طبقات يمنية تخالف الشريعة الإسلامية (تقرير خاص)

 

 نتناول الطبقة الثالثة من المجتمع اليمني، بعد أن تناولنا فيما سبق الطبقة الأولى وتتمثل في "السادة" أو "آل البيت" وبينا ما بها من جور التمييز الطبقي والفئوي والاضطهاد والنظرة الدونية لبعض الطبقات أو الشرائح الآخرى والمميزات التى منحتها لنفسها عن باقي الطبقات التى تعتبرها أقل منها شأناً وقيمة، وتناولنا أيضا الطبقة الثانية وهي طبقة "المشايخ" وأوضحنا أيضا ما بها من احتقار للطبقات الأدني وانفصالها عن الطبقة الأولى.

 

 

وفيما يلي نتناول الطبقة الثالثة من طبقات المجتمع: 

 

 

 

 

3- طبقة "القبائل"

 

 

 

 

ويرتكز مفهوم القبيلة على الارتباط الدموي القائم على صلة القرابة بين أعضائها، وإضافة لذلك فإن القبائل هم حملة السلاح، فكل من ينتمي إلى جماعة من أب واحد، ويحمل السلاح، ويقاتل به، يقال له: قَبِيلي، وتطلق أيضًا على الذين انتقلوا من حياة البادية إلى حياة الحاضرة، وهم يحملون السلاح، ولا ينطبق لفظ القبيلي على الجندي الحكومي، وتمثل القبائل القطاع القوي في المجتمع اليمني، والقَبْوَلة بمعناها الأخلاقي النظري: عبارة عن مجموعة من المزايا الرفيعة الشأن، لا تختلف عن معاني الفروسية في القرون الوسطى.

 

 

يعد النظام القبلي والحياة القبلية في اليمن ظاهرة تاريخية، وسياسية، واجتماعية، عاش اليمن في ظلِّها - عبر مراحل تاريخه الطويل - حياة سياسية واجتماعية غير مستقرة؛ وذلك على الرغم من مظاهر الوحدة الحضارية والثقافية والدينية التي تميَّز بها المجتمع اليمني القديم والحديث.

 

 

 

 

سمات وخصائص النظام القبلي التي تميزه عن باقي الطبقات 

 

 

- الولاء المطلق للقبيلة وشيخها.

 

 

- الاحتكام للأعراف القبلية.

 

 

- ضرورة وجود شيخ "رئيس" للقبيلة، تَصْدُر عن رأيه.

 

 

- احتقار الأنشطة والأعمال اليدوية؛ وعلى وجه الخصوص الحرفية والمهنية منها.

 

أعمالهم

 

 

 

 

ارتبطت القبائل اليمنية منذ زمن بعيد بالأرض، وأصبحت تمارس الزراعة والرعي، ومع ذلك فهي لم تتخلّ عن تقاليدها وأعرافها القبلية، فهم ما زالوا يعتزون بأنسابهم، ويفاخرون بها، وينأَوْن بأنفسهم عن العمل في الأعمال - المهن والحرف - المحتقرة، من قبل طبقات المجتمع اليمني المذكور آنفًا. وهم الذين لهم القوة الدفاعية والسلاحية في اليمن، فالسادة والمشايخ يدخلون في أحلاف معهم لحمايتهم - غالبًا - والطبقات المتدنية داخلة في أحلاف القبائل من باب أولى.

 

 

 

 

علاقات الزواج

 

 

 

 

لا تختلف طبقة القبائل كثيرًا في هذا عن طبقة المشايخ؛ فهم يعتبرون أنَّ القاعدة العامة أن يتزوج القبيلي من طبقته، وإن كانت بعيدة عن بلده، وكذلك النساء، إلا أنه لا مانع من أن يتزوج من بقية الطبقات العليا - إن أمكن - دون الطبقات المتدنية في السُّلَّم الاجتماعي، بل إنهم يعدّون ذلك عيبًا كبيرًا، وبخاصة فيما يتعلق بالنساء، لكن قد تحدث بعض المخالفات بالنسبة للرجال، فيتزوج أحدهم من طبقة دون طبقة القبائل، إلا أن ذلك يعد أمرًا نادر الوقوع، وإذا وقع قوبل من يفعله بالسخرية والاستهزاء، من بقية أفراد القبيلة.

 

 

رآي الدين 

 

 

ويعتبر هذا التقسيم منافيا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي أكد على المساواة بين البشر، فقد ورد في الحديث الصحيح المسند: قالَ رسولُ اللهِ "صـلى اللهُ عليهِ و سلـم " : ( لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى )

صدقَ رسول الله صلى الله عليه و سلم.

وقال الله تعالى في محكم أياته:

"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " صدق الله العظيم.