التحالف العربي يُحقق نجاحاً في تعز ويكسر حصار أكبر سجن للحوثيين
نجحت قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن، من كسر الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الحوثي وصالح على مدينة تعز، ونفذت عملية إنزال جوية لمواد طبية، مرتين على الأقل، خلال الأيام القليلة الماضية.
وصلت هذه الأدوية في وقت يصف الكثيرون تعز بالحبس الكبير جراء الحصار، فلا ماء ولا دواء ولا كهرباء ولا مشتقات نفطية، ينتظر المدنيون الموت إما بالصورايخ والمدافع الحوثية، أو بالجوع، أو بالقنص.
دلائل كثيرة تدحض قول الحوثيين بأن المدينة ليست محاصرة، تبدأ بوفاة الجرحى في المستشفيات نتيجة عدم توفر المستلزمات، ومروراً بالنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية للسكان، وانتهاءً بالنزوح الكبير للنجاة من الموت المحيط من كل جهة في المدينة.
عملية إنزال ناجحة بـ13 مظلة
عن الإنزال الجوي للأدوية ومدى نجاحه قال لـ"اليمن العربي" فواز الحمادي، المسؤول الإعلامي لقائد جبهة الضباب: "قامت قوات التحالف العربي بعملية إنزال ناجحة لمواد طبية وغذائية ما من شأنها التخفيف من جريمة الحصار التي تفرضه مليشيات الحوثي وقوات صالح على المدينة منذ شهور".
وأضاف المسؤول الإعلامي للعميد عدنان الحمادي، "تسلم ائتلاف الإغاثة بتعز المواد التي تم إنزالها وهي بعدد 8 مظلات في أول إنزال و5 مظلات في الإنزال الثاني تشمل مواد طبية تحتاكها مستشفيات المدينة وبشكل عاجل كأدوية العمليات الجراحية والأكسجين".
وأكد الحمادي، أن هذه العملية قام بها التحالف في صبر والمسراخ بعد دراسة إمكانية نجاحها، وقد نجحت بالفعل لكنها لا تفي بالحاجيات التي تتطلبها المدينة المحاصرة التي بقي فيها الآن أكثر من 600 ألف مواطن بعد نزوح بقية سكانها إلى الريف ومحافظات مجاورة".
عقبات لدى المقاومة
وأشار الحمادي إلى أنه "بعد عملية الإنزال كانت لدى المقاومة عقبة أخرى تتمثل في إيصال هذه المواد إلى داخل المدينة المحاصرة كون عملية الإنزال كانت في مديرية صبر فكانت الحمير والجمال هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لنا في تعز لنقل المواد للمدينة".
ويتابع: "فقام أبطال تعز بنقل المواد بصورة أظهرت للعالم مدى إصرار وصمود أبناء تعز وتلاحمهم في سبيل الدفاع عن تعز وهي رسالة للمليشيات وقوات صالح أنكم مهما حاصرتمونا فلن نركع أو نخضع لأننا نؤمن بعدالة قضيتنا".
وبين أن "المواد التي نزلت تشمل أدوية متنوعة تحتاجها مستشفيات تعز بشكل عاجل خصوصا أدوية العمليات الجراحية ومداواة مصابي القصف العشوائي الذي تشنه المليشيات على أحياء المدينة كذلك إسطوانات الأكسجين التي كانت قد نفذت من المستشفيات وتسبب هذا النفاذ بوفاة عشرات المواطنين بسبب هذا الحصار الظالم والجائر".
وعد وشكر
وقال الحمادي: "كذلك وعدت قوات التحالف باستمرار عمليات الإنزال هذه للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على المدينة"، مقدماً الشكر "الجزيل لقوات التحالف العربي على رأسها المملكة العربية السعودية ومركز الملك سلمان للقيام بهذه المبادرة الطيبة لمساعدة أبناء تعز في مواجهة الحصار الظالم".
سجن كبير ووضع كارثي
من جهتها وصفت الناشطة الحقوقية، أنيسة اليوسفي مدينة تعز بأنها "أصبحت أشبه بسجن كبير .. يصحو الناس كل صباح يتساءلون هل فُتح معبر الدحي ليتمكنوا من الخروج خارج المدينة لشراء مستلزماتهم الضرورية كإسطوانات الغاز ..كالدقيق .. وحبات من البطاط والطماطم..هذا أن فتح الحوثيون لهم معبر الدحي ..
وأضافت اليوسفي في تصريح خاص لـ"اليمن العربي"، أن المدينة تعيش وضعاً كارثياً ..فلا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا كهرباء ولا مشتقات نفطية .. ولا حضروات لا شيء متوفر في تعز سوى الموت الناس في تعز يموتون ..من لم يمت بفعل الصواريخ قذائف الهوان وهوازر مليشيا صالح والحوثي.. يموت قنصاً .. ومن لم يمت قنصاً يموت جوعاً".
