من نحن | اتصل بنا | الخميس 13 نوفمبر 2025 07:00 مساءً

الأخبار

يمنيّون يقتلعون أشجار القات

الأحد 14 أكتوبر 2018 01:45 مساءً

على الرغم من أهميّة شجرة القات لدى غالبيّة اليمنيّين، وانتشار زراعة هذه الشجرة في أرجاء اليمن، إلا أن بعض سكان مدينة حراز، الواقعة جنوب غرب مدينة صنعاء، عمدوا إلى اقتلاعها وزراعة بعض النباتات المفيدة، في خطوة وُصفت بالجريئة. الشيخ عباس عبد الله المعقابي، أحد وجهاء المنطقة، يوضح أن اقتلاع شجرة القات يأتي استجابة لدعوة سلطان طائفة البهرة في اليمن، محمد برهان الدين، الذي دعا مراراً إلى ضرورة التخلّص من أشجار القات والاهتمام بزراعة البن وتسويقه في الخارج، كونه منتجا عالميا يعود بالفائدة على الوطن.

تُعرف منطقة شرق حراز بخصوبتها وجودة البن الذي يُزرع فيها. ويوضح المعقابي أن نحو 75 في المائة من تلك الأراضي صالحة لزراعة هذا المنتج الزراعي الهام. يضيف لـ "العربي الجديد": "عملنا على اقتلاع شجرة القات، ونحن اليوم نزرع البن في كثير من المناطق شرق مدينة حراز"، مشيراً إلى اقتلاع 13 ألف شجرة في قرية جرمة، وكل أشجار القات في قرية صعوط، وقد تعاون جميع المواطنين في تنفيذ هذه المهمة على مراحل.

ويوضح المعقابي أنّ جمعية خيرية يدعمها سلطان فئة البهرة تقدم مساعدات متواضعة للمزارعين الذين يقتلعون أشجار القات، "ليكونوا قادرين على توفير احتياجاتهم لزراعة الأشجار الأخرى، وبالتالي تأمين مردود مالي". وحول تسويق محصول البن، يقول المعقابي: "بعض التجار من أبناء منطقة شرق حراز مهتمون بشراء البن من قبل المزارعين، وبيعه وتسويقه عبر شركات عالمية".

كثيرة هي إيجابيات اقتلاع شجرة القات، بحسب المعقابي، منها الحد من استهلاك المياه في المدينة. يضيف: "تعاني منطقتنا من شح في المياه الجوفية، علماً أن زراعة القات تتطلب الكثير من المياه. أما شجرة البن، فتحتاج إلى ربع ما تحتاجه شجرة القات من مياه". ويدعو جميع اليمنيين إلى اقتلاع شجرة القات والإقلاع عن تعاطيه، والتركيز على زراعة البن، ما يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع والوطن عموماً.

دعواته لاقت تأييداً واسعاً من المواطنين. محمد العياني يؤكد أن زراعة القات تسببت في مشاكل اجتماعية واقتصادية، وزادت من استهلاك المياه بشكل كبير. ويقول لـ "العربي الجديد"، إن زراعة القات توسّعت على حساب زراعات أخرى، خلال العقد الماضي. لافتاً إلى أن عملية اقتلاع شجرة القات واستبدالها بأشجار زراعية مفيدة بدأت قبل ست سنوات في حراز، ثم توقفت لتعود مرة أخرى. يضيف: "عمد الكثير من المواطنين في حراز إلى اقتلاع أشجار القات واستبدالها بأشجار البن واللوز والخضار وغيرها من المحاصيل الزراعية ذات المردود الاقتصادي الجيّد للمواطنين". ويلفت إلى أن ثلاثة آلاف شجرة قات اقتُلعت في منطقته، ضمن مشروع تطوير الزراعة واقتلاع القات.

وعلى الرغم من أنّ عبد الرحمن الثلايا هو أحد الذين يمضغون أوراق القات بشكل يومي، إلا أنّه بارك هذه الخطوة ومن يقومون بها. يقول لـ "العربي الجديد" إن هذه "مبادرة مجتمعية مباركة للتخلّص من الآفة التي تسببت في مشاكل اجتماعية في اليمن، بعدما توسعت زراعتها على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى ذات الجدوى الاقتصادية". يضيف أنه وكثيرين ممن يمضغون القات يضطرون إلى ذلك "لأنه بات المنتج الزراعي الأكثر وفرة وأسعاره في متناول اليد. كما أن الدولة لم توفر للناس بدائل مثل الحدائق والمنتزهات والنوادي الرياضية"، مشيراً إلى أن غالبية من يمضغون القات يرغبون في القضاء عليه في اليمن، لكنهم يستسلمون للواقع، على الرغم من السلبيات الناتجة عن مضغ القات.


في السياق، يشدّد الإعلامي جميل الحرازي، وهو أحد أبناء المنطقة، على ضرورة التوعية بمخاطر شجرة القات للدفع بالمواطنين إلى اقتلاعها، أو على الأقل الحد من زراعتها في أراض جديدة. ويقول لـ "العربي الجديد": "استبدل الأهالي في شرق حراز شجرة القات بمزروعات مفيدة وذات جدوى اقتصادية، لتدرّ عليهم دخلاً جيداً مثل زراعة البن الحرازي، الذي يعد من أجود أنواع البن في اليمن وخارجه".

وبحسب دراسات محليّة صادرة عن منظمات مدنية، ينفق اليمنيون على القات سنوياً نحو ملياري دولار. غالبية البالغين اليمنيين من الرجال يمضغون القات في فترة تصل إلى أربع ساعات يومياً، بينما تقل نسبة تعاطيه لدى الإناث. وتزرع شجرة القات بشكل كبير في اليمن، لاسيما في المناطق الجبلية الشمالية ومناطق الوسط. وتعد إحدى أهم النباتات التي تدر دخلاً كبيراً لملايين اليمنيين الذين يقومون بزراعتها أو المتاجرة بها.

 

 

.

 
المزيد في الأخبار
نقل  موقع "عدن الغد" عن مصدر وصفه بالمسؤول،القول ان الاجراءات الحكومية جارية لدفع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، خلال الايام المقبلة بعد ان اودعت المملكة
المزيد ...
تقرير خاص:  أثارت منشورات حديثة على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن رؤية سمكة قرش ضخمة قرب جسر البريقة في عدن، موجةً من الفضول والقلق بين الأهالي، لاسيما وأن
المزيد ...
    عدن – الخميس 13 نوفمبر 2025   تشهد مدينة عدن تدهورًا متزايدًا في خدمة الكهرباء، حيث بلغت ساعات الانقطاع حتى الساعة 12:30 بعد منتصف الليل 14 ساعة مقابل ساعتين
المزيد ...
    لحج /حكيم الشبحي   ترأس محافظ محافظة لحج اللواء ركن احمد عبدالله تركي صباح اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025م اجتماعا موسعا ومهما عقد في مكتب مدير عام مديرية تبن
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    لم يكن الأستاذ عقيل مجرد مدير مدرسة أو قائداً إدارياً، بل كان نموذجاً للعقل والحكمة والإنسانية
  من قال إن الأماكن جدران وهياكل تأوي من بداخلها؟ من الذي أكد أنها مجرد مواد صماء تُطوع وتُبنى؟ إن الأماكن
    ها قد طل عصر الكيوبتات التي تعمل كأياد خفية تمسك بخيوط المعرفة وتنسج منها المستقبل. تحلق فوق البيانات
    تستقبلكَ منافي الدُّنيا ، وأنت  مَا تزَال  فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِك، تبحث لاحلامك الجميلة  عن
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025