من نحن | اتصل بنا | الأحد 16 نوفمبر 2025 10:14 مساءً

الأخبار

مشروع فيلم لتوثيق مآسي حرب اليمن في 100 دقيقة

- المصدر: مواقع الخميس 22 نوفمبر 2018 04:01 صباحاً

يعمل المخرج السينمائي اليمني حميد عقبي على توثيق مآسي الحرب المستعرة باليمن، عبر فيلم وثائقي يسرد فيه وقائع وأحداث ومشاهدات وحكايات الناس العاديين، الذين غرقوا في بحر متلاطم من الكوارث التي لم يتخيلوا يوما حدوثها. 

وأطلق عقبي مع بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري دعوة للصحفيين والنشطاء والطلبة وكافة شرائح المجتمع اليمني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركته فيلم "اليمن في 100 دقيقة"، من خلال تصوير مقاطع فيديو قصيرة بكاميرات هواتهم المحمولة.
تولدت فكرة مشاركة الجماهير له بإنتاج فيلمه مع شعوره بالعجز للسفر إلى اليمن في ظل الحرب المستمرة منذ أربع سنوات، فهو لاجئ سياسي فيفرنسا منذ 2001، ولا يحق له السفر إلى بلده، رغم اشتياقه لأهله باليمن ومنطقته "بيت الفقيه" بمحافظة الحديدة التي ولد بها عام 1972.
ودخول اليمن حاليا صعب جدا، والعراقيل كثيرة، كما أن المخاطر الأمنية على حياته كبيرة، لذلك لجأ عقبي لدعوة اليمنيين لتصوير مقاطع من حاراتهم وشوارعهم وقراهم ومدنهم تلقي الضوء على جزء من حياتهم في ظل الحرب.
ويعتصر الألم قلب المخرج عقبي الذي يتابع أخبار بلده، ويزداد الألم قسوة عليه أكثر وهو يشعر بالعجز عن السفر لليمن، وفي وقت تبدو مدينته الحديدة -حاضرة إقليم تهامة- مدينة أشباح، وتشرد سكانها، ومن بقي بها بات بين رحى قصف الصواريخ والقذائف، والجوع والموت.
ويأمل عقبي أن تلقى دعوته للنشطاء لمشاركته فيلمه استجابة واسعة من خلال قيامهم بتصوير مشاهد حياتية واقعية للناس البسطاء في الشوارع والمستشفيات والأسواق والمدارس ومخيمات النزوح ونقل شيء مما فرضته الحرب من تعقيدات ووجع لشعب نكب بنخبه وقياداته وسياسييه.
ويقول عقبي إن بلده "يعيش واقعا متجددا يتعاظم فيه الألم مع كل ساعة حرب، وتوجد آلاف الحكايات المؤثرة، وما نسعى إليه لا يلغي أي مشروع سينمائي وثائقي مستقبلي، بل يفتح شهية القنوات والمخرجين لإنتاج عشرات الأفلام في اليمن".
مخاوف التصوير
وتبدو العوائق كبيرة أمام عقبي لإتمام مشروعه في توثيق جزء من مآسي اليمن وشعبه، فأكبر عائق هو ضعف الإنترنت في كل المحافظات اليمنية، وأيضا عدم وجود كهرباء مما يجعل شحن التليفون مشكلة كبيرة، بحسب توصيف عقبي.
ويضيف أن "العائق الأكبر هو خوف الناس من التصوير بالشارع وعدم السماح بالتصوير في المستشفيات والمدارس، فقد أخبرني أحد المشاركين من صنعاء أنه يخاف تصوير الشارع، فربما تمسكه دورية أمنية، وتصادر تليفونه، وقد يتهمونه بالتخابر مع دولة أجنبية".
ومن مدينة عدن (جنوب) العاصمة المؤقتة لليمن أخبره أحدهم أن التصوير في الشوارع قد يجلب له مشاكل أمنية، وقد يتهم بالتخابر مع جماعة الحوثي في صنعاء، وهكذا بات الخوف يسكن المواطنين، في ظل آلة القمع وتكميم الأفواه، فلا صوت ولا رأي يعلو فوق صوت دوي المدافع وقصف الطيران.
وثمة مشكلة صعبة تواجه مشروع الفيلم، كما يرى عقبي، فالناس تخاف من التصوير وبعضهم يحتاج لتشجيع مادي ولو رمزيا، والمشارك قد يكون لا يملك المال ونحن كشعب يمني لا نحبذ تصوير النساء وقليلات جدا من لديهن شجاعة الحديث أمام كاميرا.

