القباطي.. مقاوم كريتر الذي تحول من شاهد إلى شهيد
لم يكن الشاب "محمد قباطي" يعلم بأن خروجه لمسافة اقل من كيلو ستكون نهاية حياته المليئة بالمحطات والتي كانت أخرها ‘‘مشاركته بالحرب ضد الحوثيين بحافته القطيع’’ ؛ جال "قباطي" كالمعتاد بسوق القات إلى أن ثمة رصاص سرقت حياته أطلقها الزغينة ليتحول بذلك إلى مجرم يتوجب إلقاء القبض عليه طبقاً لعقوبة الإعدام تام نصوص عليها بالقانون رقم (13) _من أحكام الإجراءات الجزائية_ بنص المادة (477).
أقدم المدعو "محسن الزغينة" على قتل القباطي الأحد الماضي في سوق القات وسط مدينة كريتر بواسطة سلاحه الشخصي (الكلاشن) والذي إعتاد الجاني على حمله منذ شهر مارس/أذار من العام الماضي _اي_ قبل اجتياح مليشيات الحوثي لمدينة عدن بما يزيد عن 15 يوماً.
وفور سقوط الضحية على الأرض مُضرجاً بالدماء فر القاتل والذي يبلغ من العمر (30)عاماً ليتجمع الناس حول الشاب "محمد قباطي" والذي سرعان ما تحول إلى جثة هامدة ؛ لتنقل جثته إلى المستشفى ؛ وفور سماعهم بالحادثة هرع كثير من معاريف القتيل وزملائه من حافة القطيع والتي ينحدر إليها وذلك عبر أطقم عسكرية وسيارات تعج بعشرات المسلحين بحثاً عن القاتل.
بعد ساعة من اغتيال قباطي توجهت عدداً من الأطقم العسكرية والسيارات المدنية والتي تقل عناصر من المقاومة إلى محاصرة مبنى المجلس المحلي لمديرية صيرة.
فرار القاتل وحالة توتر
دارات اشتباكات محدودة بين أصدقاء القتيل وحراسة المجلس المحلي لتنسحب بعدها حراسة المقر الأمني للمقاومة إلى الداخل في اعتقاد لدى المهاجمين بأن القاتل يتواجد داخل سجن المقاومة من أجل قتله ثأراً لزميلهم القتيل ليكتشفوا بعد ذلك بأن القاتل لا يوجد داخل المبنى.
أخبروهم بأن "الزغينة" لا يوجد داخل مبنى المجلس المحلي في حين رفضت قيادة المقاومة بكريتر الانحياز لأي من القاتل أو القتيل وذلك بذريعة أن القاتل والمقتول _جميعهم_ من "عيال حافة" حسب مصدر خاص لـ"عدن تايم" ليتوجه المسلحون قُبيل مغرب الأحد إلى شارع أروى.
تبين للمسلحين _وهم من مقاومة القطيع بكريتر_ أن القاتل لم يعد موجوداً ببيت أسرته بشارع أروى _جوار معسكر عشرين_ ليتوجهوا بعدها إلى بيت أحد أقرباءه بمنطقة الخساف والتي لا يوجد بداخله أيضاً.
وقال سكان محليون لــ "عدن تايم": ؛ أن محسن الزغينة شُوهد بعد اختفاءه بعد أربع ساعات بحافة الطويلة بكريتر ليشتبك بعدها مع عدد ممن يبحثون عنه لكنه استطاع أن يفلت من أيدهم ليختفي بعدها فيما تتضارب الروايات بأمكن اختفاءه.
أسباب الجريمة
بعد انتهاء الحرب قام محسن بسرقة سيارة طقم وأسلحة وذخيرة من مقر مبنى الهجرة والجوازات والذي كان معقل لمقاومة القطيع حسب تأكيد الأهالي؛ وشهد _المجني عليه_ ضده ليتحين القاتل الفرصة المواتية ليقتله أمام الناس وفي وضح النهار لثارٍ قديم مدته لا تزيد عن 6اشهر.
وبهذا يكون محمد قباطي أول شهيد قتل بعملية اغتيال برصاص محسن الزغينة وجميعهم من أبناء مدينة كريتر ليتحول صغار قباطي إلى أيتام وزوجته إلى ثكلى .
-عدن تايم :
.