد دخول زوجها في حالة اكتئاب جراء الديون والإيجارات المتراكمة منذ انقطاع الراتب.
أم سامي، أم لبنتين وولد، ولديها أخ مصاب بمرض نفسي، يسكنون منزلاً متواضعاً في حي شعوب بصنعاء، شمّرت عن ساعديها وخاضت البدايات العسيرة لتهتدي أخيراً لبيع الخبز (الملوج) في السوق كي تدفع إيجار المنزل، وتنفق على أسرتها لتقيهم شر التسول وذل الفاقة والجوع.

تقول "أم سامي" لنيوزيمن، بلهجتها الشعبية العفوية: "الحمد لله على كل حال، كنا ما لنا شيء حتى جو الجن (الحوثيين) وضيعوا البلاد وأكلوا حقوق العباد، وبسببهم وبسبب قطع الرواتب تحولت حياتنا لمتاعب ما تنتهي، البعض قرح قلبه ومات، والباقين بيكافحوا من أجل لقمة العيش بكرامة".
اختارت أم سامي أحد مطاعم السلتة لتجلس عند بابه حتى تتمكن من بيع ما تخبزه من "الملوج" والخبز الذي تعده في منزلها متحملة مشقة التجهيز ومن ثم تعب الجلوس للبيع.

قالت: "أقوم الصباح أنا وبنتي -عمرها 15 عاماً- بعجن الخبز وتجهيزه وبعد ذلك نبدأ في تجهيز "الصبوح للأسرة"، لأعود بعد ذلك، بتجهيز تنور الحطب من أجل الملوج، وتقوم بنتي بتجهيز التنور الذي يعمل بالغاز لنبدأ في خبز "الخبز" كونه قليل ولا يحتاج للكثير من الغاز".
وعند سؤالنا عن كيفية توفيرها لمادة الغاز خصوصاً في ظل الأزمات المتلاحقة لهذه المادة الهامة، أفادت بأن عاقل الحارة يتعاون معها أحياناً، وتعتمد على السوق السوداء في شارع خولان في أكثر الأوقات.

وذكرت، أن أكثر ما يتعبها حالياً هو أنها تعاني من ضغط في بعض فقرات عمودها الفقري، جراء الوقوف الطويل، والجلوس أيضاً، والإجهاد الذي تتعرض له من الساعة 6 صباحاً وحتى 2 بعد الظهر بشكل يومي.
وتابعت: "لولا الحاجة والله ما أخرج، وبجلس مستورة في بيتي، لكن التعب ولا المذلة، سهل يا ولدي كما قد حسيت بالقهر والتعب الزايد أنزل دمعتين ويغتسل قلبي حين أشوف أولادي مستورين".

أم سامي، رغم رزقها البسيط تقوم بإعطاء الخبز مجاناً إلى من يطلبها من المحتاجين، وتقول لولا بركة هؤلاء والتعاون لما رزقنا الله.

بائعة الخبز هي من ضمن عشرات النساء العاملات في مختلف المهن التي تمارسها النساء في اليمن، مثل بائعة ملوج وخضروات وبخور وبيض ولبان وأخريات في بيع السمن والحناء وأدوات الزينة النسائية، مثل "المشاقر" والشذاب" وغيرها من المهن التي تلقى رواجاً خصوصاً في الأسواق الشعبية، وبالتأكيد لكل واحدة قصتها وقضيتها التي أخرجتها من حياتها الآمنة الدافئة إلى متاهات الكسب الحلال في الشوارع وأمام المطاعم والأسواق.

لتكافح بلا توقف أو هوان شظف العيش، بل إن راحتها جنيها للمال كي تعيل به أسرتها وتربي أبناءها وتعلمهم.
 

.

 
المزيد في الأخبار
    أ.د مهدي دبان    في زمن اعتاد فيه الناس على التجاهل واللامبالاة، ظهرت مبادرة لم تكن مجرد محاولة عابرة، بل كانت أشبه بحجر ثقيل رُمي بقوة وسط بركة آسنة من
المزيد ...
بيان صادر عن:  وزارة الكهرباء والطاقة – العاصمة عدن   اطّلعت وزارة الكهرباء والطاقة بأسف شديد على وثيقة صادرة عن جهة تجارية خاصة تُدعى “مؤسسة الكهالي
المزيد ...
    *أ.د مهدي دبان*   نتجرع الألم بصمت، وقد جفّت الدموع في مآقينا من فرط القهر، تبخرت أحلام العمر كأنها لم تكن، لا لذنب اقترفناه، بل لأننا اخترنا طريق التعليم
المزيد ...
المهرة - خاص      انطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات مهرجان حات السنوي للمحالبة في نسخته السادسة، تحت رعاية كريمة من الشيخ راجح سعيد باكريت، عضو هيئة رئاسة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    ما أصعب أن يُزج بأحلام الطلاب في قاعات امتحان تُسمى "وزارية"، بينما الواقع يقول  بأن الوزارة ذاتها
  يعيش المواطن والمجتمع اليمني في دوامة ومجموعة من المشاكل والأزمات الحياتية والاجتماعية، من غلاء الأسعار
  في انتظار استجابة المجد، ننتصب كأشجار مثقلة بالعمر والرجاء، نحدق في الأفق البعيد، حيث لا وعد يلوح ولا
  عدن بين الحمى والحُمى، مدينة يسلخها الحمى من كل جانب، و ينهشها المرض من الداخل، ويطوقها الإهمال من
    ناديناكم نصرة لنا، واستبشرنا بقدومكم خيرا، ظننا أنكم ستلبون نداء الإخوة وروابط الدم والعقيدة. هللنا
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025