بسبب اليمن.. تلاسن سعودي وآخر عراقي في اجتماع لوزراء الخارجية العرب
أثار حديث وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري، خلال اجتماع وزراء اخارجية العرب في القاهرة، عن بلقيس «ملكة سبأ» وقصتها مع النبي سليمان عليه السلمان، استياء وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أحمد قطّان، الذي اعتبر الأمر تلميحاً لدور بلاده في الحرب على اليمن، فشن هجوماً عنيفاً على إيران وحركة الحوثي.
وأثناء حديثه عن المنطق والعدل، استدل الجعفري بجانب من قصة ملكة سبأ والنبي سليمان عليه السلام، قائلاً إن «اليمن منذ زمن قديم يعطي نموذجاً للحكم العادل.. امرأة صعقت الجو اليمني وتتحدث بلغة حكيمة».
واستدل الجعفري في حديثه عن حكمة بلقيس ورجاحة عقلها بما رود على لسانها في الآية رقم 34 من سورة «سبأ» في القرآن الكريم «إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة»، والتي تتناول جانباً من نقاش الملكة بلقيس مع مستشاريها بشأن كيفية التعاطي مع النبي سليمان الذي هدّد بإسقاط عرشها.
لكن المداخلة أثارت غضب ممثل السعودية أحمد قطان، الذي اعتبر أن الجعفري يهاجم ملوك السعودية، وأنه يربط القصة بالغارات التي تشنها الرياض وأبو ظبي في اليمن.
ورداً على كلمة الجعفري قال قطان إن «ملوك المملكة العربية السعودية يشيد الجميع بهم وما قاموا به تجاه العالم العربي والإسلامي».
وربط القطان الأمر بدور بلاده في حرب اليمن، فقال «نحن لم نسع لهذه الحرب، سعت إليها إيران وشيعتها ومليشياتها ومن يقف وراءها، الحوثيون الذين يدعمونهم بالأسلحة لضرب المملكة العربية السعودية».
لاحقاً، قال وزير الخارجية العراقي إنه ما كان ينبغي تحميل مداخلته أكثر مما تحتمل. واستغرب الحساسية تجاه استدلاله بالآية الكريمة.
وذكّر بأنه تحدث أيضاً عن ثناء الرسول عليه الصلاة والسلام على النجاشي بقوله إن في الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، وخاطب الوزير السعودي قائلاً: «لمَ لم تقل هنا إني أمدح الملك؟».
وشدّد الجعفري على أنه كان يتحدث من وحي خاطره ولم يقصد مدحاً ولا ذماً، وتساءل: «ما هذه الحساسية المفرطة؟».
وأضاف موجهاً حديثه للقطان «تريد أن تفكر بطريقتك، أنت حر، ولكن لا تحملني ما لا أقصد، وأنا لا تعوزني الشجاعة عن قول ما أقصد بملء فمي».
وانتقد الجعفري الوزير السعودي بشدة كونه علق على حديثه في غيابه، قائلاً إنه كان بإمكانه انتظار عودته للاجتماع أو الاستفسار منه على انفراد حتى يتبين قصده.
.