هزيمة وداع وعزل.. حصاد «نون النسوة» في عرين السياسة العالمية

كان عام 2016 عاما حافلا لحواء العالمية في شارع السياسة، حيث شهد الإطاحة بهيلاري كلينتون السياسية الأمريكية المخضرمة من انتخابات الرئاسة الأمريكية، لصالح الجمهوري دونالد ترامب.
هذه الأحداث شملت إلى جانب ما حدث لكلينتون، دخول ميلانيا ترامب إلى البيت الأبيض، في الوقت الذي ستخرج فيه ميشيل أوباما زوجة أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وبعيدا عن أمريكا، كان دخول تريزا ماي إلى داوننج ستريت بعد سنوات من تولي آخر امرأة لمنصب رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارجريت تاتشر حدثا هاما، كونها ثاني امرأة تتولى هذا المنصب، خاصة وأن البلاد تمر بظروف دقيقة إثر خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ولا ننسى تعيين النيجيرية أمينة محمد في منصب نائب أمين عام الأمم المتحدة، في نوع من إحداث التوازن في الوظائف بين الرجال والنساء في الأمم المتحدة.
وحدث أيضا عزل رئيسة البرازيل ديلما روسيف، كما تواجه رئيسة كوريا الجنوبية عاصفة من الاتهامات بالفساد واستغلال النفوذ.
وفيما يلي نستعرض معكم أهم شخصيات نسائية في شارع السياسة لعام 2016
هيلاري كلينتون.. الخاسرة العظيمة
لا تعترف السياسة إلا بلغة الأرقام، وبرغم أن العام بدأ مبشرا بالنسبة لمرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون إلا أن أمريكا لم تكن مستعدة بعد لأن تقودها امرأة.
ولعل كلينتون واحدة من الخاسرين القلائل الذين حجزوا مكانا لهم في التاريخ، لكن لهذه المرأة وضع خاص، مع اشتغالها لثلاثة عقود بالسياسة الأمريكية، كمحامية، ثم سيدة أولى، ثم عضو بمجلس الشيوخ، إلى وزيرة خارجية، ثم مرشحة في الانتخابات الرئاسية، وطوال هذه المدة كانت رمزا للمرأة القوية، التي لا تهاب شيئا، وأصبحت أيقونة لكثير من النساء والفتيات حول العالم.
ورغم الخسارة اختارتها مجلة «تايم» الأمريكية ضمن الشخصيات الأكثر تأثير في العالم لعام 2016، مؤكدة استحقاقها للقب المرأة الأكثر قوة في العالم.
كان نجوم هوليود بجانبها، بل وحتى الصحف ووسائل الإعلام تخلت عن موضوعيتها وأعلنت مساندتها للسياسية المخضرمة، معلنين تبرمهم من أن يمسك بقياد أمريكا رجلا لا يعرف كيف يتكلم دون إثارة الجدل، رجلا معروفا بفضائحه، لكن الشعب الأمريكي قال كلمته وأعلن فوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري بمقعد البيت الأبيض، بحصوله على 274 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 215 صوت فقط لهيلاري التي أقرت بالهزيمة في انتخابات وصفت بأنها الأشرس منذ عقود، ولا ننسى تغريدتها على تويتر التي قالت فيها رغم الهزيمة، “فخورة بفريقي، ومهما حصل اليوم أشكرهم على كل شئ”.
ميلانيا ترامب.. موديل في البيت الأبيض
رغم ك التوقعات بهزيمته مقابل هيلاري كلينتون، إلا أن ترامب قلب الطاولة على الجميع وفاز بقيادة الدولة الأقوى في العالم،
ولعل أول المصودمين من الأمر، هي السيدة الأولى الجديدة ميلانيا ترامب (46 عاما)، التي لم تتوقع أن تتحول من مهاجرة سلوفانية رأس مالها جمالها إلى المرأة الأولى في أمريكا، ولعل ميلانيا هي المرأة الأوفر حظا في حياة ترامب الحافلة بالعلاقات والفضائح، والتي أصبحت بعد انتخابه أول سيدة أولى ذات أصول أجنبية بعد زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كوينسي ادمز التي ولدت قبل ميلانيا بنحو 200 سنة.
قبل مرحلة ترامب، كانت ميلانيا كناوس مجرد فتاة سلوفانية مهاجرة تحلم بالشهرة في عالم الموضة الذي دخلته وهي في سن 16 عام، واستقرت الفتاة في أمريكا منتصف التسعينيات، حيث عملت كعارضة أزياء محترفة.
ويشاء القدر أن تلتقي ميلانيا ترامب في أسبوع الموضة بنيويورك عان 1998، بقيت علاقتهما بعيدة عن الأضواء حتى تزوحها عام 2005، لتصبح ثالث زوجاته، وتتغير حالتها من مهاجرة إلى مواطنة أمريكية، وأنجبت منه ولدا عام 2006.
