ما الأوراق التي قد يستخدمها صالح لمواجهة التطورات الأخيرة؟ (تقرير خاص)

دخلت الأزمة اليمنية منعطفاً جديداً بعد التطو ارت الأخيرة٬ والتي كان أبرزها إتفاق جماعة الحوثي مع المملكة العربية السعودية على التهدئة في الحدود تمهيدا لحل سياسي تشارك فيه مختلف الأطارف.
وقد أثار إتفاق التهدئة انزعاج الرئيس السابق صالح٬ٕوان حاول التغطية على ذلك عبر ترحيبه بالإتفاق٬ بحسب المحلل السياسيالفلسطيني ياسر الزعاترة.
ويرى م ارقبون أن التطو ارت التي شهدتها بعض جبهات القتال أخي ار٬ لها علاقة بموضوع التهدئة التي اتفق عليها الحوثيون والمملكة العربية السعودية.
فجبهة تعز التي اروحت فيها المعارك مكانها خلال الأشهر الماضية٬ رغم الحصار الخانق الذي شهدته المدينة٬ شهدت تحولا سريعا في سير المعارك في اليومين الماضيين٬ حيث حققت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني تقدما سريعا.
ولم يأت هذا التقدم نتيجة لدعم عسكري قدم لقوات الجيش والمقاومة ولا لتكثيف الضربات الجوية على مواقع مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح.
ويرجح م ارقبون أن تكون قوات الجيش والمقاومة الشعبية قد استغلت الخلاف بين الحوثيين وصالح في تحقيق هذا التقدم النوعيومن غير المستبعد أن يكون صالح قد سحب الألوية التابعة له في محافظة تعز أو جمدها٬ ليثبت للمملكة العربية السعودية أنها فاوضت الطرف الأضعف٬ على اعتبار أن صالح مستثنى من المفاوضات ومن أية اتفاقات قادمة.
ويشبه ما حدث في تعز ما حدث في محافظة الضالع قبل أشهر٬ حيث سيطرت المقاومة الشعبية على المحافظة عقب لقاء جمع قيادات من جماعة الحوثي بمسئولين أمريكيين في العاصمة العمانية مسقط٬ دون تنسيق مع الرئيس السابق صالح.
وقالت مصادر مقربة من حزب صالح٬ يومها٬ أنه سحب عددا من الألوية العسكرية التابعة لها من المحافظة٬ لتأديب الحوثيين٬ ولإثبات أنه الطرف الأقوى في المعادلة العسكرية.
لكن اللعب بأو ارق كهذه يضعف صالح أيضا٬ لأنه يعني اتساع رقعة خصومه الأصليين.
وفي هذا السياق قال محللون سياسيون٬ فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم٬ لـ"اليمن العربي" إن صالح يعرف كيف يعود إلى المناطق التي انسحب منها٬ خصوصا التي له فيها كثير من الموالين٬ كمحافظة تعز.
ويقود مثل هذا التوقع إلى الحديث عن أو ارق صالح في التعامل مع التطو ارت الجديدة٬ والتي يمكن ملاحظتها من خلال تحركات صالح الأخيرة.
ومن ذلك ظهوره في صورة أخيرة إلى جانب أحد مشايخ محافظة صعدة٬ الشيخ العوجري٬ كإشارة إلى أن له نفوذا في هذه المحافظة الحدودية مع المملكة العربية السعودية.
كما إن صالح يبدو قاد ار على شق صف جماعة الحوثي وتشتيتها من خلال موالين له داخل الجماعة.
وبحسب م ارقبين فإن صالح قال كلمة لم يتنبه لها أحد٬ وهي أنه متواجد في كل بيت.
وبحسب محللين سياسيين لـ"اليمن العربي" فإن فصل الهاشميين عن القبائل من الأو ارق التي قد يستخدمها صالح ضد جماعة الحوثي خلال الأيام القادمة٬ وبحسب هؤلاء فإن ما ينقص صالح هو حامل وضامن دولي.
يضاف إلى ذلك أن حضور صالح في محافظة الحديدة الساحلية وفي محافظة الحديدة بوسط اليمن٬ بالإضافة إلى العاصمة صنعاء٬
أقوى بكثير من حضور جماعة الحوثي٬ وقد يستخدم هذا الحضور كورقة تفاوض إن بقي خارج المفاوضات الأخيرة.
ومن غير المستبعد أن يلعب صالح على ورقة تنظيم القاعدة٬ خصوصا في محافظة البيضاء التي يتواجد فيها التنظيم أكثر من غيرها من محافظات شمال اليمن.
والمحصلة هي أن خطوة التفاوض مع الحوثيين قد تكون أنجع من الحرب٬ بالنسبة إلى التحالف العربي٬ إن كان كل ما تقدم هو أولى نتائجها.
.