من نحن | اتصل بنا | الجمعة 06 يونيو 2025 08:37 مساءً

مقالات
الخميس 02 مارس 2017 04:28 مساءً

لماذا الجنوبيون في الساحل الغربي؟

فيما يتعلق بمعارك الساحل الغربي بالنسبة لـ"المقاومة الجنوبية" والجنوبيين فقد وقع الجميع في غفلة منهم ولم يسم عليهم أحد، أو على حد قول إخوتنا المصريين "وقعوا ومحدّش سمّى عليهم".
في هذه المعركة، ورغم الانتصارات المحققة فيها، دخل الجنوبيون في مأزق حقيقي، وباتت كل الخيارات بالنسبة لهم مرة، فالاستمرار في هذه المعارك إلى ما لا نهاية انتحار حقيقي لا يقبله عقل، والتراجع عنها، وهي لم تحسم، يعد هزيمة وانكساراً غير مبرر.
الأمر الوحيد الواضح فيما يجري هو عدم الوضوح، وأن الغموض والضبيابية يلفان هذه المعارك، منذ بدءها حتى الآن، وإذا لم تتبدل المفاهيم ولم يحصل الجنوبيون على تطمينات أكيدة وواضحة جداً، عن غايات هذه المعركة، وترتيبات ما بعدها، فلن يكون للجنوب فيها شيئ يستحق انتظاره، وسيكون الكاسب الوحيد فيها هو التيار الذي لم يخضها، وهو "حزب الاصلاح" بصفته تنظيماً انتهازياً يأتي في اللحظة الأخيرة ليتقدم الصفوف ويقطف ثمار تضحيات غيره.
رغم عدم حماسي لهذه المعركة، إلا أنني كذلك لست مع تعالي الأصوات المطالبة بانسحاب الجنوبيين من هذه المعركة، فذلك لا يعني سوى التخلي عما تحقق من انتصارات، وتسليمها لـ"الاصلاح" والقوات الموالية له لتجني ثمارها، فيما تذهب دماء القادة والمقاتلين من "المقاومة الجنوبية" الذين سقطوا بالمئات في هذه المعارك، وآخرهم أحمد سيف اليافعي وعمر الصبيحي، سدى، وكأن شيئاً لم يحدث ودماً لم يرق، والأهم دون أن يتحقق للجنوب ومقاومته أي منجز أو استحقاق سياسي أو عسكري، وهذا ما يتمناه ويحلم به "الاصلاح"، وصالح، والحوثي، وكل الشمال.
أما إذا ما واصل الجنوبيون خوض هذه المعركة، دون أن يسمعوا إجابة لأسئلة عديدة، من قبيل: لماذا نقاتل خارج حدودنا؟ وإلى أين سنصل؟ وما سنستفيد إن حررنا الساحل الغربي أو الشرقي أو الأوسط؟ لماذا لا يقاتل معنا رموز الشرعية من الشمال بجدية وأمانة وإخلاص؟ 
دون إجابة شافية عن كل تلك الأسئلة، فلن تكون نتيجة خوض هذه المعارك سوى استنزاف خبيث ومرعب للقدرات والكفاءات الجنوبية، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والأسوأ أن المستفيد منها في النهاية هم أيضاً "الاصلاح"، باعتباره ممثل الشمال في الشرعية، ولأن "المقاومة الجنوبية" لن تبقى في المناطق التي تحررها وستسلمها لأهلها، وبالطبع لن تسلم لملائكة منزلين، إنما لمقاومة فنادق الرياض وحانات أنقرة واسطنبول.
ناهيك عن الأهم في كل ذلك، وهو إنهاك "المقاومة الجنوبية" وإضعافها وتشتيتها، ليسهل بالتالي اختراق الجنوب، أو اجتياحه لاحقاً، لفرض أي ترتيبات سياسية، خاصة إذا ما تقرر إنهاء الحرب، وانسحب "التحالف"، وتقابل الشمال مجتمعاً مع الجنوب المنهك، وجهاً لوجه مجدداً، دون وجود رادع خارجي.
بالتأكيد سيكون من غير الحكمة التنازل عن الانتصارات المحققة في الساحل الغربي أو التقليل من قيمتها، ففي ذلك انتقاص من أنهار الدماء الغالية التي جرت فيها ومن خيرة القادة والمقاتلين الشجعان، لكنه سيكون من فساد العقل مواصلة نزيف الدم الجنوبي بهذه الصورة المؤلمة دون أن يكون هناك هدف واضح وثمن معلوم لكل هذه التضحيات.
 
إن العقل والحكمة تقضيان في مثل حالتنا المحيرة هذه ضرورة المكاشفة والمصارحة بين شركاء هذه المعركة، من "مقاومة جنوبية" وحكومة شرعية و"تحالف عربي"، حول ماذا بعد هذه المعركة؟ وأين ستصب أنهار الدم الجنوبي الجارية بغزارة في جبهات الساحل العربي؟ وهل سيكون الثمن الذي سيقبضه الجنوبيون معادلاً للثمن الذي دفعوه؟

 
 
أختيار المحرر
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
"جوجل" تحذّر: الذكاء الاصطناعي يمكنه "تدمير البشرية" في هذا التوقيت
العلماء يلقبونه بـ "قاتل المدن".. كويكب قد يصطدم بالقمر في هذا الموعد
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    الكلمة التي اشتقت لها كثيرا، وكنت أرددها في كل الأوقات، صباحا و مساء، دون ملل أو كلل... كلمة لم تكن مجرد
 المسافر من عدن الى صنعاء يمر بثلاث دول ترفع ثلاث رايات الاول علم الجنوب مرفوع من عدن الى سناح فقط، الثاني
    أ.د مهدي دبان   لا يهمنا من يتخذ القرار، ولا كيف يتخذه، ولا ما هي أهدافه النهائية… طالما أن
  ملخص غير أن المأزق الحقيقي لا يكمن فقط في غياب الدولة، بل في تغييب فكرة الدولة ذاتها، واستبدال شبكات
  كم أصبحت هذه العبارة تستفز  الناس ، بعد أن غدت اسطوانة قيادات المجلس الانتقالي في حلهم وترحالهم هذه
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025