ايفانكا ترامب.. أقوى ابنة رئيس في التاريخ
ورغم أن ميلانيا ستكون رسميا السيدة الأولى، إلا أنه من المرجح أن تظل مجرد ديكور جميل لا أكثر، حيث ثبت في أكثر من مناسبة انها لا تجيد السياسة، ولا تستطيع أن تكون سيدة أولى مؤثرة، لذا فالساحة خالية أمام إيفانكا الابنة الكبرى لترامب والتي تعد أكثر أفراد عائلته شبها به، والتي قالت تقارير عنها انها بصدد أن تكون أقوى ابنة رئيس في التاريخ.
ورغم أنها قالت إنها لن تعمل بالبيت الأبيض، مكتفية بلقبها كابنة رئيس، خاصة وأن ميلانيا تفضل الابتعاد عن الأضواء، لكن الشائعات انتشرت مؤخرا عن اعتزام فريق ترامب العمل في صمت من أجل إعداد إيفانكا للعب دور سيدة أمريكا الأولى، خاصة مع التقارير عن اتصالات بينها وبين آل جور، ومع نانسي بيلوسي ررئيسة كتلة الأقلية الديموقراطية في الكونجرس.
وبالفعل مثلت إيفانكا والدها في أكثر من مناسبة، بعد فوزه بالانتخابات، وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة غير زوجة الرئيس مهام السيدة الأولى، فهناك آنا إليانور روزفيلت، وخلال القرن التاسع عشر، تولى رئيسان أرملان الرئاسة هما توماس جيفرسون الذي اختار ابنته مارثا، ومارتن فان بورين، الذي عين ابنته بالنسب أنجليكا فان بورين في المنصب.
ميشيل أوباما.. سمراء في وداع البيت الأبيض
بدأ العد التنازلي لخروج أول سيدة أولى من أصول أفريقية من البيت الأبيض بعد 8 سنوات قضتها بجانب زوجها الرئيس باراك أوباما، ونستطيع أن نقول أن ميشيل أوباما نجحت كسيدة أولى محبوبة ومقربة من الشعب الأمريكي.
وفي أخر ظهور لها على مجلة «فوج» كسيدة أولى، أكدت ميشيل أنها لن تتوقف عن عملها المجتمعي بعد خروجها من البيت الأبيض رسميا يوم 20 يناير.
وفي حوارها الوداعي مع الإعلامية أوبرا وينفري عبر قناة « CBS»، تحدثت ميشيل عن العنصرية التي واجهتها مع أوباما عقب دخولهما البيت الأبيض، وقالت:”أتعرفين أن لون البشرة، والثراء، وهما عاملان لا أهمية لهما، يلعبان دورا أساسيا في تحديد رؤية بعض الأشخاص للبعض الآخر”.
واعتبرت ميشيل أن القيم هي المعيار الوحيد لتصنيف الناس، فلا يمكن ،على حد قولها، النظر إلى اللون أو الدين باعتبارهم مرجعا لإصدار حكم على الإنسان.
تميزت ميشيل طوال فترة رئاسة زوجها، بكونها امرأة مميزة فهي محامية وامراة ذكية، وأم مثالية أيضا، حتى أن أوباما قال في مداخلة مع برنامج أوبرا، إن مبادرتها لدعم تعليم الفتيات، لم تؤثر أبدا على واجباتها الأسرية”.
وأكدت ميشيل أنها غير راغبة أبدا في خوض الانتخابات الرئاسية عام 2020، أو في أي انتخابات مقبلة، وذلك بسبب صعوبة العمل في البيت الأبيض، لافة إلى انها ستهتم في الفترة القادمة بمتابعة تربية ابنتيها ماليا وساشا.
تيريزا ماي.. المرأة الحديدية الجديدة
للمرة الثانية في تاريخ بريطانيا، تدخل امرأة مكتب «10 داوننج ستريت»، بعد نحو 26 سنة من تولي مارجريت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا من (1979-1990).
وتولت ماي المسئولية، في عام حافل بالأحداث ببريطانيا، التي أعلنت طلاقها من الاتحاد الأوروبي، عبر استفتاء عام في 23 يونيو هزت نتائجه العالم، واستقال على إثره ديفيد كاميرون من رائسة الوزراء، لتدخل تريزيا ماي التاريخ يوم 14 يوليو 2016.
مهمة تريزا ثقيلة، فهي التي ستتولى تنفيذ البريكست أو «الطلاق البريطاني- الأوروبي»، باعتبارها يد أمينة ستساعد بريطانيا على الخروج دون خسائر من الاتحاد الأوروبي.
