تركيب رأس عجوز على جسد شاب في متناول الأثرياء قريباً..
قطع فريق من علماء الأعصاب في الصين خطوة كبيرة في طريقهم لزراعة رأس للإنسان، حيث نجحوا في قطع رأسيّ اثنين من القرود وزرع رأس أحدهما في جسد الآخر.
وقال جراح الأعصاب الإيطالي سيرغيو كانافيرو – وهو عضو في الفريق الصيني - أن نجاح تلك العملية مهّد الطريق لتجربتها على البشر.
وكان الدكتور كانافيرو قد كشف العام الماضي عزمه محاولة زرع رأس إنسان، وقد لاقى انتقادات كثيرة لذلك، بحسب تقرير نشرته ديلي ميل البريطانية.
بجانب أهمية هذه التقنية لمساعدة الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل الشلل الجسدي، يتوقع الدكتور كانافيرو أيضاً أنها يمكن أن تزيد من عمر الإنسان في المستقبل عن طريق زراعة رأس أحد كبار السن في جسد شاب.
نظرة تاريخية
في عام 1954، قام العالم الروسي فلاديمير ديميخوف وفريق من الجراحين بإجراء عملية جراحية على كلبين، حيث قام بخياطة رأس جرو بالإضافة للجزء العلوي من جسمه في رقبة كلب آخر، وقام بربط الأوعية الدموية والقصبة الهوائية، ليحصل على كلب برأسين. لم يعش الكلب سوى 23 يوماً بعد الجراحة.
وفي عام 1970، قام العالم الأميركي روبرت وايت بقطع رأسي اثنين من القرود وزرع رأس أحدهما في جسم الآخر. بالرغم من أن القرد الجديد استطاع تحريك عضلات وجهه، وتناول الطعام، وتحريك عينيه، إلا إنه كان مشلولاً بداية من رقبته إلى باقي الجسم. لم ينجح وايت في توصيل الحبل الشوكي إذ كان أمراً في غاية التعقيد. اعتمد القرد الجديد على التنفس الصناعي، ومات بعد 9 أيام.
الجراحة التي يخطط لها الدكتور كانافيرو
المتطوع الذي اختاره الدكتور كانافيرو لعملية زراعة الرأس هو عالم كمبيوتر روسي يُدعى فاليري سبيريدونوف. يعاني السيد سبيريدونوف من "اضطراب تلف العضلات" الذي يسمى "فيردنغ هوفمان" وهو مرض قاتل.
يقول سبيريدونوف: "أنا الآن في الثلاثين من عمري، بالرغم من أنه من النادر أن يعيش أحد أكثر من 20 عاماً بهذا المرض".
في الوقت الذي يمنح عدد قليل من البلدان موافقة أخلاقية لتلك العملية، يقول سبيريدونوف: "أنا أعتبرها أخلاقية كزرع القلب أو الكلى. في وقت ما، كانت هذه العمليات غير أخلاقية أيضاً".
من المخطط أن تتم العملية عن طريق قطع رأس سبيريدونوف ورأس متطوع ميت حديثاً.
بعد العملية، سيتم وضع سبيريدونوف في غيبوبة لمدة شهر لمنعه من التحرك في الوقت الذي تلتئم رأسه مع الجسد الجديد.
يعتبر الخطر الأكبر للعملية أن يصاب السيد سبيريدونوف بشلل تام – هذا إن بقي على قيد الحياة - لأن النخاع الشوكي لن يتم توصيله مع الجسم الجديد. ولكن الدكتور كانافيرو يقول إن إعادة نمو الحبل الشوكي ليست عقبة أمامه، وأن الدماغ يحتاج لأن يكون متصلاً بالجسم عن طريق 10-20% فقط من الأعصاب في الحبل الشوكي.
نقاش أخلاقي
هنا يأتي سؤال أخلاقي، أي الأشخاص يجب أن نمد حياتهم، فاحشي الثراء أو أشخاص مثل أينشتاين أم مثل هتلر وستالين؟ ومن سيقرر ذلك؟
يقول الخبير البريطاني في الأخلاق الطبية البروفيسور ريتشارد أشكروفت: "هذه العملية تثير مسائل خطيرة حول هوية الشخصية الجديدة، سواء بالنسبة للشخص صاحب الرأس، أو الشخص صاحب الجسم".
ويضيف: "نحن نعرف أن المخ هو مركز الشخص، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة. التغييرات في الجسم تُغيِّر الطريقة التي يعمل بها المخ، لذا سيكون الوصول إلى التوافق النفسي أمرًا صعبًا للغاية".
بالرغم من ذلك، لا يجب أن نستبعد أن يتحقق ذلك قريباً.
*ترجمة هافينغتون
.