ولا يوجد ثراء في الصور يظهر ويكشف ما حدث ويحدث في اليمن، بينما الحرب فيسوريا تفاعل معها العالم لضخامة ما نُشر من صور وفيديوهات، وما تزال حاضرة لما يُنشر من مواد صورية كثيرة كل لحظة، وفي اليمن لم يحدث ذلك، فهناك فقر في الصور، وتجد الفضائيات تكرر وتعيد المشاهد والمقاطع نفسها.
ويأمل عقبي أن يعرض فيلمه "اليمن في 100 دقيقة" -وهو حقوقي وغير ربحي- في منتديات ومنظمات حقوقية دولية، وأن يكون وثيقة حقوقية صادقة؛ لأنه من تصوير البسطاء من الناس دون زخرفة ولا مبالغة، ومن ثم يعرض في مهرجانات وفعاليات دولية، وقوته أنه يأتي من الناس البسطاء بعدسة هواتفهم.
ولا زال عقبي يتذكر أنه جاء إلى فرنسا لدراسة السينما وتحقيق حلمه كسينمائي، ولم يكن يتصور طلب اللجوء السياسي بها، والسبب في ذلك مقالة له عن فيلم "حين ميسرة" نشرت بصحيفة "الثقافية" اليمنية سببت له الكثير من الضجيج، حيث تم تكفيره وأغلقت الصحيفة بسبب مقالته، ووصل الأمر إلى البرلمان اليمني والمطالبة بعزل وزير الإعلام ورئيس مجلس مؤسسة الجمهورية الصحفية.
ومن شواطئ المحيط الأطلسي، وتحديدا من مدينة كون بمحافظة النورماندي الشهيرة في فرنسا، يبدو عقبي متفائلا بأن تضع الحرب أوزارها قريبا، وأن يكون لفيلمه دور في إحلال السلام وتعريف العالم بما يجري في اليمن. 

 

.

 
المزيد في الأخبار
    تشهد العاصمة عدن حراكًا واسعًا وتحضيرات مكثفة استعدادًا لانعقاد المؤتمر الوطني الأول للطاقة - اليمن، المقرر إقامته خلال الفترة من 26 إلى 27 نوفمبر، تحت شعار
المزيد ...
    أنباء عدن/ خاص   حقّق الدبلوماسي اليمني محمد عبدالقادر المحوري إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل الدبلوماسية اليمنية ومسيرته الأكاديمية، بعد تخرّجه من كلية
المزيد ...
  صالح العبيدي: وصلت إلى موقع حديقة عدن الكبرى في مديرية خور مكسر عشرات الحاويات المخصّصة بالألعاب والمعدات الحديثة، إيذانًا بانطلاق العمل الفعلي في إنشاء أكبر
المزيد ...
  تمكنت وحدة حماية الأراضي صباح يوم الثلاثاء من إعادة أرض أحد المواطنين في مديرية المنصورة بالعاصمة عدن، وتمكينه من إجراء أعمال الصيانة اللازمة بعد توجيهات من
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    لم يكن الأستاذ عقيل مجرد مدير مدرسة أو قائداً إدارياً، بل كان نموذجاً للعقل والحكمة والإنسانية
  من قال إن الأماكن جدران وهياكل تأوي من بداخلها؟ من الذي أكد أنها مجرد مواد صماء تُطوع وتُبنى؟ إن الأماكن
    ها قد طل عصر الكيوبتات التي تعمل كأياد خفية تمسك بخيوط المعرفة وتنسج منها المستقبل. تحلق فوق البيانات
    تستقبلكَ منافي الدُّنيا ، وأنت  مَا تزَال  فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِك، تبحث لاحلامك الجميلة  عن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025