من نحن | اتصل بنا | الجمعة 05 سبتمبر 2025 06:47 مساءً

الأخبار

17 ساعة في مطار الملكة علياء بالاردن : (يكفي اذلال ياعرب ) .. شاهد المأساة موثقة بالصور

- متابعات : الثلاثاء 03 مايو 2016 07:01 صباحاً

كتب الاديب فؤاد الحميري الناشط الشبابي وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن المعاناة التي واجهها في مطار عليا الملكي بالاردن عام 2014م وكيف تم اعادته من المطار الذي يشكو منه الكثير.

"يمن24" يعيد نشر ما كتبه الحميري :

(في شهر يونيو 2014م توجهت عبر الملكية الاردنية الى مطار علياء الدولي تلبية لدعوة كريمة من اللجنة المنظمة لمسيرة القدس العالمية بعمّان وهناك استقبلني الأمن الاردني بتحقيق خفيف لم يطل بعده انتظاري لأجد نفسي - في النهاية - مستقراً في صالة واسعة من جناحين رجالي ونسائي يصل بينهما باب صغير . 
وهناك وجدتني محاط بمجموعة من الجنسيات المختلفة حيث لا جامع بين أهلها الا سواد الشعر ، وسمرة الوجه ، وعربية اللغة . وكأن الراحل محمود درويش كان هنا يوم قال :
سجل انا عربي
ولون الشعر فحمي
ولون العين بني
..
وكفي صلبة كالصخر تخمش من يلامسها
وهنا قلت في نفسي : سبحان الله .. كأن العرب لا يجتمعون الا في قمم وزراء الداخلية أو في سجون وزاراتهم !!
كان اول من قابلني عند دخول الصالة شاب سوري قائلا بابتسامة عريضة : أهلا بك في صالة الترحيل .
قلت له : ماذا تعني ؟
قال : من يدخل هذه الصالة لا يدخل الأردن . وسيكون حظك سعيدا لو تم ترحيلك اليوم فأنا وهؤلاء الذين يفترشون الصالة هنا منذ ثلاثة أيام ولم يأت الفرج بعد .
قلت له وما قصتك؟
قال: أنا سوري مقيم وأهلي في عمّان . سافرت الى الجزائر لضرورة ولما عدت منعوني من الدخول وها أنا ذا أستعد للمغادرة تاركاً أهلي وأولادي ورائي .
وبعد تعارف يسير مع مجموعة من زملاء ( الصالة العربية ) عرفت أنّ أماً عجوزاً - رأيتها وسمعتها - مُنعت من الدخول لزيارة ابنتها . وأنّ أخوين شاب وصبي منعا من الدخول لزيارة أمهما الاردنية . وكأني برجال الامن هنا وقد درسوا على يد هاروت وماروت " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه " . 
وبينما أنا أتأمل فيما حولي وصل زائر جديد وهنا سمعت الضابط يقول : اللهم زد وبارك . فأدركت أنهم فهموا بشكل خاطئ قول النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم بارك لنا في شامنا " 
وما هي الا لحظات حتى اندلعت مشاجرة بين ضابط الصالة والمجنّدة المسئولة عن جناح النساء حيث هدّدها الضابط برفع تقرير عنها لتأخرها عن الدوام فأجابته مغضبة : " أنا آتي في وقتي ولكنني لا استطيع دخول الصالة وهي بكل هذا ( القرف )" .
وهو ما اعتبره ( الزملاء العرب ) اعترافاً رسمياً بسوء المعاملة .
رأيت في وجوه الحاضرين مزيجاً من الحسرة والألم والغيظ لما صار إليه العرب - بأيدي بعضهم - من الذل والمهانة والخزي ، وهو ما عبر عنه أحد الحاضرين وهو يروي لنا كيف ان شيخاً عربياً سأله ضابط الجوازات الاردني عن المكان الذي سينزله في عمّان فصرخ الشيخ في وجهه قائلاً : "إنزل حيث شئت .. ما هذه المهزلة" . وقبل أن يفيق الضابط والمسافرون من هول الصدمة كان الشيخ العربي قد أخرج جوازاً آخر له ولكنه أوروبي ووضعه أمام الضابط الذي ما كان منه الا ان بلع لسانه ، وكظم غيظه ، وختم جواز الشيخ بكل أدب واحترام .
إذاً لا جريمة لكل هؤلاء الذين منعوا من دخول جزء عزيز من بلادهم العربية الا أنهم عرب . بينما المجرمون الحقيقون يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها فقط لأنهم يحملون جوازات غربية هي بمثابة شهادة حسن سيرة وسلوك بل وحكم قضائي باتّ مثبت للنزاهة والأمانة والشرف .
وأخيراً وقبل أن يُنادى عليّ لإدراك طائرة العودة لم يفتني أن أصوّر ما استطعت من ذكريات الساعات ال١٧ وعلى رأس تلك الصور جملة كتبها أحد المارّين على تلك الصالة ( المباركة ) وقد حاول البعض أن يخفيها بملصق عليه لفظة الشهادتين فنزعت الملصق فإذا مكتوب تحته ( يكفي إذلال يا عرب ) 
ملاحظة : لا أدري حتى هذه اللحظة لماذا صادروا حقيبة ملابسي ؟!!

 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن | 04 سبتمبر 2025   أطلقت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، تقريرها الدوري الثالث عشر الذي يغطي الفترة من الأول من
المزيد ...
    أ.د مهدي دبان    طلاب يقطعون المسافات الطويلة، يتحملون العناء والجوع والعطش طوال النهار. مدارس متواضعة مشيّدة من أحجار السواقي أو الصفيح، وملخطة بالطين
المزيد ...
������ بيان من البنك المركزي    -  البنك المركزي اليمني يقدر الدعم الكبير من مجلس التعاون الخليجي، والذي يعزز قدرة البنك على القيام بواجباته.   -  و يعمل
المزيد ...
    أ.د مهدي دبان   القراءة المتأنية للقرار الصادر من البنك، والذي يقضي بالتقييد بالحد الأعلى في عمليات البيع والشراء لعملة الريال السعودي وفق التسعيرة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  ما حدث مؤخرا وخصوصا خلال اليومين الماضيين، أمر لا يتقبله عقل وخارج حسابات المنطق والعلم. سعر الصرف في
    المعلم الكحيان... ذاك الذي تكالبت عليه القوى جميعها، وحاصرته الهموم من كل جانب، فجاع وذل وهان. لم ترحم
    المتابع والمتأمل الجيد للمشهد الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة يدرك أن الأوضاع التي نشكر عليها
    في البداية تخوف الجميع من أي ارتداد قد يحدث في سعر صرف العملة المحلية، في ظل عدم نشر خطة إصلاحات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025