جماعة الحوثي ترتكب مذابح "وظيفية"
قدرت مصادر مطلعة في الجهاز الإداري للدولة أعداد أتباع جماعة الحوثي الذين جرى إلحاقهم بوظائف مدنية وعسكرية وأمنية منذ الانقلاب على الشرعية بأنهم يتراوحون بين 40 و50 ألف حوثي.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية إصدار ما يسمى اللجنة الثورية العليا قرارات بتعيين المئات ممن ينتمون إلى عائلات هاشمية فقط في مناصب عليا، وكان آخرها القرار الذي صدر أمس بتعيين الحوثي "الهاشمي" هاشم شرف الدين نائبا لوزير الإعلام.
وربط مراقبون بين الاستحواذ الحوثي غير المسبوق على الوظائف والمناصب وتلك الأنباء التي تتردد عن اتفاق وشيك بين الجماعة والمخلوع علي عبدالله صالح على إلغاء ما يسمى اللجنة الثورية العليا وتشكيل حكومة شراكة تضم الانقلابيين وحلفائهم، معتبرين أن جماعة الحوثي تعمل بأقصى سرعة على ترتيب أوضاع أتباعها قبل الدخول في شراكة وتنازلات مع حلفائها أو في أي تسوية مع الحكومة الشرعية.
وكانت مصادر صحافية ذكرت أن الحوثيين والمخلوع صالح توصلوا إلى مسودة اتفاق يلغي الإعلان الدستوري الذي أعلن عنه الحوثيون عقب انقلابهم وأطاح بمؤسسة البرلمان التي يشكل حزب صالح الأغلبية فيها.
كما يتضمن الاتفاق سحب مشرفي جماعة الحوثي أو ما يسمى اللجان الثورية من الوزارات والمؤسسات، وتشكيل حكومة مشتركة مع الأحزاب الموالية لهم.
وسبق للحوثيين أن حاولوا تشكيل حكومة مع صالح، إلا أن حزب المؤتمر الذي يرأسه صالح رفض المشاركة في أي حكومة مع حلفائه الانقلابيين قبل إلغاء إعلانهم الدستوري وحل لجانهم الثورية وعودة العمل بمجلس النواب.
وتعليقا على ذلك تحدث لـ"العربية.نت" المحلل السياسي أحمد سعيد قائلا: يبدو أن الحوثيين قد رضخوا أخيرا لمطالب حليفهم صالح الذي استفاد منهم في تصفية خصومه، وكانوا يعتقدون أنهم سيتفرغون له في نهاية المطاف، لكن المخلوع كان أكثر دهاء منهم واستطاع أن يدخلهم في أتون معارك وحروب طاحنة، كما جعلهم يغرقون في وحل الفساد المالي والإداري والوظيفي، مستفيدا من مطامعهم وممارساتهم العنصرية العدائية.
.