تعرف على العبارة المناطقية التي أستخدمها محمد الحوثي لتحريض القبائل المحيطة بصنعاء على الشرعية وماهي نتائج الاجتماع
افادت مصادر ميدانية إلى أن رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، التقى الأسبوع الماضي ببعض قبائل مديريات الحيمة الداخلية، وأرحب، وبني حشيش، وطالبها بالوقوف إلى جانب ميليشياته المتمردة، وحاول استمالتها عبر استغلال مفردات مناطقية وجهوية، محذرا من أن "الجنوبيين يريدون احتلال عاصمة الشمال"، حسب زعمه.
وقال القيادي في مقاومة آزال، عبده الصنعاني، أن مشايخ القبائل لم يستطيعوا كبت سخريتهم من حديث الحوثي، ولم يفلح الاجتماع في تحقيق الهدف المطلوب، حيث تمسك مشايخ القبائل بالعهد الذي قطعوه للقيادة الشرعية، بالمشاركة الفاعلة في تحرير العاصمة من ميليشيات التمرد.
قال الصنعاني إن أكثر من 80 % من قبائل صنعاء باتت توالي الشرعية، وأضاف "القلة التي وقفت مع الميليشيات المتمردة في فترات الانقلاب الأولى، وسمحت لها بعبور أراضيها نحو المحافظات والمدن الأخرى، تريد التكفير عن خطئها، والانحياز إلى جانب الشرعية، بعد ما رأته من ممارسات سالبة على أيدي الحوثيين، الذين نهبوا أموال المواطنين، وفرضوا عليهم الضرائب الباهظة بالإكراه، واستولوا على أراضيهم ومزارعهم، وتسببوا في ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية وتوقفت بسببهم حركة الإنتاج. لذلك توافق مشايخ القبائل ووجهاؤها على نبذ التمرد، مؤكدين وقوفهم التام مع المقاومة والجيش الوطني، وتعهدوا بتوفير آلاف المقاتلين بكامل أسلحتهم وعتادهم. ورفضوا الملايين التي عرضها عليهم زعيم التمرد، مؤكدين أن ولاءهم لوطنهم أكبر من كل الأموال".
وتابع "الحوثيون يتحركون في اللحظات الأخيرة، ويحاولون ضمان ولاء القبائل لهم، أو على الأقل تحييدها خلال المعركة المرتقبة، لكنها تحركات لن يكتب لها النجاح، بعد أن قالت القبائل كلمتها واختارت الشرعية على حساب التمرد".
وكان زعيم التمرد عبدالملك الحوثي قد بعث في وقت سابق بعشرات المندوبين إلى قبائل صنعاء، وعرض عليها أموالا كبيرة لضمان ولائها، إلا أن شيوخ القبائل امتنعوا عن تقديم أي تعهد للميليشيات، ورفضوا استلام الأموال، وأكد بعضهم أن الالتزام الذي منحوه لقوى الشرعية لا يمكن نقضه، حسب الأعراف القبلية المرعية، وعندما لجأ بعض المندوبين إلى محاولة تهديد القبائل، وتوعدها، أثار هذا التصرف غضب مشايخها، الذين رفضوا تلك التهديدات، وأرغموا عناصر التمرد على سحبها، وإلا فإنهم لن يكونوا مسؤولين عن ضمان حياتهم أو سلامتهم، ما دعاهم إلى الاعتذار والانسحاب فورا.
وأشارت مصادر في صنعاء إلى أن الحوثي بات شبه متأكد تماما من عدم موالاة القبائل له، لذلك بادر إلى سحب العديد من أقاربه، وأفراد الأسر المرموقة التي يطلق عليها لقب "القناديل" الذين كان قد عينهم في مناصب قيادية بتك المناطق، واستبدالهم بآخرين، حفاظا على سلامتهم، في حال اندلاع معركة استرداد العاصمة.
ولم تفلح جهود المتمردين الحوثيين في استمالة القبائل التي تقطن محيط العاصمة صنعاء إلى جانبهم، ىرغم ما بذلوه من جهود، وما أنفقوه من أموال. كما لم تؤد التهديدات التي حاولوا توجيهها إلى مشايخ القبائل إلى نتيجة إيجابية تصب في صالحهم، بل تسببت في زيادة التوتر القائم أصلا بين الجانبين، ودفع العديد من المشايخ إلى إرغام الحوثيين على سحبها، أو تحمل نتائجها.
.