‘غوغل فايبر فون’ خدمة مكالمات جديدة
أعلنت شركة غوغل خلال السنوات القليلة الماضية عن إمداد عدد من المدن في الولايات المتحدة الأميركية بإنترنت فائق السرعة من خلال خدمة “غوغل فايبر”، ووفقا لتقرير حديث فإن عملاق البحث غوغل يستعد لطرح خدمة مكالمات جديدة للمستخدمين في الولايات المتحدة الأميركية، وهى بذلك تدخل في منافسة مباشرة مع شركات الاتصالات، ومن المقرر أن تحمل الخدمة الجديدة اسم “غوغل فايبر فون”، وتعد المستخدمين بإمدادهم بعدد من المزايا الجديدة.
ووفقا لموقع “ماشايبل” الأميركي فالخدمة الجديدة ستكون شبيهة بالهاتف المنزلي ولكن دون توصيلات وأسلاك، حيث سيكون بها مزايا مثل رقم للهاتف والبريد الصوتي، وستكون عبر سحابة والمكالمات يتم إجراؤها عبر الإنترنت فائق السرعة، وهذا الأمر سيحل للمستخدمين العديد من المشكلات الخاصة بالبطارية، كما أن خدمة الهواتف الجديدة ستسمح للمستخدمين باستقبال مكالمات من أيّ مكان، وحتى الآن لم يتم إعلان الموعد المحدد لإطلاق الخدمة الجديدة من غوغل ولكن من المتوقع أن تكون في وقت قريب.
ومع صدور بعض التقارير عن استثمارات غوغل، كان هناك تقرير يفيد أن الجزء الأكبر من الاستثمارات حوّل إلى مشروع “غوغل فايبر”، الذي أطلق عام 2012 والذي يعرض على المستخدم إمكانية الاتصال بالشبكة السريعة، حيث يحتل هذا المشروع نحو 8 بالمئة من الاستثمارات، وبالرغم من تطبيق هذا المشروع إلا أنه أتضح أنه يحتاج إلى أموال كثيرة، فحجم الاستثمارات لا يزال ينمو لأنّ وَصْلَ مدينة جديدة بالشبكة يحتاج إلى وضع خطوط جديدة.
وتعتمد فكرة مشروع غوغل فايبر على نقل الإنترنت عبر الألياف وهو نوع جديد من شبكات الاتصال فائقة السرعة، حيث أن الألياف البصرية هي نوع جديد من التكنولوجيا التي ترسل الإشارات الضوئية أو فوتونات خلال كابلات ضوئية صغيره، ويقوم هذا الضوء بنقل البيانات والتي يمكن استخدامها لتظهر صفحات الويب وأنواع الميديا الأخرى على شبكة الإنترنت وتمكين الوصول إليها، وتعدّ الألياف الضوئية الأقل عرضة للضوضاء ومشاكل النحاس وخطوط التليفون.
وتم تطبيق المشروع في عدة مدن ومنها كانزاس سيتي، وتصل سرعة الإنترنت في المساكن إلى 5 نيغابايت في الثانية وقد تصل إلى 50 ميغابايت في الثانية في بعض المنازل أو حتى إلى 100 ميغابايت، وفى البلدان الآسيوية وبعض أجزاء أوروبا (والتي تشهد بالفعل نشر الألياف الضوئية) قد تصل سرعه الإنترنت إلى 300 ميغابايت وفى ذروتها إلى 800 ميغابايت، إلا أن غوغل فايبر يذهب إلى أبعد من ذلك إلى 1 جيغابايت في الثانية الواحدة.
ويتضمن مشروع غوغل فايبر عدة خطط، منها البث التلفزيوني والإنترنت، وتكون بتكلفة شهرية، وتأتي مع خدمات التلفاز كالتسجيل وغيرها، وتتضمن “تي في بوكس” و”ستورايدج بوكس” و”نتوورك بوكس” وجهاز “نيكسوس” وخدمة “ايتش دي تي في” ويمكن إضافيا الحصول على “كروم بوك”.
وهناك عدة أسباب تجعل غوغل تتحمس لهذا المشروع ومنها تحسين منتجاتها إذ أن 95 بالمئة من منتجات غوغل تعتمد كلياً على الإنترنت، ومع تطور الخدمات، لا سيما التي تعتمد على فكرة الحوسبة السحابية مثل غوغل درايف – نظام كروم وغيرها، وكذلك خدمات الفيديو عبر الإنترنت والتي تخطط لتطبيقها في شبكتها العملاقة (يوتيوب)، بالإضافة إلى منتجات عديدة، وتخطط غوغل أيضا لدخول مجال الرعاية الصحية عبر التطبيقات الذكية، ومع تطور سرعة الإنترنت سيصبح الإقبال كبيرا على منتجاتها ومن ثم يزيد هذا من فرص الحصول على أرباح أكبر.
ومن الأسباب الأخرى التي تدفع غوغل للخوض في مشروع غوغل فايبر تخفيض أسعار الإنترنت، فالتقنية الجديدة ستعمل على تخفيض سرعة الإنترنت بشكل كبير، مما سيعمل أيضاً على زيادة عدد مستخدمي الإنترنت وبذلك زيادة عدد مستخدمي هذه التقنية، كما أن زيادة سرعة الإنترنت لها تأثير على مستوى التعليم، فبحسب الإحصائيات الأميركية تبين أن الطلاب الذين يمتلكون خطوط إنترنت سريعة يظهرون زيادة بنسبة 7 بالمئة في معدلات التفوق الدراسي، بالإضافة إلى مشروعات التعلّم عبر الإنترنت والتي تعمل غوغل على بعض الاستثمارات فيها من أجل استقطاب كفاءات جديدة.
.