مرضى السرطان بالحديدة غرب اليمن في مهب الوجع والموت

منذ سيطرة الحوثيين على مفاصفل الدولة وأجهزتها ومؤسساتها الحيوية في اليمن أواخر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وعلى نحو متسارع، دخلت البلاد مرحلة الخوف والحرب، طالت نتائجها كل شيء، بما في ذلك المستشفيات.
الحوثيون الذي سيطروا على محافظة الحديدة، بطبيعة الحال يتقاسمون إلى جانب قوات التحالف، وهما الطرفان الرئيسان في الحرب، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، لا سيما الصحية منها.
إن واحدة من مساوئ الحرب أن نتائجها السلبية لا تقتصر على الخصوم، بل تتعداهم إلى من ليس لهم لا ناقة ولا جمل في شاعالها، وهذا هو الحال مع مرضى السرطان بالحديدة، غرب اليمن، الذين باتوا في مهب الوجع والموت بسبب انقطاع جرعات العلاج الكيميائي.
وحدة الأمل لعلاج مرضى السرطان بالحديدة صمدت طويلاً، وأصبحت قبلةً لكل المرضى من عدة محافظات، لكن الازدياد المضطرد في أعداد المرضى جعلها تقف عاجزة عن تلبية ذلك.
وحدة الأمل بالحديدة مرضى كثر وإمكانات عاجزة :
تستقبل الوحدة على مدى أيام الأسبوع المرضى من محافظة الحديدة لكن توافد المرضى من المحافظات جعلها تواجه عجزا شديدا وضعفا في قدرتها على توفير الأدوية والأسرة والمستلزمات، مع غياب شبه تام لجرعات الدواء الكيميائي بسسبب الحصار الذي تفرضه قوات التحالف على المياه الإقليمية والأجواء اليمنية منذ بداية عاصفة الحزم قبل أكثر من 3 أشهر، وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب بكارثة إنسانية تودي بحياة العديد من المرضى.
الأمان النسبي بالحديدة جزء من المشكلة :
يقول الدكتور "ياسر نور"، مدير وحدة الأمل، إن الأمان النسبي الذي تشهده الحديدة هو أحد الأسباب التي ساهمت في توافد الكثيرين إليها لتلقي العلاج".
وأضاف في حديث للـ"يمن مونيتور"، أن "الحل من وجهة نظره يكمن في إيجاد أكثر من منطقة آمنة يتم فيها استيعاب المرضى وتوفير احتياجاتهم بشكل دائم حتى لا يجد المرضى أنفسهم في دائرة خطر لا مفر منه".
شحة المشتقات النفطية تزيد من حجم المعاناة :
يتحدث "أحمد كبازر" الذي يرافق زوجته المصابة بالسرطان عن معاناة لا نهائية باتت تحاصره، ويفصح عن مخاوف مخنوقة، يحاول جاهدا أن يحبس دموعه وهو يرى زوجته بحالة صحية سيئة، في حين يعجز هو عن استكمال علاجها".
"كبازر" أحد سكان مناطق الأرياف بمحافظة الحديدة ورحلة واحدة في غياب المشتقات النفطية تكلفه أكثر 40000 ريال ذهابا وإيابا (200$)، ناهيك عن عدم توفر الجرعات مما يضطره للبقاء في الحديدة ربما لأيام في انتظارها، تزداد معها تكاليف العلاج وتتضاعف معها اعباؤه المالية.
نداء واستغاثة :
من جهته، أطلق الدكتور "عبدالله عمير"، إستشاري الأورام بوحدة الأمل، نداء استغاثة للمتحاربين والمتحاورين ولجميع أطراف النزاع، بأن يستشعروا هذه المسؤولية التي تذهب نتيجة لها عشرات امرضى بسبب عدم حصولهم على الدواء"، مطالباً بـ"فتح جسر جوي لإغاثاتهم قبل حلول الكارثة".
وتابع "أنا كطبيب يهمني في المقام الأول وصول العلاج للمريض بغض النظر عن الطريقة".
.