سوء الخاتمة السياسية.. رحلة عواجيز مبارك من الحرير إلى «البورش»
- وكالات : الخميس 11 مايو 2017 01:00 مساءً
أحمد سامي
«سبحان المعز المذل» جملة لابد أن تتذكرها عندما تنظر لحال رموز نظام مبارك أثناء حضورهم المحاكمات فمنهم من يدخل المحكمة محمولا علي السرير, والآخر على كرسي متحرك، والثالث ينهار ويغمي عليه، يحضرون إلى المحاكمات داخل عربات الترحيلات ولسان حالهم يقول ليت الزمان يعود يوماً، حقاً يجب عليهم التندر على هذه الأيام التي كانوا يشعرون فيها أنهم فوق البشر، يركبون سيارات فارهة ويعيشون في القصور لا تعرف أجسادهم إلا الملابس المهندمة ذات الماركات الثمينة، ليضحوا بين ليلة وضحاها ليرتدوا البدلة البيضاء ويخالطون ذو السوابق وأرباب السجون.
مبارك الرئيس الأسبق
يبلغ الرئيس الأسبق من العمر 89 عاما حضر أول أيام محاكمته علي سرير المستشفي والمرض يرفرف حوله في مشهد مهيب جعل الجميع يقارن بين أيام مجده في الرئاسة والصحة التي كان يتمتع بها وقدرته على الحديث والخطب والسفر من دولة إلى أخرى وجولاته المكوكية ,لينتهي به الحال بين جدران المستشفي ويظهر لأول مرة في تاريخه على فراش المرض معلنًا للجميع أنه يعاني من الآلام التي بدأت تنهش، والشيب يتسلل إليه ولكن رغم الشائعات التي تناثرت بين الحين والآخر عن وفاته والتي تنتهي جميعها بالنفي نجد أن الرئيس على مدار جلساته محاكمته الأخيرة في صحة جيدة أكثر من الأول ولكن أيام السجن خلف جدران مستشفى المعادي أنهت على مجده السياسية وانهي حياته السياسية الطويلة بسوء الخاتمة.
زكريا عزمي
لم يختلف حال رئيس الديوان الرئاسي عن معلمه الأكبر فالرجل البالغ من العمر 79 أصبح لسان حاله يردد "لو أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت" فالرجل الذي كانت كلماته ترن داخل مجلس الشعب ويقف يهاجم المحليات ويقول "الفساد وصل للركب" لم يكن يعلم أن فساده سينكشف يوماً ويصبح من ضمن قائمة المحبوسين علي ذمة أحد قضايا الفساد الذي وصل للركب فقد اتهم زكريا عزمي في العديد من قضايا الفساد ولكنها انتهت ببراءته في قضية الكسب غير المشروع بعد التصالح مع الدولة، ولكن مازالت قضايا هدايا الأهرام عالقة تنتظر التحقيقات.
يوسف والي
لقب بثعلب السياسة فسنوات عمله في العمل السياسي جعلته متمكن من أدواته، فالرجل البالغ من العمر 89 عاما، كان أحد قيادات الحزب الوطني الديمقراطي ووزير سابق للزراعة واستصلاح الأراضي شغل منصب أمين عام الحزب قبل أن يعوضه صفوت الشريف، خرج من وزارة الزراعة بعد اتهامه باستخدام مبيدات زراعية محظورة دوليا وتؤدي للإصابة بمرض السرطان.
يوسف والى الذي ظل لأكثر من 20 عاما في المطبخ السياسى والحزبى ولم يكن قريبا فقط من صناع القرار، بل كان شريكا وصانعا في الكثير من القرارات مع القيادة السياسية، رغم أنه يرى أنه ورفاقه مجرد سكرتارية عند الرئيس السابق ,وبعد الثورة حُكم في قضية ببيع أرض "جزيرة البياضية" بالأقصر إلى رجل الأعمال الهارب حسين سالم بسعر زهيد، على نحو أهدر ما يزيد على 700 مليون جنيه من المال العام، وتنازل حسين سالم عن "أرض جزيرة البياضية" موضوع الاتهام، ضمن اتفاق تصالح مع الدولة، مقابل إسقاط العقوبات الجنائية عنه في القضايا المتهم بها.
حبيب العادلي
ظل طول فترة حكمه للداخلية يطارد مروجي المخدرات والمتهمين وأرباب القضايا واعضاء الجماعات الإخوانية لتدور الأيام ويصبح حبيب العادلي إمبراطور الداخلية مطارداً من قبل رجاله, يخرجوا في حملات للبحث عنه وتفتيش منزله فالرجل الحديدي صدر ضده حكم بالسجن سبع سنوات ومنذ تلك اللحظة لم تستطع الداخلية القبض عليه فقد هرب ولا يعرف أحد أين يختبئ العادلي؟
اتُّهم العادلي في عدة قضايا منها قتل المتظاهرين وتسخير عمال الداخلية للعمل بمزرعته والاستيلاء علي اموال الداخلية والتي قضي فيها بالسجن سبع سنوات وكذلك قضية اللوحات المعدنية مع رئيس الوزراء أحمد نظيف لتكن نهاية العادلي كمطاريد الجبال التي كان يسع وراهم .
حسين سالم
أسطورة المال والسلاح والغاز فالرجل صاحب الـ87 عاما أصبح طريد جنته يعاني من الوحدة خارج البلاد، فالحارس الأمين علي أسرار الرئيس الاسبق هرب عقب الثورة مباشرة إلى إسبانيا ليقبع هناك مع أبنائه لا يعرف طريق العودة بعد أن استولى على ثروات الدولة لحسابه واتهم في العديد من القضايا ما بين الكسب غير المشروع وبيع الغاز بسعر زهيد لإسرائيل والاستيلاء على أراضي الدولة لتنتهي رحلة جمع الثروة والسلطة والسياسية إلي شخص هارب يتنازل عن نصف ثروته حتى يتمكن من العودة إلى البلاد.
.