قابل عبدالملك وجهاً لوجه.. فقرر الاختفاء في اليوم التالي! ماذا دار بين صالح وزعيم التمرد؟

 في واحدة من أكثر السيناريوهات غرابة وإدهاشاً قرر الرئيس اليمني السابق علي صالح الاختفاء عن الأنظار "تدريجياً"، موكلاً مهمة الالتقاء بمكونات المؤتمر الى الرجل الثاني في الحزب الأمين العام عارف الزوكا.
غير أن أكثر ما أثار دهشة اليمنيين هو أن ذلك الإجراء المفاجئ من صالح حدث بعد يوم واحد من قيامه منفرداً بإجراء اتصال صوت وصورة مع زعيم جماعة الحوثيين (عبدالملك الحوثي)، وهو لقاء لم تكشف تفاصيله حتى ىاللحظة.
وفيما تساءل ناشطون عن إمكانية وجود علاقة مباشرة بين حديث صالح وعبدالملك يوم أمس بقرار الأخير التواري عن الأنظار، أكد ضالعون في المشهد السياسي وجود علاقة قوية ومباشرة بين لقاء الأمس وقرار اليوم.
وكانت جماعة الحوثي قد ألمحت مؤخرًا، إلى ضرورة تغيير “صالح” من رئاسة حزب المؤتمر، وسط الخلافات المتصاعدة بين الحزب والجماعة.
وقال عضو المجلس السياسي للحوثيين، حسين العزي، في تغريدات سابقة عبر حسابه على “تويتر”، إن “كل الأحزاب الديمقراطية في العالم تناوب على رئاستها أكثر من اسم، بينما في حالة المؤتمر رئيس واحد فقط وما زال رئيس الحزب منذ العام 1982 وحتى الآن”، في إشارة إلى صالح.
ورجح متابعون أن يكون علي صالح قد عقد اتفاقاً "فاصلاً" مع عبدالملك الحوثي، قبل بموجبه التواري عن الأنظار، وعدم "تعكير" الجو العام في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات القابعة لسيطرة الانقلاب، مقابل منحه الأمان من أي اعتقال أو تصفية جسدية.
ومنذ 24 أغسطس/آب الماضي، يعيش تحالف (الحوثي/صالح)، أزمة هي الأعمق منذ تحالفهما السياسي قبل أكثر من عام، وتشكيل “المجلس السياسي الأعلى” مناصفة بينهما، وحكومة مشتركة، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهما.
ويطالب حزب المؤتمر، بالشراكة على أساس النظام والقانون بين الطرفين، وعدم استحواذ جماعة الحوثي على كافة المناصب.
ويسيطر مسلحو الحوثي وقوات صالح، على صنعاء، منذ 21 سبتمبر 2014 وعدد من المحافظات اليمنية بقوة السلاح.
وعقب الإطاحه به بثورة شعبية العام 2011، وتسليمه السلطة في 2012، رفض صالح الذي حكم اليمن لأكثر من 33 عامًا، كافة الدعوات اليمنية والإقليمية للتواري عن المشهد وترك العمل السياسي، رغم منحه حصانة من المحاكمة، آنذاك.