السعوديون يخترقون الأجواء السورية

تفاعل مغردون سعوديون مع توجه بلادهم للمشاركة في القتال ضد تنظيم “داعش” في سوريا بشكل حماسي مبالغ فيه، من خلال تدشين وسم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول اختراق الطيران الحربي السعودي للمجال الجوي السوري، رغم عدم حدوث ذلك أصلاً.

وأطلق المدونون وسم “#الطيران_السعودي_يخترق_الأجواء_السورية”، اليوم الأحد، عبر موقع “تويتر”، ليلقى تفاعلاً هائلاً من المغردين، على الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي أو نشر تقارير إعلامية حول أي نشاط عسكري للمقاتلاتالسعودية المتواجدة حالياً في قاعدة “إنجرليك” الجوية التركية.

ولايتحدث المغردون السعوديون المتفاعلون مع الوسم عن الاختراق بقدر دعواتهم لأن يصبح ذلك الاختراق حقيقة يتبعها تدخل بري سعودي في سوريا، بهدف حسم الصراع المندلع هناك منذ نحو 5 سنوات لصالح المعارضة السورية، التي تقاتل قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وإيران.

وتدور تعليقات السعوديين على الوسم حول الإشادة بجيشهم ودعواتهم له بالنصر، في وقت يحارب الجيش السعودي فيه على أكثر من جبهة، في إشارة إلى عمليتي “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، التي تقودها السعودية في اليمن ضد جماعة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وأطلق كثير من المغردين السعوديين على التوجه السعودي الجديد في سوريا اسم “عاصفة العزم” بعد أن أعلنت السعودية بالفعل عن وصول مقاتلاتها إلى تركيا بكامل أطقمها استعداداً لتنفيذ مهمة ما تزال غامضة التفاصيل لحد الآن.

وأعلنت السعودية قبل أيام عزمها إرسال قوات برية لمقاتلة تنظيم “داعش” في سوريا، لكنها قالت إن ذلك سيتم بعد موافقة التحالف الدولي على شكل وتوقيت ذلك التدخل.

لكن المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري، كشف أمس السبت عن إرسال بلاده لطائرات حربية إلى قاعدة “إنجرليك” الاستراتيجية، جنوب تركيا، بهدف تصعيد القتال ضد تنظيم “داعش”.

وتعقّد الصراع السوري بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد طيران روسيا لهجماته على فصائل المعارضة السورية، المدعومة من تركيا والسعودية في شمال سوريا، وتحقيق قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه تقدماً ملحوظاً في منطقة الحدود السورية التركية.

يذكر أن سلاح الجو السعودي يشارك من بداية الحرب على تنظيم “داعش” في طلعات جوية ضمن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وسبق أن أعلنت قيادة الجيش السعودي عن تنفيذها ضربات جوية ضد مواقع تابعة للتنظيم المتطرف في سوريا.