من نحن | اتصل بنا | الجمعة 19 سبتمبر 2025 11:52 مساءً

الأخبار

بعد الكوليرا..”الدفتيريا” تظهر في اليمن المنهك

الجمعة 26 أكتوبر 2018 01:30 مساءً

من جديد، أطل وباء “الدفتيريا” برأسه في مدينة صنعاء اليمنية، الخاضعة لسيطرة مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) منذ عام 2014.

في مستشفى “السبعين للأمومة والطفولة” وسط صنعاء، بلغ عدد المصابين بالوباء 65 حالة، خلال أيام.
وسط صالة رقود المرضى، يقف نائب مدير قسم “الدفتيريا” في المستشفى، الطبيب ياسر السلطان، وهو يضع كمامة على أنفه.
قال السلطان إن “عشرة مصابين توفوا، وتحاول السلطات الصحية إنقاذ 55 آخرين”.
وأضاف أن “الأدوية واللقاحات الطبية المتعلقة بالوباء لم تلب الاحتياج المطلوب.. وبعض الأدوية متوفرة بنسبة قليلة، وهو ما يفاقم من انتشار جرثومة الوباء”.
وأوضح أن “المشكلة لا تتعلق بالوباء نفسه، بل بمضاعفاته التي تؤدي غالباً إلى الوفاة بعد أيام قليلة من الإصابة به، نظراً لقلة الأدوية واللقاحات”.
عبر جرثومة، تدعى “الوتدية الخناقية”، ينتقل مرض “الدفتيريا”، ويصيب بشكل أساسي الفم والعينين والأنف، وأحياناً الجلد، وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى ستة أيام.
ويعاني اليمن أوضاعاً صحية متدهورة للغاية؛ جراء الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أعوام بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، الذين يسيطرون على عدد من المحافظات.

إمكانيات ضعيفة
يتزامن انتشار “الدفتيريا” في اليمن مع تفشي وباء “الكوليرا”، منذ أواخر أبريل/ نيسان 2017.
وأسفرت الكوليرا عن وفاة أكثر من ألفين و200 شخص، فيما تجاوز عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض مليون حالة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتبقى الاستعدادات لمواجهة وباء “الدفتريا” ضعيفة بسبب الحرب، التي أدت إلى تفشي أوبئة وإغلاق مرافق صحية كثيرة، في واحدة من أفقر دول العالم.
في مستشفى “السبعين للأمومة والطفولة”، حث وزير الصحة والسكان بحكومة الحوثيين (غير معترف بها)، طه المتوكل، على إخلاء بعض الأقسام الطبية لاستيعاب المصابين.
هذا الإجراء جاء بعد أن وصل إلى المستشفى ستة أشخاص من أسرة واحدة أصيبوا بالوباء، وهم من منطقة حراز غرب صنعاء.
يتلقى المستشفى لقاحات طبية وأدوية خاصة بـ”الدفتيريا” من منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى.
و”لولا ذلك الدعم الصحي لشهد اليمن أسوأ مأساة صحية”، بحسب قول أحد الممرضين، طلب عدم نشر اسمه.

ضعف التشخيص
لضعف التشخيص الطبي الدقيق في اليمن، يظن العشرات من المرضى أن الأعراض الأولية لـ”الدفتيريا” هي أعراض حميّات وأمراض موسمية تحتاج فقط لمضادات حيوية.
تبدو على الطفل عازم محمد علامات التحسن، وهو يقول إنه أُصيب بالحمى وتهيج في العينين وصعوبة بالبلع.
ويضيف أنه حسب التشخيص الأولي تم إعطاؤه أدوية خاصة بالتهاب اللوزتين، لكن مع تفاقم الإصابة جرى نقله إلى مستشفى “السبعين”.
ويتابع: “اتضح أنني مصاب بالدفتيريا، وعلى الفور أعطوني الدواء، وقال لي الأطباء إنه من الضروري أن أخضع للعناية 25 يوماً”.

141 حالة وفاة
في أغسطس/ آب 2017 تم تشخيص أول حالة إصابة بـ”الدفتيريا”
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، يوسف الحاضري: “حتى اليوم سجلت الوزارة 2537 حالة، توفي منها 141”.
ويضيف الحاضري: “توفيت اليوم (أمس الأحد 21 أكتوبر/ تشرين أول) الطفلة خلود منصور الحوري (ثمانية أعوام) في عناية الأطفال بمستشفى السبعين”.
ويوضح أن “الوفاة حدثت بعد يومين من وصول خلود إلى المستشفى لتلقي العلاج، إثر تورم كبير في عنقها، وهي أهم علامات المرض، ويُطلق عليها bull neck”.

