من نحن | اتصل بنا | الخميس 21 نوفمبر 2024 11:51 مساءً

منوعات

"العار" في زمن فيسبوك

الاثنين 31 أكتوبر 2016 09:01 مساءً

"على بعد 200 ياردة من منزلنا توجد أرض لحرق الجثث. هذا هو المكان الذي اغتصبوني فيه. كنت أرى وجوههم على أضواء الكشافات التي كانت في أيديهم".

هكذا وصفت بورنيما شيل حادث الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له في قرية أولابارا شمال بنغلادش في عام 2001.
كانت حينها في الثالثة عشرة من العمر. ووجه الاتهام لخمسة وعشرين رجلاً بارتكاب هذه الجريمة، أدين منهم لاحقا أحد عشر رجلاً.
تقول بورنيما "كانوا يخدشون جسدي ويمزقون ملابسي ويلقون بدعابات نابية. في وقت ما فقدت الوعي".
وعندما استفاقت بورنيما ووصلت متعبة إلى بيتها بعد ساعات من ذلك وجدت البيت مليئا برجال الشرطة. وتقول بورنيما "كان هناك الكثير من الأضواء والكثير من الناس في المنزل وشاحنة مليئة برجال الشرطة. وكانوا يسألونني "هل اغتصبوكِ؟" لكنني لم أكن حتى أعرف ما هو الاغتصاب".
وحشية الجريمة دفعت بها إلى الصفحات الأولى في صحف بنغلادش بل ولفتت أنظار وسائل الإعلام الدولية. ولكن ما لم يحظَ بأي تغطية على الإطلاق هو أن بورنيما ما زالت تواجه ـ حتى بعد خمس عشرة سنة ـ انتهاكات على شبكات التواصل الاجتماعي، وكل ذلك بسبب وصمة العار التي تلحق بضحايا الاغتصاب في بعض أجزاء بنغلادش.
تقول بورنيما "اكتشفت صفحة على فيسبوك عام 2013 تستخدم اسمي وصورتي. كان عليها عنوان عملي ورقم هاتفي. كانت الصفحة تنشر عبارات نابية وصورا عارية لسيدات وكانت هناك منشورات تقول إني متاحة "للاستئجار".
آنذاك كانت بورنيما تعمل في محطة تليفزيون محلية، ووافق العديد من زملائها على طلبات صداقة تلقوها من الصفحة التي تحمل اسمها معتقدين أنها صفحتها الشخصية. وتقول بورنيما "كانوا يسألونني لماذا أنشر هذه الصور العارية وهل هذه طريقتي لكسب الأموال؟ بل أن أحد الأصدقاء سألني عن المبلغ الذي أتقاضاه".
بعدما نبذها أصدقاؤها وأصبحت عرضة للشائعات والسخرية تركت بورنيما عملها. ولم تعرف يوما مَن الذي كان وراء هذه الصفحة لكنها تمكنت أخيرا عام 2016 بمساعدة أحد الأصدقاء من الإبلاغ إدارة فيسبوك عن الصفحة، وبعد أكثر من بلاغ أزيلت الصفحة.
بالنسبة لبورنيما لم تكن هذه الصفحة إلا شكلا من أشكال العداء الذي تعرضت له طوال حياتها. وهو عداء متجذر في قناعة أن ضحية الاغتصاب تظل للأبد ملوثة وملطخة. وتقول: "طوال سنوات المدرسة والجامعة كان على أن أواجه هذا الأمر، لم أكن أستطيع المشي في الشارع، كان الناس يشيرون إلي ويقولون "هذه هي الفتاة". أحدهم حتى جذبني من شعري وضربني. اعتادوا أن يقولوا إنها "ملوثة لا تتحدثوا إليها" واعتادوا أن يلقبوني "الفتاة التي اغتُصبت".
تعمل بورمينا حاليا مدرسة موسيقى، وتجد العزاء في غناء أغاني بنغلادش الكلاسيكية والعزف على الأورغ. وتقول: "عندما أستشعر ضعفا في نفسي أغلِق باب الغرفة عليّ وأبدأ الغناء."
لكنها تعرف أنه رغم إزالة صفحة فيسبوك فإن وصمة "العار" ستظل تلاحقها للأبد. وتقول بورنيما: "عندما عدت للبحث عن هذه الصفحة وجدت أحد الزملاء قد كتب على صفحته ’بورنيما ألا تشعرين بالعار؟‘ لكنهم يصمونني بالعار لشيء لم أرتكبه. هذا ليس عاري. هذا عار مجتمع بنغلادش".

 

.

 
المزيد في منوعات
  خبرني - تعود عملية الجماع على الرجل وعلى المرأة بفوائد صحية ونفسية كثيرة، فضلاً عن أنها علاقة حميمية تزيد من العواطف والمشاعر الودية بين الطرفين. نتناول في
المزيد ...
نشرت النجمة السعودية، مودل جيجي، المعروفة بـ"باربي نجد" صورة عارية لها عبر خاصية الستوري على حسابها الخاص على موقع التواصل الإجتماعي "انستغرام". وظهرت مودل جيجي في
المزيد ...
قدم المحامي المصري سمير صبري، بلاغا ضد الفنان محمد رمضان، وذلك بعد أن أثار الأخير الجدل من جديد، بسبب مقطع فيديو جمعه بالنجمة الهندية أورفاشي راوتيلا.     وقدم
المزيد ...
قررت النيابة العامة الكويتية حبس الفاشينيستا والممثلة "بيبي بوشهري" وصديقها، بعد انتشار مقطع مخل لهما.   وألقت الجهات الأمنية، أمس الأربعاء، القبض على
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
"طوق روسيا الذهبي".. أهم المدن والمعالم
علامات إذا ظهرت أسفل الأظافر تشير لسرطان خطير
أضرار شرب الليمون قبل النوم: آثار خطيرة على الجسم!
اكتشف تأثير البلح الأصفر على مستويات السكر والكوليسترول.. مفاجأة
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
لماذا ساءت طباع، واحيانا اخلاق، بعض مشجعي كرة القدم في فيسبوك، خصوصا اولئك المتعصبين للريال وبرشلونة في
    النبي محمد ﷺ خرج ليلًا خلسة من مكة هاربًا وهو يقول: والله إنكِ أحب الأرض إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني
كان عمي هلال في ال14 عندما أرسله جدي من القرية الى بيتنا في مدينة تعز لقضاء عدة اسابيع قبل حلول الخريف والعام
    ما تثير الدهشة وتوقظ الاستغراب هي قضية الإنسانية التي تملأ قلوب بعض من يعيشون بيننا. بشكل أو بآخر، تجد
  كما يقال لا يكون المشروع والموقع السياحي جميلا وجاذبا للزوار, إلا بتوافر كل العناصر والإمكانيات المريحة
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2024