نذر حرب عالمية مع تصاعد التوتر الدولي بشأن سوريا
تزايد الحديث في العالم عن نذر حرب دولية تلوح في الأفق مع تصاعد التوتر بين حلفاء أطراف الصراع السوري على وقع التحول الميداني المستمر بدعم من الغارات الروسية.
ووسط اهتمام وسائل الإعلام الغربية الواسع بهذا الموضوع، تقول صحيفة التايمز البريطانية اليوم الثلاثاء إن “الحرب العالمية الثالثة” قد تبدأ بدون سابق إنذار، مع دخول دولة تلو الأخرى لحماية حلفائها.
وأشارت إلى أن شمال سوريا “دخل في هذه المرحلة”، وأن معركة حلب سوف تحدد مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقصفت تركيا الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت مصادر عسكرية تركية إن المدفعية التركية ردت “بالمثل”، فيما حذرت تركيا مقاتلين أكراد في شمال سوريا أمس الاثنين بأنهم سيواجهون “أعنف رد” إذا حاولوا السيطرة على بلدة سورية قرب الحدود التركية كما اتهمت أنقرة روسيا بشن هجوم صاروخي قتل 14 مدنيا على الأقل هناك.
وممر إعزاز له أهمية عالية، لأن هذا الممر يمثل شريان حياة لنقل المعدات والمؤن من تركيا إلى شرق حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا.
ويرى محللون أن تركيا تأمل أن يصبح ممر إعزاز قاعدة للأتراك الذين يساندون عناصر المعارضة في حلب، وذلك عندما يضعف تنظيم داعش جراء الضربات الجوية الغربية.
كما أن سقوط ممر إعزاز في أيدي الأكراد، يجعلهم في موقف قوي يتيح إنشاء دولة معادية على الحدود التركية.
ولا يبدو أن تركيا مستعدة للسماح بذلك، حيث يقول محللون إن أنقرة قد ترسل جنوداً للقتال على أرض المعركة والمجازفة بحدوث صدام بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا.
ومن غير المرجح أن يتدخل الناتو لدعم لتركيا، مالم تنتهك سيادتها بشكل مباشر سواء من طرف مقاتلين على الأرض أو في حال قامت الطائرات الروسية باختراق الأجواء التركية، وفي هذا الوضع، فإن تركيا باستطاعتها المطالبة بدفاع جماعي، وهنا نكون على حافة نشوب حرب كبرى وفقا لمحللين.
وتقول الصحيفة إن بوتين يغامر بجر تركيا إلى عملية عسكرية ضد أكراد سوريا، الأمر الذي سيدفعهم إلى الانضمام إلى الحليف الروسي الذي يدعم الأسد.
وتكشف الصحيفة أن موسكو قامت بتزويد خمسة آلاف مقاتل كردي بالأسلحة كما أنها تساندهم بتوجيه ضربات جوية ضد الشاحنات التي تنقل المؤن والمعدات للمعارضة من تركيا إلى سوريا.
وسيتيح إغلاق ممر إعزاز لقوات الأسد فرصة لإغلاق نقاط العبور على الحدود التركية، تتبع ذلك عملية تطهير دامية للمعارضة المحاصرة بدعم من روسيا وحلفاء دمشق الموالين لإيران.
ويأتي كل ذلك بينما تشير التقارير أيضا في إطار الحديث عن نذر مواجهة شاملة، إلى احتمال اندلاع مواجهة بين إيران والسعودية، التي تمتلك ورقة قوية في هذه الحالة تتمثل في قاعدة أنجرليك الجوية في تركيا.
.