وتؤكد أن "المرضى والجرحى يموتون بسبب عدم توفر إسطوانات الأكسجين"، مبينة أن 18 حالة مرضية توفت خلال الأيام الماضية بسبب انعدام اسطوانات الأكسجين في المستشفيات"، موضحة أن "مرضى الكلى ومرضى القلب يموتون بسبب انعدام الكهرباء ومصادرتهم للمشتقات النفطية مادة الديزل التي تستخدم في تشغيل المواطير".
وتضيف اليوسفي، أن "المواليد الخدج - أيضاً - مات خمسة منهم بسبب انعدام إسطوانات الأكسجين وكذا انعدام المستلزمات الأساسية في المستشفيات".
وأكدت الناشطة، أنيسة اليوسفي، أن "الإعانات العذائية التي قدمتها الأمم المتحدة لم تصل إلى أهالي تعز، ولم تدخل المدينة بالأساس فقد صادرتها ما وصفتها بـ"عصابات صالح والحوثي" وأفرغتها في مستودعات خارج المدينة في الحوبان".
تهديد ووعيد في المتنفس الوحيد
تقول اليوسفي: "إن معبر الدحي يعد متنفساً لأبناء المدينة فحينما يفتح يخرجون الناس لشراء بعض حاجياتهم الضرورية وياليتهم يعودون بها فهنالك يمارس الحوثيون في حقهم كل أنواع الأمتهان والاستخفاف.. يتعرضون للضرب والتهديد.. والنساء يتعرضن للإهانة والسب من قبل متحوثي تعز.. ينتزعون من الناس ماكانوا قد شروه يفرغونه أرضاً .. وهناك يُحتجزون ..ينتظرون الساعات الطوال حتى يفتحون لهم المعبر كي يعودوا ويطلبون منهم ترديد الصرخة حتى يتمكنوا من العبور، ومنهم من يقنص فيموت .. لايفرقون بين طفل وشيخ ومسن وامرأة".
وتتابع: "يتخذون من الناس دروعاً بشرية كي يحتموا من رد المقاومة عليهم وبعد هذا كله ينفون أن تعز محاصرة وينفون أنها تموت من جراء ذلك الحصار الغاشم".
محاولات المقاومة والسكان كسر الحصار
وأردفت اليوسفي في حديثها مع "اليمن العربي" قائلة: "إن مدينتنا ممثلة بمقاومتها صمدت في وجه مليشيا صالح والحوثي صمدت أكثر من تسعة أشهر ببنادقها أمام مجنزرات ودبابات وآليات عسكرية ثقيلة ..وكذلك أبناؤها استطاعوا أن يكسروا الحصار بتعاونهم بجهودهم وجهود كل من يسعى لكسر حصار المدينة عن أبنائها الطيبين".
ومضت: "استطاعوا توفير بعض الأدوية .. واستطاعوا تزويد أبناء المدينة ببعض الغذاء على الدواب من الحمير والجمال وعلى أكتاف الرجال والأطفال الذين اثبتوا أنهم رجال وقت الشدائد والمحن".
وأشارت أنيسة إلى أن السكان "لم يستسلموا يحاولون كسر الحصار بشتى الوسائل والطرق المتاحة والمضنية، ونحجوا في ذلك .. وكذا امدادات التحالف من خلال الإنزال للمواد الغذائية والطبية اسهمت وعززت من كسر الحصار وهذا الشيء يغيض المليشيا فينتقمون من الأهالي والتحالف بقصف عنيف للمدينة ومن فيها".
مطلب تحرير المدينة
ونوهت إلى أن اسهامات التحالف في كسر الحصار عمل إنساني يشكرون عليه؛ لكن ما نريده هو أكبر من ذلك هو فك الحصار عن المدينة.. تحرير المعابر من قبضة المليشيا وهذا لا يعد أمراً مستحيلاً يستعصي على التحالف".
وأوضحت أن كسر الحصار يعد اعترافاً منهم للمليشيا أولاً وللعالم ثانياً بأن فك الحصار عن تعز بات أمراً صعباً بل ومستحيلاً على التحالف.. وهذا غير صحيح".
واختتمت تصريحها بالقول: "ما نريده هو فك الحصار .. نريد عملاً يتناسب وحجم وقوة التحالف الذي لا يستطيع فك الحصار فحسب بل تحرير المدينة أيضاً".
وترزح مدينة تعز لحصار خانق ويقاتل أفراد الجيش والمقاومة منذ شهور بدون مستشفيات وأغلب الجرحى يموتون؛ لكن الأمل عاد بعد نجاح عملية الإنزال الجوي من قبل طيران التحالف للأدوية الطبية.
.