من نحن | اتصل بنا | الثلاثاء 01 أبريل 2025 10:35 مساءً

ثقافة وفنون

حبكة التسعينيات.. هكذا خيب "لص بغداد" توقعات الجماهير

الاثنين 10 فبراير 2020 12:05 صباحاً

هذا هو الأسبوع الثاني منذ بدء عرض فيلم "لص بغداد"، الذي أعلن صُناعه تحقيقه عشرة ملايين جنيه مصري (633 ألف دولار أميركي تقريبا) في أول أسبوع، وسافر بطله محمد إمام إلى دبي ليحضر افتتاحه بها، ولكن هل جاء الفيلم على قدر توقعات الجمهور الذي انتظره؟ 

حبكة شاهدناها عشرات المرات
تدور أحداث فيلم "لص بغداد" في جو من المغامرات والإثارة، حول الشاب يوسف وهو ابن عالم آثار شهير، ولكنه لم يسر على طريق والده بل يعمل بسرقة الكنوز ومطاردة القطع الأثرية الثمينة حول العالم لبيعها لمن يدفع أعلى سعر، وفي سعيه يقع على الاكتشاف الأهم والأكبر على الإطلاق، حيث يعثر على مقبرة الإسكندر الأكبر. 

كما هو متوقع يقوم محمد إمام بشخصية يوسف أو جو، ويعاونه في مهمته زميله مجدي (محمد عبد الرحمن)، بالإضافة إلى سلمى الباحثة التاريخية التي تتورط معهما وقدمت دورها ياسمين رئيس، وينافسهم في البحث الدؤوب عن الكنز كل من المصرية الروسية نادية (أمينة خليل) وخالد (فتحي عبد الوهاب).

حبكة "لص بغداد" التي تدور حول حملات البحث عن أسطورة مقبرة الإسكندر الأكبر تكررت من قبل في أعمال سينمائية وتلفزيونية كثيرة مثل المسلسل المصري الذي أنتج عام 1997 بعنوان "حلم الجنوبي". 

ليست المشكلة في تكرار الحبكة، فهناك بعض الحبكات المتكررة في الأعمال السينمائية بصورة دائمة، على رأسها أفلام المطاردات، والبحث عن الكنوز، ولكن التغيرات التي يضعها صناع العمل تقيها من الوقوع في فخ الملل وتجعل العمل مميزًا ومختلفًا.

ولكن صناع فيلم "لص بغداد" ربما ظنوا أن أيا من المتفرجين لم يشاهد من قبل هذا النوع من الأفلام أبدا، فكرروا كل الأفلام السابقة بحذافيرها، يبدأ هذا من بوستر الفيلم الذي يشبه إلى حد كبير بوستر فيلم "الكنز الوطني" بطولة نيكولاس كيدج، وكذلك الموسيقى التصويرية التي تتشابه إلى حد بعيد مع موسيقى أفلام "ليلة في المتحف"، ولكن الأمر لا يقتصر على هذين العاملين فقط، ولكن يمتد إلى بناء الفيلم نفسه.

كما يتجلى التكرار في الشخصيات الخاصة بالفيلم، من بطل ذكي، ومساعد غبي، وفتاة جميلة يقع في حبها، وأشرار خطيرين، وانتقال في الأحداث من بلد لآخر بحثًا عن الأدلة للوصول إلى الكنز، أما المشاهد الأخيرة في الفيلم والتي ظهرت في الإعلان التشويقي الخاص به فهي منقولة بصورة شبه حرفية من فيلم الكنز الوطني، وكذلك بعض ألعاب الفيديو.

حشد غير مسبوق من الكليشيهات
امتلأ فيلم لص بغداد بكليشيهات (مقولات معينة مكررة أقرب للابتذال) متأصلة في السينما المصرية، تبدأ من البطل الذي يجب أن يقع في حب بطلة ما، حتى لو كانت فتاة بلهاء لا يعرفها سوى منذ يومين، ويستغلها في البحث عن هدفه، وطالما أن الأخير يتنقل بين البلاد فيجب أن يكون أحد أشرار الفيلم دوليا، لذلك نجد أن نادية أو أمينة خليل هي نصف روسية نصف مصرية، ولأنها شريرة روسية يجب أن يكون شعرها رماديا تماما، والأهم أنها لا ترتدي سوى الجلد الأسود طوال الوقت، في تنميط كاريكاتيري للشخصيات الشريرة.

هذا، بالإضافة إلى الحوار الذي يجب أن يظهر فيه طابع أخلاقي وعظي من حين لآخر، في محاولة لتلميع البطل الذي في الأصل هو مجرم وسارق آثار، ويأتي هذا الوعظ على لسان سلمى التي من المفترض أنها ساذجة للغاية، ولكنها تنصح بطلنا حتى يغير هدفه في النهاية بالطبع.