شائعات مُضرة
يعزو المسؤولون في القطاع الصحي انتشار “الدفتيريا” إلى عزوف السكان عن تناول اللقاحات المضادة.
هذا العزوف يعود إلى انتشار شائعات عن كون اللقاحات غير آمنة، وأن الغرب يستهدف أطفال اليمن بلقاحات تصيب بالعقم.
“أم غناء” لاحظت تغيرات طفيفة اعترت صحة طفلتها عقب تناول اللقاح.
وتقول الأم: “اللقاحات تسبب الشلل للأطفال.. طفلتي غناء ظلت ليومين لا تحرك ساقها”.
وتتابع: “لولا لطف الله لكانت أُصيبت بالشلل، وقرأت على الواتس أب (تطبيق المراسلة الفورية) أن اللقاحات يصنعونها من السموم”.

محاولات للطمأنة
إثر انتشار هذه الشائعات، نفت منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، وجود أي آثار خطيرة للقاح “الدفتيريا”.
وقالت المنظمة، مؤخراً، إن “اللقاح آمن جداً، وخضع لاختبار سلامة اللقاحات بشكل دقيق، ويتوافق مع أعلى المعايير عالمياً، وليس هناك أي دليل حول آثار جانبية خطيرة له”.
وزادت بأن “عشرات الملايين من الأطفال يتم تطعيمهم سنوياً حول العالم باستخدام هذا اللقاح”.
وأوضحت أنه “توجد آثار جانبية بسيطة جداً قد تواجه بعض الأطفال، مثل الحُمى الخفيفة أو الألم في مكان الحقن، نتيجة تفاعل اللقاح مع جسم الطفل، وهي تستمر يوم أو يومين فقط”.
كما دعا وزير الصحة في حكومة الحوثيين، طه المتوكل، السكان إلى الاستجابة لحملات التحصين.
وقال المتوكل، في تصريح للصحفيين مؤخراً، إنه “لا علاج لهذه الأمراض إلا بالتحصين والتطعيم”.
وأضاف: “على المواطنين عدم الانصياع للإشاعات المغرضة عن كون اللقاحات غير آمنة.. ليس لها أي مضاعفات كما يروج البعض”.
وشدد على أهمية رفع نسبة التوعية بالتحصين، للحفاظ على صحة الأطفال، خاصة في هذه المرحلة التي يمر بها اليمن، جراء استمرار الحرب.
وحمّل المتوكل التحالف العربي مسؤولية تفشي الأمراض والأوبئة؛ بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام نقل المرضى لتلقي العلاج في الخارج وعدم السماح بدخول الأدوية.
بالمقابل يحّمل التحالف الحوثيين مسؤولية تردي الأوضاع في المحافظات التي يسيطرون عليها، ويتهمهم بإعاقة أنشطة الإغاثة الطبية والإنسانية.
ومنذ عام 2015، ينفذ التحالف، بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني. (الأناضول)

 

.

 
المزيد في الأخبار
  شهدت محافظة تعز إنجازًا جديدًا بعد الانتهاء من أعمال تأهيل وصيانة طريق موزع – المخا – الكدحة، على يد شركة أولاد اللجامي للمقاولات العامة، التي أثبتت
المزيد ...
    واصلت جامعة الجند للعلوم والتكنولوجيا تنظيم احتفالات تخرج الدفعة الرابعة حيث كان احتفالها ، اليوم، في كلية الهندسة وتقنية المعلومات، في قسمي: تقنية
المزيد ...
     جرى اليوم الاحد توزيع عدد من الحقائب المدرسية المتكاملة على الطلاب في عدد من مدارس مديرية دار سعد بالعاصمة عدن.     وجاءت هذه المبادرة الإنسانية
المزيد ...
        غادر فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الاحد، العاصمة المؤقتة عدن، ومعه عضوا المجلس اللواء سلطان العرادة،
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    تلقى الرأي العام خبر استقالة رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، سالم ثابت
   تسلّل إلى ذاكرتي وأنا أعود من سفر طويل، ذاك البيت من أغنية فيروز الشهيرة "سهار بعد سهار"،تقول
  لم أكن متفاجئًا بما يُنشر حول نشاط الأستاذة الدكتورة عميده شعلان عندها حيوية ولديها اهتمام بالغ بدراسة
    قرأتُ في فيسبوك ما يمكن اعتباره محاولة  لتقديم المعبقي في صورة "حامي الحمى" المكافح حفاظًا على
    في خطبة الجمعة الماضي، أطلق الشيخ حداد باطبي عبارة مؤثرة لاقت تفاعلاً واسعاً: "العملة قد تهبط ثم ترتفع
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025