المجر.. تختار طبيبُ العام مهاجر يمني
يقول المحللون إنه منذ بداية أزمة هجرة اللاجئين وحكومة فيكتور أوربان القومية تظهر العداء الصارخ للمهاجرين.
ففي 21 أيلول 2015 قال رئيس الوزراء أمام البرلمان المجري: “إنهم (المهاجرون) لا يدقون بابنا، ولكنهم يداهمونه”. وأضاف “المجر وجميع أوروبا في خطر”.
وقد نظمت حكومته – التي أطلقت حملة من الملصقات مستهدفة اللاجئين “إذا جئتم إلى المجر فاعلموا أنكم لا تستطيعوا أن تأخذوا عمل المجريين”- استفتاء ربطت فيه الهجرة بالإرهاب، ثم صوتت على قانون يُجرّم اللاجئين غير القانونيين.
ومع ذلك، فإن طبيب السنة، الذي اختاره المجريون .. مهاجر عربي من أصل يمني، وهو الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الرب، وهو أخصائي في طب الأطفال في الـ 46 من العمر، ومقيم في المجر منذ عشرين عاما ويجيد اللغة الهنغارية، وقد أسس عائلة، ومُنح الجنسية المجرية في عام 2007.
لقد كرس المجريون الدكتور عبد الرحمن “أفضل طبيب لهذا العام” وذلك في أعقاب تصويت على الإنترنت شارك فيه 12000 مريض ومئات من المرشحين.
وتفيد صحيفة لبيراسيون الفرنسية أن الجائزة التي فاز بها الطبيب اليمني تأسست من قبل فرع “ماجيار” التابع للمجموعة الصيدلانبة اليابانية أستيلاس فارما. وتمنح هذه الجائزة سنويا لطبيب لكفاءته وصفاته الإنسانية.
وأضافت أنه يتم تنظيم هذه الجائزة بالتعاون مع كلية الأطباء وجمعية المستشفيات المجرية التي تأمل في الحد من النزوح الهائل الذي يُشغل الأطباء المجريين، وتشجيعهم على البقاء في بلادهم.
وتفيد تقارير صحيفة عديدة أن نبأ فوز الدكتور اليمني احتل الصدارة على المواقع المجرية ونشرات الأخبار.
متخصص في الأطفال الخدج (الذين يولدون قبل الأوان)
المعروف عن الدكتور عبد الرحمن محمد عبد الرب أنه رجل اجتماعي، ومثال للاندماج الناجح، ففي مدينة جيولا التي تقطنها 30000 نسمة، في جنوب البلاد، حيث يقود مصلحة علم الولادة الجديد، بمستشفى كالمان باندي كالمان، يلقبه الآباء والأطفال هناك بـ “العم عبد”.
عن هذا المتخصص في الأطفال الخدج، الذي يعالج أيضا الرضع والأطفال، تقول المواطنة المجرية أدريان سوتانسكي، 31 عاما، والدة الطفل ليُو، 5 سنوات: “هذا الطبيب مليء بالتعاطف، وهو رجل استثنائي”، “إنه يتحدث أوّلا مع الطفل، ثم يركع ليحدق في عينيه، ثم يعطي سماعة الطبيب للطفل “كي يجربها”. وهكذا يروض الدكتور عبد الرحمن الطفل، ويشرح له الكيفية التي سيعالجه بها”.
الدكتور عبد الرحمن الذي ولد في عائلة من العاملين في قطاع الزارعة، على بعد 230 كلم من العاصمة صنعاء، شهد وهو في الثانية عشرة من عمره أخته الصغيرة، وعمرها عامين، تفارق الحياة تحت عينيه بعد ابتلاع قطعة نقدية. ومن تلك اللحظة قرر أن يصبح طبيب أطفال. ولكن بالنظر إلة أن الدراسة الجامعية باهظة الثمن في اليمن.
وبفضل أحد أساتذته حصل الشاب على منحة دراسية بتمويل مشترك من قبل حكومتين المجرية واليمنية للدراسة في جامعة سيجيد الطبية (جنوب المجر). وقد بدأ ممارسة مهنته في عام 1998، عندما سمح البلد للأطباء الأجانب بممارسة مهنة الطب.
.