في أول يوم له بالعاصمة الكويتية.. البخيتي يكشف بعض (مهازل الحوار ) في الكويت!

وصل الناشط والقيادي المنشق عن جماعة الحوثي، علي البخيتي، صباح اليوم، إلى العاصمة الكويتية، في زيارة خاصة إلى الدولة الخليجية التي تحتضن مشاورات السلام اليمنية.

 

وفي أول انطباع له عن مجريات الحوار بين وفد الحكومة اليمنية ووفد المتمردين "الحوثي -صالح"، سجل البخيتي منشوراً جديداً بعنوان "من مهازل الحوار في الكويت"، 

فيما يلي يعيد "بويمن" نص منشور الخيتي كما ورد في صفحته بالفيسبوك:

 

"في الحوار اليمني المنعقد في الكويت هناك الكثير من المفارقات، وبالتركيز عليها تتضح الصورة أكثر للمتابع، ومن هذه المفارقات البيانات الصادرة بعد كل اجتماع أو لقاء، حيث يخرج كل طرف ببيان صحفي للحديث عما دار في الاجتماع يتناقض مع بيان الأطراف الأخرى، وكأنه يتحدث عن اجتماع آخر تماماً، أنا لا أتحدث عما يصدر عن الصحفيين المرافقين للوفود، لأنه لا يعول عليها غالباً، بل عما يصدر وبشكل رسمي عن الوفود نفسها.

حتى اجتماعات الحوثيين بالمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ يصدر بعدها بيانين، منهم ومن ابن الشيخ، كل يغني في بيانه على ليلاه، وكأن كل منهم حضر اجتماع آخر، تابعوا البيانات الصادرة عن المتحدث باسم الحوثيين وعن المبعوث الدولي عن نفس الاجتماعات المنعقد بينهما وستلاحظون الفرق الشاسع، إضافة الى البيانات الصادرة من الأطراف اليمنية عقب عقد جلسات مشتركة فيما بينها.

أتفهم أنه من صالح الحوارات السياسية ألا يتم الإفصاح عن كل ما دار فيها، والصمت أو الحديث عن عموميات يكون أولى، الكارثة أن كل طرف يخرج للحديث عن تفاصيل جرى مناقشتها في الاجتماع، لكنها تفاصيل مختلفة عن التفاصيل التي تحدث عنها الطرف الآخر لنفس الاجتماع، وهنا الكارثة، حيث يتضح من خلال ذلك التناقض أن الأمر ليس خلافات في وجهات النظر فقط، بل هناك سوء نية مبيت، لذا كل طرف يتحدث لجماهيره عن ما يرغبون في سماعه لا عن ما يدور حقيقة داخل تلك الاجتماعات، سواء بين الأطراف اليمنية فيما بينهم، أو مع المبعوث الأمي، أو مع بقية الفاعلين.

وبما أن الأطراف لم تتشجع بعد وتصارح جماهيرها بأنها جادة في المضي في السلام، وتهيئ قواعدها لتقديم تنازلات قد تكون مؤلمة، فمعنى ذلك أن التوجه للسلام لايزال قرار تكتيكي لمعالجة قضايا اللحظة أو للتخلص من أزمة ما، ولم يرتقي بعد الى مصاف القرارات الاستراتيجية، التي تتعامل مع مقتضيات بناء الأوطان وصناعة مستقبلها والاحساس بالمسؤولية.

ومما سبق سأضع مؤشر للمتابعين، المحليين، والاقليميين، والدوليين، ليعرفوا جدية مختلف الأطراف اليمنية، أو الإقليمية الفاعلة، في المضي باتجاه السلام في اليمن، وهذا المؤشر هو خطاب تلك الأطراف الموجه لقواعدها مباشرة، وليس الصادر عن ممثليها في حوار الكويت لوسائل اعلام دولية أو اقليمية، فمتى ما انتقل خطاب السلام الى وسائل الإعلام الموجهة للقواعد مباشرة فهناك اتجاه حقيقي للسلام، ومتى ما تناقض الخطاب الموجه للجماهير مع الخطاب الموجه في الكويت والمنابر السياسية فذلك يدل على أنه خطاب سلام تكتيكي فقط، ومن هنا عليكم متابعة خطاب وسائل اعلامهم الموجه للقواعد التي على الأرض مباشرة، لا الى تصريحات مسؤوليهم الموجه لوسائل الاعلام الدولية أو الإقليمية.

السلام بحاجة الى حُس نية لا الى حُسن خطابة؛ السلام بحاجة الى خطوات عملية على الأرض لا الى استعراض على الشاشات؛ السلام بحاجة الى إخلاص لا الى تحاذق؛ السلام بحاجة الى حِس وطني لا الى حِس طائفي أو حزبي أو فئوي من أي نوع؛ السلام بحاجة الى النظر الى حاجات عموم المواطنين لا الى حاجة حزب أو جماعة.

حوار الكويت فرصة لا تعوض؛ الاهتمام الدولي والاقليمي سيتحول الى اهمال في حال أضاع المتحاورون اليمنيون الفرصة؛ هذا الاهتمام لن يستمر طويلا، فهل تعي مختلف الأطراف ذلك؟؟، عندي شك كبير.

#صناعة_السلام_في_اليمن"