وترشحت “ماي” لشغل هذا المنصب في 30 يونيو الماضي، وقالت عند ترشحه للمنصب 30 يونيو الماضي، إن بريطانيا بحاجة إلى قائد قوي، لاجتياز هذه الفترة الغامضة سياسيا واقتصاديا، ولإجراء مفاوضات حول أفضل الطرق للخروج من الاتحاد الأوروب، مؤكدة أن بلادها ستنعم بمستقبل أفضل بعض الخروج، وإن كانت عرضة لمواجهة أوقاتا صعبة أثناء مفاوضات إتمام إجراءات الخروج.
ويصفها المحللون لأنها نسخة ثانية عن مارجريت تاتشر التي لقبت بالمرأة الحديدية، حيت تتميز بالصرامة والحسم في اختياراتها، منذ أن كانت وزيرة الداخلية بحكومة ديفيد كاميرون المحافظة.
3 نساء ضمن قيادة الأمم المتحدة
فوجئ العالم بقرار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، تعيين 3 نساء في مناصب قيادية بالمنظمة العالمية الأشهر، في محاولة منه لتحسين تمثيل المرأة في المنظمة الدولية، التي لا تشغل فيها المرأة حاليا سوى أقل من ربع المناصب القيادية.
واختار جوتيرس وزيرة البيئة النيجيرية أمينة محمد لمنصب نائب عام الأمم المتحدة، نائبة له، بعد قيادتها النجاحة للمفاوضات حول أهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة التي وافقت عليها الأمم المتحدة لإنهاء الفقر المدقع في 2030.
بينما عين البرازيلية ماريا لويزا ريبيرو فيوتو في منصب كبيرة الموظفين، وهي اقتصادية عملت سفيرة للبرازيل بألمانيا، وساعدت في تعزيز دور البرازيل في إطار نادي «بريكس»، للاقتصادات الناشئة كما عملت مديرة لحقوق الإنسان في وزارة الخارجية.
فيما كان منصب المستشار الخاص حول السياسية من نصيب الكورية الجنوبية كيونج وا كانج، التي تولت سابقا منصب نائب مسؤول المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة منذ أبريل 2013.
وعن هذه القرارات قال جوتيرس، إن المساواة بين الجنسين هو أمر ستكون له أولوية كبيرة في الفترة القادمة بالولايات المتحدة، وستشمل كل المناصب من أعلاها لأدناها.
ديلما روسيف.. الرئيسة المعزولة
في 31 أغسطس، قام مجلس الشيوخ البرازيلي بالتصويت لصالح عزل الرئيسة ديلما روسيف من منصبها بأغلبية 61 صوتا إلى 20، لينتهي بذلك تولي حزب العمال اليساري للسلطة التي تقلدها لمدة 13 عاما.
جاء قرار العزل على خلفية اتهامات بالتلاعب في الميزانية لإخفاء عجز النمو، وهي الاتهامات التي رفضتها ووصفتها بانها “ذات دوافع سياسية”.
وبرغم ما تعرف به روسيف من صلابة حتى أنها تلقب أحيانا بالمرأة الحديدية، إلا انها وقفت عاجزة أمام قرار العزل، هي التي كانت عضوا بالمقاومة اليسارية المسلحة ضد الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل عام 1964، واعتقلت لمدة 3 سنوات، إلى أن انتخبت رئيسة للبلاد بعد ترشيحها عن حزب العمال عام 2010، مواجهة الكثير من التحديات والاحتجاجات على الفساد وسوء الخدمات عام 2014، أكدت بعدها أنها ستكرس ولايتها الرئاسية الثانية، من أجل تعافي البلاد اقتصاديا، والاستثمار في التنمية الاجتماعية.
وتسبب هذا العزل في توترات في العلاقات بين البرازيل وجيرانها التي تتولى فيها السلطة أحزاب يسارية، وعلى راسها فنزويلا التي استدعت سفيرها من البرازيل، واصفة ماحدث “بالانقلاب على الشرعية”.
رئيسة كوريا لجنوبية.. فساد واستغلال نفوذ
تواجه رئيسة كوريا الجنوبية بارك جون هيه اتهامات محرجة بالفساد واستغلال النفوذ، إلى حد خروج مظاهرات شعبية حاشدة في ميادين سول العاصمة للمطالبة بتنحيها.
وكانت أثيرت تقارير عن استغلال الصديقة المقربة لبارك لعلاقتهما والتدخل فى شؤون الرئاسة رغم أنها لا تشغل أى منصب رسمى، كما أجبرت شركات كبرى على دفع هبات لمؤسسات غير رسمية لتستخدم تلك الأموال لأغراض شخصية.
وأعلنت بارك استعدادها للتنحى فى أبريل القادم على أن تجرى الانتخابات الرئاسية المبكرة فى يونيو 2017، كما أكدت جاهزيتها للرضوخ بكل هدوء لإجراءات المحكمة الدستورية من أجل استقرار الشعب.
.