"إعلانات جنسية" تغزو القمر الصناعي العربي.. وبهذا علقت إدارة النايل سات

بات الإعلان عن مواد التنشيط الجنسي في القنوات الفضائية مادة إعلانية مألوفة لدى الجميع، حيث تفصل تلك الإعلانات الجمهور المتابع لفيلمه المفضل حتى تبدأ المنافسة على جذب انتباهه من خلال بعض الصور أو العبارات التحفيزية لشراء هذا المنتج للقضاء على مشاكل الضعف الجنسي، بصرف النظر عن مدى قانونية بث تلك الإعلانات، أو حصول المنتج على ترخيص من وزارة الصحة.
لكن غير المألوف والمرفوض بكل المقاييس والذي يعتبر "لطمة" على وجه المجتمع هو أن يصاحب تلك الإعلانات -على بعض القنوات- فيديو لعلاقة جنسية كاملة يتجرد فيها الأشخاص الموجودين داخله من ملابسهم، لتصبح في مواجهة أي شخص يتنقل بين القنوات دون أي تشفير أو مراعاة تعرض الأطفال أو المراهقين لتلك الإعلانات.
عند طرح أسماء تلك القنوات على أشرف محمد الإسكندراني، مدير عام الشئون التجارية بالشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات، تبرأ من كون تلك القنوات تابعة للنايل سات، وأن الشركة لم توقع أي تعاقد مباشر أو غير مباشر مع قنوات تحمل تلك الأسماء.
وفسر الإسكندراني تواجد تلك القنوات بغير تشفير على قمر النايل سات، بأن الموقع المداري المتواجد عليه أقمار نايل سات اسمه "7 غرب"، وهناك أقمار أخرى عليه تتبع لشركات خاصة منافسة لهم ﻻ تعتبر جزء منه، وسبب إطلاق اسم النايل سات عليهم هو السبق التسويقي على المدار.
وتابع مدير عام الشئون التجارية بالشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات، أنه ﻻ يحق للنايل سات التقدم بشكوى ضد تلك القنوات ﻷنها تتبع لشركات منافسة، ولن يأخذ القضاء بشكوتهم، مشيرًا انه من حق الجمهور أن يقيموا قضايا ضد تلك القنوات يعبرون خلالها عن استيائهم من المواد المعروضة خلالها.
لتلك القنوات تأثيرتها الكارثية على المجتمع وهو ما أكدته الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وان هذا الأمر توجه عام في العديد من القنوات التي تخرج عن القيم والخطوط العريضة بالمجتمع، بهدف خلق إثارة مستمرة لدى الشباب تفقدهم التركيز بأمور حياتهم الاجتماعية والدينية.
وأوضحت خضر أن تلك المواد الإعلانية ضمن حملة الحروب الصهيونية التي تُمارس ضد مجتمعنا، والتي تعتمد على الجنس والشائعات لضرب جذور الفتنة بالمجتمع، بهدف تفريغ العقول من القيم والنظر والتركيز على المستقبل.
ووجهت خضر رسالة إلى الحكومة المصرية والأزهر الشريف، تحثهم فيها على ضرورة التصدي لتلك القنوات وإيقافها بكل الطرق والسبل، ودفع الشباب على التحرك ضد تلك القنوات والمواد الفاحشة التي تقدمها لإنقاذ المجتمع.
وعن الأضرار التي تصيب الأطفال والمراهقين نتيجة التعرض لتلك المواد الإعلانية أشارت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، أن تأثيرها على الأطفال إما أنها تعطيه صورة سلبية عن العلاقة الجنسية، أو أنها تنمى حب الاستطلاع لديه وتدفعه للدخول على الإنترنت، وقد يصل الأمر معه إلى أنه تحدث له عقدة نفسية.
وقالت عبدالروؤف إن مثل هذه القنوات في الدول الأوربية التي تُعد أكثر الدول تحررًا إما تكون مشفرة بشكل إجباري، أو تبدأ البث بعد منتصف الليل، حتى ﻻ يتعرض لها الطفل الأقل من 18 عام.
ووجهت خبيرة التربية نصائح إلى أولياء الأمور بضرورة المراقبة الدائمة للقنوات الجديدة التي تضاف على الأقمار الصناعية، وإعادة برمجتها من وقت للثاني، وفي حالة تعرض الطفل لتلك المواد يجب التحدث مع الطفل بمنتهى الصراحة وتوضيح مدى مشروعية تلك العلاقة وكيفية ممارستها بشكل حلال عن طريق الزواج الشرعي، ثم ينتقل بالطفل إلى مرحلة شغل وقته بأمور مهمة تفيده حتى ﻻ تتملك الصورة الذهنية التي حصل عليها من الإعلان على عقله.
.