من نحن | اتصل بنا | الخميس 17 يوليو 2025 08:36 مساءً

الأخبار

الميليشيات تخصص اكثر من 100 مليار ريال للفعاليات الطائفية .. أزمة خانقة بصنعاء الحوثي يتوسل

الجمعة 21 سبتمبر 2018 05:50 مساءً

تجاهلت الميليشيات الحوثية في صنعاء ومناطق سيطرتها في بقية المحافظات معاناة السكان تحت وطأة انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وسخرت إمكاناتها المالية الضخمة للإنفاق على فعالياتها الطائفية ومهرجاناتها، في الوقت الذي يواجه الملايين من السكان خطر الموت جوعاً، كما تقول تقارير المنظمات الدولية.

وفي هذا السياق، حشدت الجماعة، أمس، الآلاف من أتباعها في صنعاء وصعدة وبقية المحافظات لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين، وهي المناسبة التاريخية التي تستغلها الجماعة على نحو طائفي لترديد أفكارها الخمينية ومزاعمها في أحقيتها في الحكم.
وألقى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً في أتباعه المحتشدين بالمناسبة، بثته قناة «المسيرة»، أمس، ردد فيه أفكاره المعتادة عن المظلومية المزعومة للجماعة، كما كشف فيه عن عدم رغبته في السلام وحرصه على إطالة أمد الحرب من خلال تشديده على أتباعه لحشد المزيد من المقاتلين إلى الساحل الغربي، وللدفاع عن معقل الجماعة الرئيسي في محافظة صعدة.

وحمل المتظاهرون الحوثيون الذين احتشدوا في شارع المطار شمالي العاصمة صنعاء الشعارات الطائفية، ورددوا العبارات المقتبسة من الملازم الخمينية، كما استمعوا إلى خطب لمعممي الجماعة امتلأت بالتحريض على قتل اليمنيين من غير أتباع الجماعة باعتبارهم خارجين عن الإسلام.

وعلى وقع هذه الاحتفالات الطائفية التي تزامنت مع احتفالات الجماعة بالذكرى الرابعة لانقلابهم على الشرعية واقتحامهم صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) عبّر الشارع اليمني عن سخطه إزاء السلوك الحوثي الطائفي الذي يتجاهل معاناة السكان المتمثلة في انعدام المشتقات النفطية وارتفاع الأسعار وانقطاع الرواتب في مناطق سيطرة الجماعة.

وانتقد ناشطون في صنعاء تحدثوا مع «الشرق الأوسط» الإنفاق الحوثي ببذخ على الفعاليات والاحتفالات الطائفية في الوقت الذي لا يجد أغلب المواطنين ما يجعلهم يعيشون عند الحد الأدنى من العيش المناسب، بخاصة أن تقديرات المراقبين تتحدث عن إنفاق الجماعة أكثر من 100 مليار ريال يمني سنوياً على إقامة الفعاليات والمهرجانات.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن القياديين في الجماعة حسن زيد وحمود عباد، والأول هو وزير الجماعة للشباب، والآخر هو محافظها في أمانة العاصمة صنعاء خصصا ميزانية ضخمة للاحتفال بذكرى اقتحام الجماعة لصنعاء وانقلابها على المسار الانتقالي والحكومة الشرعية.

وأكدت المصادر أن الجماعة أجبرت أكثر من 700 عنصر من عناصر الكشافة والمرشدات في صنعاء للمشاركة في احتفالات الميليشيات واستعراضاتها وإيقاد شعلة الانقلاب الذي تحاول الجماعة أن تكرسه كثورة مزعومة.

وتأتي احتفالات الجماعة الحوثية في وقت تعيش صنعاء وبقية مناطق سيطرتها أزمة حادة في الوقود والغاز المنزلي، افتعلتها الجماعة بالتزامن مع تضييق الخناق عليها في الساحل الغربي ومدينة الحديدة، من أجل الضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل من أجل وقف المعارك، كما يرجح المراقبون.
وتقف المئات من السيارات في طوابير طويلة منذ أيام أمام محطات تعبئة البنزين في صنعاء وهي المحطات التي سمحت الجماعة باستمرارها في العمل، لكنها لا تغطي سوى 10 في المائة من احتياجات السكان؛ وهو الأمر الذي انعكس على حركة الشارع مهدداً بتحويل المدينة إلى مدينة أشباح لخلو شوارعها من حركة السيارات.

