الأهمية الإستراتيجية للساحل الغربي الذي خسرة الحوثيين

يعد (إقليم تهامة) إحدى أهم مناطق اليمن التي إستخدمها الحوثيون في تسليح مجاميعهم وخلاياهم منذ سنوات طويلة حتى قبل إندلاع حروب صعدة الستة كما أنه يمتلك أبرز مقومات الإقتصاد اليمني الذي جعل الحوثيين يسعون إلى بسط نفوذهم على منافذه البرية والبحرية.
ومثلت السواحل الغربية لليمن شرياناً مهماً للحوثيين في التسليح والتهريب وطرق لعبور وإنزال لشحنات السلاح الإيرانية لهم من ذباب والمخاء والخوخة جنوباً وصولاً إلى اللحية وميدي أقصى الشمال الغربي.
ونجحت قوات التحالف العربي في تأمين الطرق البحرية الدولية بعد سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة المسنودة بقوات التحالف على عدد من الجزر المنتشرة في البحر الأحمر وبهذا خسر الحوثيون ورقة عسكرية هامة لتلقي الدعم العسكري الإيراني.
وشكل تحرير قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لميناء ميدي وأجزاء من المديرية الساحلية ضربة موجعة لمليشيا الحوثي الذين خسروا الميناء الإستراتيجي الذي كان يمثل الشريان الرئيس لدعم الجماعة بالأسلحة على مدى عشر سنوات ماضية.
وتكمن أهمية تحرير ميناء وسواحل ميدي وإمكانية التقدم نحو باقي الساحل الغربي لليمن انطلاقاً منها، إلى ارتباط المديرية جغرافياً بمنطقة جازان السعودية، ما يسمح بتدفق التعزيزات العسكرية وحشد المقاتلين لمعركة تحرير الساحل الغربي لليمن.
ويعتبر تحرير عاصمة إقليم تهامة بوابة لتحرير اليمن حيث أن الحوثيون سيفقدون أهم مصادر تمويلهم المتمثل في ميناء الحديدة وإيرادات الجمارك والضرائب، وقطع خط إمداد المليشيا باتجاه محافظة تعز، كما سيؤثر تحرير مناطق حجة في الاقتراب من معقل الحوثيين في صعدة.
وتحاول قوات التحالف العربي قطع مصادر تمويل الحوثيين من خلال سيطرتها على المنافذ، لكن المليشيا لجأت إلى الاستفادة من تسهيلات التحالف في دخول المشتقات والمواد الغذائية للمواطنين، لتستخدمها المليشيا في سوقها السوداء وتواصل من خلالها جمع الأموال الطائلة.
وتعتبر السيطرة على الشريط الساحلي والمنافذ البحرية والحدودية مؤشراً لإقتراب حسم المعركة في اليمن، كونه مناطق ساحلية مفتوحة تعجز المليشيا عن التمترس فيه ولاتوجد لهم حاضنة شعبية في المنطقة ولذلك لن يصمدوا طويلاً وسيتراجعون إلى الكهوف والجبال في صعدة.
ويمثل إطلاق عملية واسعة لتحرير الساحل الغربي لليمن انطلاقاً من ميدي بعداً استراتيجياً وأهمية بالغة تتمثل في تأمين المياه الإقليمية والدولية والحد من إستفادة الحوثيين من تلك السواحل لتهريب الأسلحة وتضييق الخناق على معاقلهم في المرتفعات الجبلية في محافظتي حجة وصعدة.
.