المطر الصناعي الاردن يستمطر السماء صناعيا لسد عجزه المائي
عمان - قررت دائرة الأرصاد الجوية الأردنية تنفيذ أول تجربة "استمطار" صناعي في الثالث والعشرين من مارس/اذار، بعد توقيع حكومة بلادها على مذكرة تفاهم مع الحكومة التايلندية للحد من آثار التغير المناخي على البلد الفقير مائيا بمشاركة خبراء من الأردن وتايلند.
وتم اختيار محيط منطقة سد الملك طلال (شمال غرب) كمنطقة مستهدفة من أجل زيادة مخزون المياه في السد.
والاستمطار هو عملية فيزيائية وكيمائية، تستخدم فيها مواد مسترطبة (أيوديد الفضة، كلوريد الكالسيوم، ملح الطعام، أوكسيد الكالسيوم، اليوريا) ويتم نثر الغيوم بتلك المواد من أجل عمل تغيير أو تحفييز في النمو الطبيعي للغيوم من خلال تجمع بخار الماء والقطرات على تلك المواد التي تشكل ما يسمى نويات تكثف تؤدي إلى زيادة في حجم ووزن القطرات ومن ثم هطولها بفعل قوة الجاذبية الأرضية، بحسب التعريفات العلمية.
وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية الأردنية المهندس محمد سماوي إن هذه الخطوة "تأتي لمواجهة مشاكل التغيرات المناخية، من خلال إيجاد حلول خلاقة وسريعة وأقل كلفة للعمل على زيادة كمية الهطول، وهو الأمر الذي يتحقق بتقنية الاستمطار الاصطناعي، وبالاعتماد على التجربة التايلندية، كواحدة من أكثر التجارب العالمية نجاحا في هذا الجانب".
وبين سماوي ان "هذه التجربة ستستخدم لاحقاً لإنبات الزراعات المختلفة في غور الأردن، مشيرا إلى أن الحكومة رصدت لدائرة الأرصاد المبلغ المطلوب في موازنة 2016 من أجل شراء الأجهزة والمواد اللازمة لعمليات الاستمطار".
جدير بالذكر أن المملكة الأردنية تصنف ضمن أفقر دول العالم مائيا، وتسعى للبدء بتنفيذ هذه التجربة على مستوى المنطقة، بحيث تسهم في زيادة كميات الهطول المائي.
واعتبر سماوي أن "الطلب المتزايد على المياه بفعل اللجوء السوري، كان سببا للتفكير في إيجاد حلول خلاقة وسريعة وأقل كلفة للعمل على زيادة كمية الهطول، وهو الأمر الذي يتحقق بتقنية الاستمطار الاصطناعي".
وأضاف أن "البحث عن بدائل لتوفير المياه أصبح ضرورة ملحة خاصة أن معدلات الأمطار في المملكة تتراوح بين 20 ملمتر إلى 200 ملمتر، ضمن 90 بالمئة من مساحة الأردن، بينما معدلات الأمطار في باقي المساحة المتبيقة والتي تشكل 10 بالمئة تتراوح مابين 200 إلى 580 ملمتر كأعلى نسبة أمطار سنوية في منطقة رأس منيف/عجلون (شمال) وهذه الكميات غير كافية لكافة الاستخدامات (الشرب، الري، الزراعة، المنزلية)".
.