بعد حظرها بمصر.. نجلاء تلاحقها تهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة في تونس

تثير الفنانة التونسية نجلاء، الشهيرة بلقب "مطربة الحصان"، الجدل أينما حلَّت، فبعد قرار منعها سابقاً من الغناء في مصر بسبب كليباتها التي وُصفت بالمثيرة والخادشة للحياء العام، ها هي اليوم تشغل الساحة الفنية في تونس بمجرد صدور أول أغنية لها حملت عنوان "لا يخبش لا يدبش".
الأغنية الجديدة اعتبرتها النقابة التونسية لقطاع الموسيقى اعتداءً على الأخلاق والذوق العام في تونس، وتم رفع قضية استعجالية ضدها بتهمة "المجاهرة بما ينفي الحياء والاعتداء على الأخلاق الحميدة، كما سحبت منها النقابة بطاقة الانخراط التي منحتها لها منذ فترة قصيرة".
قضية استعجالية وسحب البطاقة الفنية
وحول دوافع رفع القضية ضد هذه الفنانة اعتبر نقيب الفنانين التونسيين مقداد السهيلي لـ"هافينغتون بوست عربي" أن ما قدمته الفنانة نجلاء التونسية لا يليق بمستوى الفن في تونس وإهانة كبرى لكل الفنانين، مؤكداً في ذات السياق أن النقابة رفعت قضية استعجالية لإيقافها نهائياً عن ممارسة أي نشاط فني في تونس.
وأضاف: "هذه الفنانة التي لها سوابق في مصر عبَّرت عن ندمها لما قدمته سابقاً من أغانٍ دون المستوى، وقدمت للنقابة لتعبر عن رغبتها في فتح صفحة جديدة وتقديم فن استعراضي نظيف، وعلى ذلك الأساس قبلنا عضويتها في النقابة لنفاجأ بعد مدة قصيرة بأغنية دون المستوى وكليب فاضح، وهو ما دفعنا لرفع قضية عاجلة وشطب اسمها من النقابة الموسيقية".
نقابة الفنانين في تونس كانت قد نشرت بلاغاً فور صدور أغنية هذه الفنانة أعلنت فيها عن قرار شطب حنان الزغلامي، وشهرتها "نجلاء التونسية"، من لائحة الفنانين المحترفين وحرمانها من كل الأنشطة الموسيقية والمهرجانات التي تنظم في تونس، كما حذرت خلال البيان كل مَنْ يتعامل معها فنياً أو يشغّلها داخل البلاد أو خارجها وتتبعه قضائياً.
لم أندم وسأواصل الغناء
من جانبها عبّرت نجلاء التونسية عن عدم ندمها على الأغنية التي أثارت الجدل، كما اعتبرت أن قرار منعها من الغناء يُعد إجحافاً بحقها، وأكدت أنها ستواصل نشاطها الغنائي بالرغم من قرار النقابة.
وأضافت الفنانة خلال تصريحات لوسائل إعلام محلية أن ما تقدمه هو لون فني استعراضي موجود شأنه شأن الطربي والشبابي، وأن عدداً كبيراً من الفنانات في تونس انخرطن في هذه الموجة الاستعراضية والأغاني الخفيفة، "ويرتدون الملابس القصيرة ومفتوحة الصدر دون أن يوقفهم أحد"، على حد تعبيرها.
وحول قرار شطبها من نقابة الفنانين في تونس بعد أن منحت لها في البداية، استغربت نجلاء من هذا القرار، لاسيما أنها لم تقدم نفسها على أنها مطربة ملتزمة بل استعراضية.
من جانبه يرى الإعلامي المختص في الشأن الثقافي، شكري الباصومي، أن قرار منع الفنانة نجلاء التونسية من الغناء فيه نوع من التسلُّط والتشفِّي من هذه الفنانة تحديداً، مستدركاً: "كان أجدى بنقابة الفنانين أن تهتم أكثر بتنظيم القطاع الفني الذي يعيش حالة من الفوضى"، وتساءل: "لماذا لا نعتبر المال السائب ودفعه دون ترشيد اعتداءً على الذوق العام".
واعتبر الموسيقار عز الدين الباجي، رئيس جمعية "ترانيم" الثقافية، أن نقيب الفنانين مقداد السهيلي ارتكب في البداية خطأً بقبول انخراط الفنانة نجلاء في نقابة الموسيقى رغم معرفته بمستوى الفن الذي تقدمه، مضيفاً أن "الاعتداء على الأخلاق الحميدة أمر مرفوض سواءً كان ذلك من خلال أغنية أو غير ذلك"، لكنه استدرك: "بالمقابل لا يجب الكيل بمكيالين، فمنذ 5 سنوات والكلّ يعتدي على الأخلاق الحميدة باسم الفن الموسيقي أو المسرحي ولا أحد يحرّك ساكناً، والمفروض أن نتصدّى لأصحاب الأسماء الرنّانة قبل غيرهم، خاصّة أولئك الذين اقتحموا فضاءنا السمعي والمرئي بمباركة بعض البرامج التلفزية أو الإذاعية، لأن من ينشر بذاءته على الشبكات الاجتماعية بصفة عامّة لا يمكن منعه من ذلك، والأجدى أن نطالب أصحاب هذه القنوات باحترامنا واحترام عائلاتنا".
.