الانقلابيون يفرون من البيضاء متخفين بأزياء نسائية.. واستسلام كتيبة من «الحرس»

ذكرت مصادر عسكرية وأخرى أمنية في اليمن، أن كتيبة من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح سلمت نفسها لقيادة الجيش الوطني في منطقة نهم شمال العاصمة صنعاء، فيما هرب عناصر الميليشيات من محافظة البيضاء متخفين بأزياء نسائية، بينما تشهد جبهات قوات الشرعية من الجيش والمقاومة استعدادات كبيرة لبدء عملية تحرير العاصمة والمحافظات المجاورة لها، منها اندماج هذه الجبهات لتشكيل جبهة كبرى للانطلاق نحو تحرير العاصمة، بمساندة من مقاتلات التحالف العربي. 

وفي التفاصيل، ذكرت مصادر قيادية عسكرية في الجيش الوطني المحيط بالعاصمة، أن ضابطاً كبيراً في الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح سلم نفسه وكتيبته لقيادة الجيش في منطقة نهم. وأوضح المصدر أن الضابط الذي يقود الكتيبة فضل الاستسلام وحفظ أرواح الجنود، لافتاً إلى أن هناك الكثيرين ممن يرغبون في تسليم أنفسهم للجيش وعدم القتال، إلا أنهم مجبرون على خوض القتال، لأنهم يخشون عقاب المخلوع صالح وميليشيات الحوثي. 

في الأثناء، واصل منتسبو وزارة الداخلية اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيات احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي وقطع الشارع الرئيس الرابط بين مطار صنعاء ووسط المدينة عند حديقة الثورة مباشرة، ومنعوا مرور المركبات للمطالبة بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية. 

وكانت سلطات الميليشيات استولت على مبالغ مالية كبيرة من صندوق التقاعد العسكري التابعة لمنتسبي الداخلية أخيراً، ما دفع قيادة الوزارة إلى الاعتذار لمنتسبيها لعدم صرف أي حوافز أو قروض أو أي مبالغ مالية خلال شهر رمضان هذا العام، واتهمت الميليشيات بنهب المال العام الخاص بالوزارة، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى توقيف رواتب منتسبي الداخلية، وهو ما أدى إلى تظاهر نحو 200 من رجال الأمن. 

وشهدت جبهات نهم معارك عنيفة بين الجانبين امتدت إلى مديرية بني حشيش في شرق العاصمة، وتمكنت قوات الشرعية من محاصرة الميليشيات في جبل صلب، فيما كثفت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع وتعزيزات الميليشيات في محيط العاصمة، وشنت تسع غارات على مناطق «الحرشفة ومبدعة وصلب» في نهم، ومناطق متفرقة من مديريتي بني حشيش وأرحب، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات والعربات التابعة للميليشيات، ومقتل وإصابة العشرات منهم. 

وفي البيضاء، ارتكبت الميليشيات مجزرة بحق أسرة مكونة من سبعة أشخاص في منطقة يفعان بمديرية ذي ناعم، بعد استهداف منزلهم بقذيفة أدت إلى وفاة طفلين وإصابة خمسة آخرين من أسرة الهاشمي. 

في الأثناء، كشفت مصادر مقربة من الميليشيات في البيضاء، أن عناصرهم في المحافظة بدأوا يفرون منها متخفين بأزياء نسائية، رافضين استمرار القتال في صفوف الميليشيات، وأنهم يتخفون داخل عربات نقل مدنية تخوفاً من كشفهم في عمليات التفتيش التي تنفذها الميليشيات المنتشرة بين مديريات المحافظة. 

يأتي ذلك في وقت أكد قيادي عسكري بقوات الشرعية في مأرب لـ«الإمارات اليوم»، أن معركة تحرير العاصمة صنعاء باتت وشيكة، وأن طلائع قوات الشرعية بدأت اتخاذ مواقعها القتالية على مشارف المدينة، وأن جبهات مأرب والجوف وصنعاء في طريقها للاندماج والالتحام لتكون جبهة كبرى للانطلاق نحو تحرير العاصمة، بمساندة قوية من مقاتلات التحالف العربي. 

في الأثناء، أعلنت قبيلة حاشد كبرى قبائل اليمن، حالة الاستنفار في صفوف مقاتليها عقب قيام الميليشيات بإعدام اثنين من مشايخ القبيلة في العاصمة صنعاء، هما الشيخ إبراهيم محمد يحيى أبوحلفة، والشيخ حسين ناصر كباس، دون الإفصاح عن السبب، الأمر الذي أثار حفيظة القبيلة التي ينتمي إليها أولاد الشيخ عبدالله الأحمر. 

وفي تعز، ذكرت مصادر محلية في بني عمر بمديرية الشمايتين، أن المنطقة تتعرض لقصف هستيري بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة من قبل الميليشيات المتمركزة في مديرية الوازعية. ووفقاً للمصادر فإن قوات الجيش والمقاومة أرسلت تعزيزات إلى حيفان الاعبوس بهدف منع تقدم الميليشيات، وأن المقاومة والجيش تمكنوا من السيطرة على الجزء الغربي من منطقة ظبي ونجد السلف، فيما تسيطر الميليشيات على وسط المنطقة وتتخذ من سكانها دروعاً بشرية.