شُحنات الموت.. إغاثة اليمنيين بمواد فاسدة
تُجمع المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية الإغاثة على أن اليمنيين بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، تقيهم من الموت جوعاً نتيجة الحرب التي تعيشها البلاد منذ (10) أشهر.
وعلى الرغم من تباطؤ العون الإنساني الموجه إلى اليمن إلا أن بعض مواد الإغاثة التي تصل تأتي فاسدة ومنتهية الصلاحية، ولا تصلح للاستخدام الآدمي في قضية هي الأكثر مأساوية في العالم.
وقال المهندس حديد الماس- مدير فرع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة فرع عدن- لـ"المشاهد" إنالزيت الأميركي الذي وصل إلى ميناء عدن كمساعدة عبر برنامج الغذاء العالمي مطلع الأسبوع الماضي، وجد من بين 13الف كرتون من علب الزيت 8 آلاف كرتون منتهي الصلاحية.
وأضاف الماس أن الهيئة تمكنت من ضبط الزيت الأميركي منتهي الصلاحية، وهذه ليست المرة الأولى تُضبط مساعدة فاسدة، حيث تم ضبط كميات كبيرة من المساعدات الغذائية منتهية الصلاحية، وأشار إلى أن المساعدات التي تدخل مدينة عدن عبر ميناء الزيت تمر بعيد عن رقابة مكتب المواصفات والمقاييس بالمحافظة.
كما ضبطت شحنة مساعدات فاسدة تابعة لبرنامج «الغذاء العالمي» في ميناء الحديدة في شهر أغسطس الماضي.
وفي ذات الصدد يؤكد الدكتور يوسف سعيد- أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن- لـ"المشاهد" انه مع العلم أن كميات كبيرة من المعونات الدولية تدخل اليمن من المنافذ البحرية المختلفة وتصل إلى الناس وهي منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي وهذا يعكس توحش الرأسمالية وأن حاولت أن تظهر للعالم بوجه إنساني.
وتساءل الدكتور يوسف سعيد كيف لمنظمة دولية محترمة كبرنامج الغذاء العالمي أن تقوم بشحن هذه الكميات إلى اليمن؟ وهي غير صالحة للاستهلاك طبعا.
وخلفت الصراعات المسلحة والحروب التي تعيشها اليمن منذ عشرة أشهر العديد من مظاهر الدمار والخراب مما انعكس سلباً على استدامة الحياة خاصة في مناطق الصراع وارتفاع معدلات النزوح الداخلي والخارجي فضلاً عن ارتفاع عدد ضحايا هذه الحرب من مدنيين بينهم أطفالا ونساء، وبلغ عدد اليمنيين الذين هم بحاجة للتدخلات في المجال الإنساني إلى 21.2 مليون شخص بحسب تقديرات من قبل الأمم المتحدة في اكتوبر2015.
وتفاقمت الاحتياجات الإنسانية في اليمن في جميع القطاعات الإنسانية والمتمثلة بالحماية والمأوى والأمن الغذائي والتغذية والصحة والمياه والتعليم، وقد تفاوتت حجم المعاناة الإنسانية في جميع المحافظات وفقاً للتفاوت في حجم السكان وحدة الصراعات المسلحة.
ووفقا لبيانات وزارة التخطيط والتعاون الدولي كانت التدخلات الإنسانية للعام 2015، هي الأكثر حجماً منذ بدء العمل الإنساني في اليمن، سواءً من حيث عدد المستهدفين ونطاق الاستهداف والتمويل المخصص للإغاثة.
واستحوذت 38 منظمة دولية على نسبة 75% من إجمالي المنظمات العاملة في خطة استجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن للعام 2015، تلتها 20 منظمة محلية بمعدل 30%، ثم 9 منظمات تابعة للأمم المتحدة بنسبة 13%.
ووجهت الأمم المتحدة نداء استغاثة للعالم لتوفير 1.6 مليار دولار، لمواجهة الحاجات الإنسانية المتزايدة في اليمن لإغاثة 11 مليون و700 ألف مستهدف، من أصل 21 مليون و200 ألف بحاجة إلى تدخل إنساني، وقد أظهرت تقارير التقييم الصادر من منظمة الاوتشا أن إجمالي المبلغ الذي تم استلامه بلغت حتى أكتوبر الماضي 775 مليون دولار إي ما يعادل 48% من إجمالي المبلغ المطلوب لإغاثة اليمنيين.
.