شاهد بالصورة.. مسعف "شاصات" المقاومة والجيش الوطني من وعورة جبال "نهم" الشاهقة
يتولى المهندس محمد حميد المعروف ب"ابو مرسل" مهام قيادة السيارات التابعة للمقاومة الشعبية والصعود بها في جبال منطقة نهم شرق صنعاء، ويتم الاستعانة به حين يعجز رفاقه عن التسلق بها في مرتفعات شاهقة وطرق ألطف توصيف لها بأنها وعرة وشاقة.
في كل مرة تتعثر السيارات ومعظمها نوع "شاص" صنعتها شركة تويوتا رباعية الدفع صممت للمناطق الوعرة ومثل هذه الرحلات القاسية، يتم الاستعانة به للصعود بها إلى أعلى جبل "قرود" أحد أكبر مرتفعات منطقة نهم تمكنت المقاومة مؤخراً من استعادة السيطرة على الجبل الذي طوله حوالي 10 كم وعرضه 5 كم.
النقيل الوعر تستخدمه المقاومة في نقل الإمدادات إلى قمة الجبل ومنه إلى جبل ملح المجاور. هذا الطريق القديم تم شقه كطريق هبوط ربما كان يستخدم للتهريب، وهو عبارة عن متعرجات السير فيها كان بالنسبة لنا على الأقل مغامرة وضرورة.
ذكر لنا عناصر في المقاومة أن عدد من السيارات قد انقلبت في النقيل وسقط فيها ضحايا.
وصلت سيارتنا إلى منتصف النقيل، ومن حسن حظنا أن "منقذ الشاصات" كان يسير خلفنا بسيارة متهالكة غمارتها مخلوعة وزجاجاتها مكسرة، وحين شعر "أبو خليل" بأن استمراره في القيادة قد يعرضنا للخطر تنازل عن القيادة ليتولاها "أبو مرسل" الذي يداوم عادةً في وسط النقيل لمثل هذه المغامرات، يقود السيارات إلى أعلى القمة ثم يعود للأخرى وإذا لم يجد سيارة نازلة يعود أحيانا مشيا على الأقدام؛ وهكذا دواليك في الليل والنهار.
يقول محمد وهو ينحدر من منطقة جبلة بمحافظة إب إن هذه المهمة لا تريد شجاعة ولا جلافة بقدر حاجتها لهدوء ومرونة ودراية لما تحتاجه السيارة. مضيفاً أنه لا بد أن تكون السيارة نظيفة ويتم تفاقدها وصيانتها. معظم السيارات المستخدمة من موديلات حديثة وبعضها مقدمة من دول تحالف "عاصفة الحزم".
حدثنا الرجل عن "الطقم" المتهالك الذي سلم له وكيف أنه أعاده صالحاً للعمل بعد أن قام بإصلاحه.
يقول إنه كان يعمل من قبل مهندسا للسيارات والأجهزة، وأنه يشعر بالارتياح حين يقوم بتوصيل السيارات إلى الأعلى ويستمتع بامتنان المقاومين له وتقدير القيادة لما يقوم به، مضيفاً أنه يؤدي واجبه الوطني قدر المستطاع، ويشارك رفاقه مهمة التحرير ومقاومة إنقلاب ميليشيات الحوثي وصالح.
لا يكترث الرجل المحبوب لدى رفاقه ببعده عن أهله وأولاده ومنطقته منذ أشهر، ويبدي أملا كبيراً في العودة قريباً إلى صنعاء وبلدته إب، اللواء الأخضر التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات.
.