الطريق السري لأمداد المليشيات في شبوة( تحقيق )
تحقيق/ صلاح أبو لحيم:
مؤخرا تزايد الحديث حول استخدام سواحل محافظة شبوة وتحديدا موانئ بئر علي، في التهريب وإدخال الممنوعات إلى البلاد، لكن الاسواء من ذلك ان المشتقات النفطية في أحسن الأحوال التي تصل عبر هذه الموانئ تشق طريقها الى مناطق سيطرة المليشيات في مديرية بيحان، بعلم وتحت نظر الجهات الرسمية، التي بدورها تبرر الأمر بعدم توفر ابسط امكانيات الدولة لديها.
فالغياب التام للأجهزة الأمنية، في محافظة شبوة، والذي يفرضه واقع ما بعد تحرير المحافظة من مليشيات الحوثي وصالح، سهل امكانية استخدام مينائي بئر علي والبيضاء اللذان يستقبلان عشرات السفن بصورة يومية للتهريب، وهو الأمر الذي تعاطت معه بعض وسائل الاعلام المحلي والخارجي بمهنية عالية والبعض الاخر لم يستند الى معلومات دقيقة، بدورنا في عدن تايم زار مراسلنا مدينة بير علي حيث ترسو السفن هناك، لتسليط الضوء أكثر حول هذا الملف الشائك.
ادارة الميناء: نستورد المشتقات
كان لقاؤنا الأول مع القائم بميناء العليب محمد علي النمار الذي أوضح لنا ان ما يتم انزاله في هذا الميناء اي ميناء العليب هو عبارة عن مشتقات نفطية تحملها سفن تمر من المياه الإقليمية قادمة من دبي.
ويتوقع النمار ان دول التحالف على علم مسبق بها فمن غير المعقول ان يتم مرور هذه السفن التي تراها امامك بدون علم التحالف الذي فرض الحضر على الجو والبحر، نافيا انزال اي مواد مهربة كما يروج له البعض، مشيرا الى إمكانية اطلاع أي شخص على ما يتم انزاله وهو المشتقات النفطية فقط.
واضاف: لدينا مكاتب تعمل في دبي نحن على تواصل مستمر معها والمادة الموجودة لدينا مطابقة لمواصفات شركة النفط اليمنية وكل ذلك من اجل القضاء على الازمة وتوفير هذه المشتقات المهمة لعمل المواطن، مختتما وصلت مادة الديزل وبعد يومين ان شاء الله سنوفر مادة البترول التي يجري الان تجهيز معدات السلامة لها.
بيحان حوثية
يؤكد ناجي المصعبي من اهالي مديرية بيحان لـ (عدن تايم ) ان شاحنات نقل النفط وغيرها من المواد كانت تمر عبر بيحان ولكن مؤخرا تم ايقاف التموين وانتقل خط السير عبر طريق عتق جردان العقلة، لافتا إلى غياب أي دور امني بسبب وجود المليشيات في بيحان وكل مديرياتها.
ويرى ان وجود الحكومة الشرعية ضعيف ولم توفر الأمن للمواطن، ناهيك عن كثير من الخدمات الغير موجودة كالصحة والكهرباء والمياه، مشيرا الى سطيرة المليشيات الحوثية على مديريات بيحان وهو الامر الذي يسهل عمليات التهريب الممنهجة للوقود وغيرها للمليشيات وبأريحية تامة.
واضاف وجهنا نداءات لكل الجهات الحكومية في شبوة حيال ذلك ويكون ردهم بانه لا يوجد لديهم ما يعزز الأوضاع في بيحان بمعنی ادق بيحان لم تتحرر بعد من قبضة المليشيات الحوثية وانصار عفاش وهو ما مهد بان تكون بيحان بكل مديرياتها بؤرة للتهريب والتعزيز للقوات الحوثيه والعفاشية.