ترافقت هذه الكليشيهات مع ما يسمى بالإنجليزية "فجوات السيناريو" (Plot Holes) وهي أمور غير منطقية في السيناريو، أو لم يتم تغطيتها وتفسيرها بما فيه الكفاية، وفي الحقيقة افتتاحية الفيلم احتوت على أكبر فجوة ممكنة.

فالفيلم يبدأ ببطلنا في كينيا يسرق قناعا أثريا ما، ولكن يحتال عليه منافسه خالد، المتنكر في زي زعيم أفريقي، ويطلب من أفراد قبيلته قتل يوسف، ولا يفسر الفيلم كيف استطاع المصري القمحي البشرة إقناع قبيلة أفريقية كينية بأنه زعيمهم، ويأمرهم ويطيعونه، الأسوأ أن السيناريو يخبرنا بعد ذلك مرارًا وتكرارًا أن خالد يهتم بيوسف بشكل ما، وينقذه بالفعل من الموت أكثر من مرة، ويشير إلى علاقة قرابة بينهما، وينسى تمامًا أنه أمر بقتله في بداية الفيلم نفسه.

إضافة لذلك نجد أن أبطال الفيلم يعلمون معلومات قطعية ودقيقة من أدلة ليست كذلك بالمرة، فعلى سبيل المثال واحدة من المفاتيح الخاصة بالكنز تخبر الأبطال أن المقبرة في سيوة، فقط. وفجأة ينتقل الأبطال ليس إلى مصر أو واحة سيوة ولكن إلى المقبرة مباشرة، وكأنما هناك لافتة في سيوة تقول هنا مقبرة الإسكندر الأكبر.

هذا بالفعل غيض من فيض الأخطاء المتكررة في السيناريو وبناء الشخصيات، وأفعالها غير المنطقية وغير المبررة، وربما أكثر الأشياء بعدًا عن المنطقية هو عنوان الفيلم نفسه "لص بغداد" فبطلنا مر على بغداد في رحلته سريعًا كما فعل مع إسبانيا واليونان ومصر، فلماذا اختار الصناع بغداد على الأخص؟ لا نعلم ولم يفسر الأمر مثل غيره من غوامض العمل.

يبقى أن فيلم "لص بغداد" يصنف ما بين الأكشن (الإثارة) والمغامرات والكوميديا، لكن العنصر الأخير غاب عنه تمامًا، فالإفيهات (التعليقات الكوميدية) المستخدمة فيه قديمة للغاية، ويمكن أن نقول بأريحية هي جديرة بأن يستخدمها عادل إمام والد البطل في أفلامه بالثمانينيات من القرن الماضي!

 

.

 
المزيد في ثقافة وفنون
      شهد مركز التعليم المدني بحي الزمالك انعقاد ملتقى هُنَّ الحكاية في نسخته الرابعة، وذلك تحت إشراف الدكتورة سارة هاشم رئيسة الملتقى وتناول الملتقى
المزيد ...
أعلنت الفنانة نانسي صلاح، عن خطوبتها دون الكشف عن أي تفاصيل تخص خطيبها في الوقت الحالي. و قالت نانسي خلال استضافتها في برنامج (عيش صباحك) بعد أن أظهرت دبلة خطوبتها:
المزيد ...
  توفي مساء يوم الجمعة 21 أكتوبر، الفنان السعودي خالد سامي عن عمر ناهز 60 عاما بعد صراع مع المرض.   وقال ابنه فيصل في تغريدة على "تويتر": "لله ما أخذ ولله ما أعطى
المزيد ...
  قدمت أنجلينا جولي تفاصيل عما وصفته بسلوك زوجها السابق براد بيت المسيء في دعوى قضائية، اليوم الثلاثاء، مما يصعد معركة قانونية بشأن مصنع نبيذ فرنسي كان يتشارك
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
القهوة والتوت والزيتون..7 أطعمة أساسية للحفاظ على الكبد
أفضل ماركات روج: إكتشفي الصيحات والخيارات المثالية لألوان جذابة
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  استدعاء الماضي السياسي لمعالجة مشاكل الحاضر وصياغة المستقبل خطأ جسيم . هذه قاعدة عامة في الحياة السياسية
    عدن مدينتي هي الركن الأعظم في العالم، إلى مدينتي كل الانتماء والحب، ففيها عشنا  الذكريات الجميلة
    اسال الله ان لا يذيقكم مر الفراق ولا وجع وقسوة و وحشة الموت، وخصوصا ان ياتيك ولد وانت تشعر بفراغ وجوع
    لا يساورني الشك أن في الحياة كم كبير من التجارب والأحداث، بعضها قاسية ومؤلمة جدا على بعض البشر، ويزيد
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025