الحجة مريم كندش ملكة خبز المخلم والكدر بعدن تكسر حاجز غلاء الاسعار في رمضان

الحاجة مريم كندش من قاطنات قرية الشقعة في محافظة لحج من اسرة عريقة في صناعة الخبز الاسمر (المخلم أو الكدر) التي تنتعش حركة بيعه في شهر رمضان المبارك.. والاسرة تتعامل مع هذه المهنة مما يقرب من ثمانين عاما جيلا بعد جيل من الجيل الثاني.
ولمعرفة اسرار هذه المهنة وروادها وصنعها ورواجها واختفاؤها بين زحمة مخابز العصر، وكذلك الجيل المتعامل معها ترد على هذه الاسئلة الحجة مريم في حصيلة هذا الحوار الرمضاني معها:
حاجة مريم كيف بدأ مشوارك مع مهنة خبز المخلم والكدر اللحجي وذروة بيعه في رمضان؟
في البداية.. شهر كريم اعاده الله علينا والمسلمين اجمعين ، فأني من اسرة عريقة امتهنت هذه المهنة عبر الاجداد، وامي الله يرحمها علمتني هذه المهنة وكانت توجهني بطريقة طحن الحبوب ، الحب الاحمر او ما يسمى بـ (الغربة) وحب الصنف الابيض وكيف يتم طحنه وعجنه مع مراعاة كمية الملح والثوم والبصل والحبة السوداء وكانت وجبة المخلم او الكدر هي الوجبة الشعبية المحبوبة في قرى ومدن لحج ، حيث وان الناس كانوا قبل اكثر من ستين عاما لا يتعاملون مع الارز والروتي وانما كانوا يعتمدون على حبوب الغرب والذرة والدخن الذي يخزن طيلة العام اثناء وبعد موسم الخير الزراعي .
يعني ان الحبوب بأنواعها ومنها حب الغرب الاحمر الذي تصنعين منه الخبز المخلم يزرع في مزارع القرية؟
نعم، يزرع في القرية ويتم حصده وبيعه بعد اخراج الحبوب من السنابل ثم نقوم بطحنه في المدر او المطحنة الحجرية في منزلنا وهذا التقليد هو عريق قبل ما تأتي شركات طحين هائل سعيد انعم.
هل كانت والدتك شديدة معك حتى تتقنين هذه المهنة؟
ضحكت وقالت: نعم كانت شديدة معي واحيانا تضربني بالقصب اليابس اذا شافتني غبت يوم عنها او اتلكأ في طحن الحبوب وعجنها وخبزها.. وكان علي الذهاب الى المحطاب من اجل جلب الحطب من اشجار الاثل والسمر لوقود الموفى الذي يلعب دورا كبيرا في انضاج الخبز ، خبز المخلم والكدر، لكن بالرغم من هذه الشدة علمتني حرفة تاريخية يرحمها الله حتى وان كانت قاسية بعض الشيء الا انني اصبحت اعيش من كسب هذه المهنة وربيت اولادي وعاونت ابو عيالي وبنيت اسرة بفضل هذه المهنة.
من هم الذين يتعاملون معك في شراء المخلم؟
ناس كثير وخاصة الشيوبة (كبار السن) اصحاب زمان الذين يعرفون بقيمة المخلم والكدر المصنوع من الحبوب، والخبز المخلم والكدر ربى رجال واصبح الناس في ذلك الزمان لا يعرفون امراض العصر كالسكري .
هل كسبتي من هذه الحرفة واصبحت لك تجارة وزاد رأسمالك؟
ابتسمت وقالت : اني عشقت وحبيت هذه المهنة وهي صحيح في هذا الوقت تجارة غير رابحة بسبب غلاء الاسعار ولذلك اصبحت تجارة هذا النوع من الخبز محدودة وبيعها في اضيق الحدود فقط تنتعش تجارته في الريف في شهر رمضان وخصوصا لدى ابناء لحج وقراها وعند اهالي ضواحي عدن النائية.
هل ستشعرين بأن هذه المهنة في هذا النوع من الخبز ستنقرض مع تطور الافران التي تصنع رغيف الروتي العصري ؟
له عشاقه ومتذوقيه من الجيل القديم وسكان الريف الفقراء في المناطق الزراعية الذين لم يوجد لهم مصدر غذائي غيره وهو خبز الفقراء.
هل يمكنك ان تذكري لي المناطق المشهورة بصناعة الخبز المخلم والكدر؟
مناطق كثيرة مثل قرى لحج كالشقعة والمحله وطهرور والوهط وبيت عياض وكذلك قرى وضواحي عدن كبئر احمد والحسوة وبئر فضل وامصعبين والممدارة .
هل انتي مرتاحة من هذه المهنة؟
الحمد لله، اني مرتاحة ، كيف تشوف صحتي قدامك ماشاء الله ، اما سعره فقد كسرته في الاسواق بعشرين ريال او ثلاثين ريال ثمن القرص.
ما قولك في ختام هذا اللقاء؟
اطلب من جمعيات الاقراض ان تمنحني قرضا بدون ارباح حسب الشريعة الاسلامية حتى اوسع من انتاج هذا الخبز واحافظ على تراث الخبز التقليدي في ارياف لحج الذي بدأ يجذب الكثير من الناس وخصوصا المسنين والمصابين بأمراض العصر كالسكر لان هذا النوع من الخبز يحتوي على حبوب مغذية مقاومة لهذا المرض.
* "صحيفة الأمناء"
.