تاجر: وفرنا المشتقات
في ميناء البيضاء الذي يتردد حول استخدامه لانزال المهربات، التقينا احمد حسين المرزوقي تاجر حدثنا قائلا: اتينا الى هنا بعد ان تزاحمت السفن في ميناء المكلا نقلنا السفن الى ميناء البيضاء وذلك من اجل المصلحة العامة والمواطن فقد كان المواطن يقوم بشراء اللتر من مادة الديزل بأكثر من ٢٠٠ ريال يمني أو بأكثر من السوق السوداء وعند توريدنا للديزل وبصورة رسمية بدات تتوفر هذة المشتقات في السوق وأصبح سعرها اليوم داخل الميناء ١٢٠ ريال بدلا عن ١٨٥ريال.
وأشار الى ان رفع نقاط التقطعات التي تفرض جباية غير قانونية على التاجر المحلي وأصحاب المضخات سيغرق السوق بالمشتقات، ويقضي على الأزمة.
وحمل المواطنين تابعات في هذة المنطقة يشتغل ضد نفسة بقطعه للطرقات سنضطر اذا تم الوضع على ما هو عليه الان في شبوة الى العودة الى ميناء المكلا حيث انه لم يعترض احد اي مشتقات حملت من المكلا وبسندات دولة ابناء حضرموت الجميع هنا يشتغل حتى السوق الداخلي تحرك في المنطقة المطاعم والبقالات والعاطلون عن العمل .
لجنة حماية لبلحاف فقط
بامكانيات بسيطة تتولى لجنة قبلية مهمة حماية ميناء بلحاف، يقول خالد علي العظمي قائد لجان حماية بلحاف: نحن كلجنة امنية من قبائل آل لخنف تولينا مسئولية حماية الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال والذي يعد من اهم المشاريع الاقتصادية في البلد، ومع ذلك الشرعية لم تقدم لنا الدعم الكافي بل لم تتجاوب معنا في تثبيت وتدريب وترقيم شباب المقاومة.
ودعا السلطات الشرعية الى تقديم الدعم العسكري والمادي لكي نتمكن من مد نفوذنا من حماية الشركة، الى حماية كل سواحل شبوة ومراكز الدولة فيها ونكون عنصر مساعد لفرض هيبة الدولة، مؤكدا ان هناك أيادي عابثة تهدد أمنها يوميا ولكننا جاهزون لتقديم المزيد من التضحيات.
الشيخ الحسيني: التهريب أوقع قتلى ولن نسمح بتكرار ذلك
و حول ملف التهريب يستبعد الشيخ القبلي ابو بكر عبدالله الحسيني: ان يكون الوضع الان في هذا الميناء لا يسمح بانزال هذة المهربات التي ذكرتها بسبب ان العمل منذو شهرين أوجد زحمة بشرية داخل الميناء بينما تهريب مثل هذه الأشياء يتطلب السرية في العمل.
ويستدرك: صحيح قبل فترة تمت عملية تهريب وكان يوهمنا من يشتغلون في هذا العمل بانها سجائر ولكن الحادثة الاخيرة كشفت ماهو مخفي تحت هذة السجائر التي راح ضحيتها تسعة اشخاص بين قتيل وجريح هي حقيقة لم تنزل في ميناء البيضاء الان بل نزلت قبل ثلاثة اشهر وكانت مخزونة في مستودعات بالقرب من بير علي تابعة للمهربين وهذا شي مؤسف ولكن نوعد الجميع باننا لن نسمح بانزال مثل هذة المواد وسنحاربها اينما وجدت.
ويشير الحسيني الى ان السلاح فهو ليس بحاجة للمواني لكي ترسي السفن داخلها بل قوارب الصيد التقليدي التي يستخدمها المهربين في وقت سابق ايام ما كانت الدولة موجودة سيستخدمونها الان في ضل غياب الدولة ومعروف عنها انها ترسي في اقرب شاطئ لها.
ودعا رئيس الجمهورية ومحافظ محافظة شبوة الى دعم السلطات هنا والمقاومة لفرض هيبة الدولة، وبدلا من ان تعمل الموانى بشكل غير قانوني يجب ان تستفيد منها الدولة وتفرض فيها الرسوم والجبايات الضريبية ليستفيد منها المجتمع والجميع في مديرية رضوم سيكون عامل مساعد لفرض الامن وهيبة والدولة .
.