الحوثيون في الرياض بحثا عن ضمانات للانسحاب من صنعاء

كشفت مصادر سياسية بارزة لـ”العرب” عن وصول العضو السابق في الوفد الحوثي المفاوض في جنيف 1 ورئيس حزب العدالة والبناء محمد علي أبولحوم إلى الرياض، ما يعكس سعيا جديا من الحوثيين للتهدئة مع السعودية على أمل أن تساعد في الوصول إلى اتفاق سلام يحول دون محاسبتهم على افتكاك الحكم بقوة السلاح.
ويأتي هذا استجابة لضغوط دولية كبيرة تمارس على المتمردين للتفاعل بإيجابية مع محاولات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يزور السعودية بعد أن زار صنعاء والتقى ممثلين عن الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقالت المصادر إن المتمردين سبق وأن أكدوا لوسطاء القبائل رغبتهم الجدية في الانسحاب من صنعاء ومن بقية المحافظات التي سيطروا عليها بعد 21 سبتمبر 2014، مقابل قبول السعودية بالتفاوض معهم، وإن هذا ما يبرر وجود أبولحوم في الرياض.
وذكرت أن أبولحوم يبحث خلال زيارته إلى الرياض عن ضمانات من السعودية حتى لا تلجأ حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الانتقام من المتمردين وأنصارهم، أو محاسبتهم قضائيا على ما جرى خلال سنة ونصف السنة من السيطرة على البلاد.
وعلمت “العرب” أن خلافا سياسيا كبيرا يعصف بالعلاقات بين الحوثيين وحليفهم صالح بسبب سعيهم إلى مصالحة السعودية، والبحث عن حل سياسي دون مراعاة وضع شريكهم في المعركة.
فيصل المجيدي: الحوثيون يسعون إلى تحسين شروط موقعهم في التفاوض
وعاد المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض بعد زيارة قام بها للعاصمة اليمنية صنعاء والتقى خلالها بقيادات حوثية بارزة وأخرى من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح.
وأكدت مصادر خاصة لـ”العرب” أن ولد الشيخ نقل للرئيس هادي فور وصوله إلى الرياض نتائج زيارته لصنعاء التي تأتي في سياق جولات متعددة لإطلاق الجولة الثالثة من المباحثات بين الحكومة اليمنية والانقلابيين والتي اختيرت الكويت مكانا لاحتضانها.
ويشهد الملف اليمني حالة حراك غير مسبوقة مع تصاعد الضغوط الدولية على الفرقاء اليمنيين لوقف الحرب التي ترى الكثير من الدوائر الغربية أن استمرارها يمنح الفرصة للجماعات الإرهابية للسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية.
وكان الرئيس هادي قد استقبل السفيرين الأميركي والبريطاني في اليمن، عقب اللقاء الذي جمعه بولد الشيخ وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن هذه اللقاءات المكثفة تأتي في سياق بلورة صيغة مناسبة لحل للأزمة اليمنية.
ويذهب المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي إلى أن جهود الحوثيين سواء السياسية أو العسكرية باتت تصب في محاولة تحسين شروط موقعهم في التفاوض خصوصا لجهة رغبتهم في إعادة خنق تعز من جديد باعتبار أنهم شعروا أن هذه الورقة الإنسانية التي يساومون بها بدأت بالإفلات.
وأضاف المجيدي في تصريح لـ”العرب” أن “تدخل دول كبرى في الوساطة بين السعودية والحوثيين كألمانيا حسب ما نشرت مجلة دير شبيغل الأسبوع الماضي وما حصل من هدوء على الحدود السعودية وكذا ما نشرته الصحافة الأميركية كنيويورك تايمز يؤكد أن هناك ضغوطا سياسية وجدية لحل الملف اليمني”.
لكن مراقبين يذهبون إلى أن ذلك لن يكون سوى مناورة من الحوثيين وانحناء مؤقت للعاصفة بعد أن تلقوا ضربات مؤثرة ريثما يعودون إلى ترتيب أوراقهم من جديد لأن مفهوم الاستيلاء على السلطة لديهم أساسه ديني، فضلا عن كونه هدفا إيرانيا.
ولم يستبعد المجيدي أن تكون التنازلات الحوثية تهدف إلى تجنيب صعدة (مكان نفوذهم التقليدي) الاقتحام العسكري، معتبرا أنه “من دون عودة صعدة إلى حاضنة الدولة فإن العنف سيعود من جديد”.
.