وبحسب شهادات سكان تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، ابتكرت الجماعة الحوثية سوقاً موازية خارج المحطات لبيع البنزين والديزل بأسعار مضاعفة بلغت 20 ألف ريال للصفيحة سعة 20 لترا، وهو ما يعادل نحو 30 دولاراً، في حين كانت الجماعة فرضت سعر الصفيحة في محطات التعبئة قبل افتعال الأزمة بـ9 آلاف ريال.

واتهم عاملون في محطات الوقود، الجماعة الحوثية بافتعال الأزمة التي امتدت أيضاً لتشمل الغاز المنزلي، وذلك عبر قيامها باحتجاز مئات الناقلات القادمة من مأرب في محافظة البيضاء، في مسعى منها لمضاعفة معاناة السكان وجباية مبالغ ضخمة على كل ناقلة مقابل السماح لها بالمرور إلى وجهتها.

ويؤكد مسؤولون في شركة النفط اليمنية الخاضعة للجماعة، أن قيادات الجماعة يرفضون السماح باستخدام المخزون الاحتياطي للشركة للتخفيف من الأزمة، وهو - بحسب المصادر - مخزون ضخم يبدو أن الجماعة تحاول أن تسخره لمصلحة مجهودها الحربي.

وكانت الجماعة أطلقت في صنعاء حملة واسعة للتحشيد والتعبئة العامة شملت أحياء العاصمة كافة، كما أطلقت العشرات من معمميها إلى المساجد والمدارس لاستقطاب المجندين، في ظل عزوف تام من قبل السكان عن الاستجابة لدعوات الجماعة التي يقولون إنها «تحمل مشروع الموت منذ البداية، ولا يهمها سوى تقديم المزيد من القتلى والجرحى إرضاءً لنزوة زعميها الحريص على السلطة والحكم».

وتزامنت أزمة الوقود في صنعاء مع استمرار الجماعة في فرض الإتاوات ومع استمرار الريال اليمني في التهاوي بفعل تجريف الميليشيات للاقتصاد ونهبها الاحتياطيات من العملة الصعبة إلى جانب مضاربتها بأسعار الصرف واكتناز العملة الصعبة وتهريبها إلى الخارج.

ووصلت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية، في صنعاء، في حين أفادت مصادر اقتصادية، بأن الكثير من التجار صرحوا بأنهم بصدد إيقاف أنشطتهم التجارية وعدم الاستيراد مجدداً، بمجرد أن تنفد الكميات التي في حوزتهم، لجهة عدم قدرتهم - كما يقولون - على مجاراة الانهيار المستمر في العملة، إلى جانب عدم قدرتهم على دفع الإتاوات الباهظة التي تذهب إلى جيوب الميليشيات.

وسخر الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، من خطاب الحوثي الجديد الذي تعامى عن أزمة المعيشة في صنعاء وركز على استجداء المقاتلين إلى الساحل الغربي وصعدة، معتبرين أنه «يقود أتباعه إلى الهلاك ولا يهمه مصلحة اليمنيين الذين بات بعضهم يبحث عن كسرة الخبز في صناديق القمامة».

 

 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن / اعلام البنك    بعث القائم بأعمال رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي لبنك التسليف التعاوني والزراعي "كاك بنك" الاستاذ/ حاشد الهمداني، رسالة عزاء
المزيد ...
    التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرّمي، اليوم الخميس، بالعاصمة عدن، برئيس مجلس القضاء الأعلى فضيلة القاضي محسن يحيى طالب، والأمين العام للمجلس
المزيد ...
    الخميس ١٧ يوليو ٢٠٢٥    شدّد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، على أهمية تعزيز
المزيد ...
    ترأس الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، امس الأربعاء، اجتماعاً موسعاً ضم أعضاء هيئة رئاسة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    يتسابق كلا من البنك المركزي في عدن والمركزي في صنعاء من أجل فرض السيطرة على مناطق نفوذه مع امتلاك كلا
خدمات ضعيفة وأسعار باهظة في مرافقنا الصحية     تعاني وتشهد جميع مستشفيات الحكومية والعامة، إهمالًا
  • فشلت مليشا الحوثي خلال العشر السنوات الماضية من نشر التشيع في محافظة ريمة بمديرياتها الست وربما
الضبع حيوان شرس ، وهو أبشع حيوان من بين كل الحيوانات المفترسة . الضبع هو الوحيد الذي يأكل الجيف ويتحرك في
لا قيمة للقرارات ما لم نلمسها ونشعر بها في واقع الحياة.  الشعب يدرك حجم التحديات والصعوبات التي تواجهها
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025