من نحن | اتصل بنا | الاثنين 22 ديسمبر 2025 09:56 مساءً

عربي و دولي

فرنسية تروي رحلتها إلى جحيم داعش

الأحد 10 يناير 2016 07:03 مساءً


تحدق صوفي كاسيكي في صورة صبي أجنبي صغير، يرتدي زيا عسكريا ويضع على رأسه قطعة قماش مكتوب عليها عبارة تدعو لقتل "الكفار" بالعربية، انهمرت دموعها وقالت لصحفي الغارديان "كان يمكن أن يكون هذا ابني".
كاسيكي هي إحدى النساء القليلات من الدول الغربية، اللاتي ذهبن إلى محافظة الرقة السورية عاصمة "خلافة داعش"، وعادت لتحكي حكايتها التي وصفتها بـ"الرحلة إلى الجحيم".

قالت كاسيكي بحرقة "أشعر بالذنب، سألت نفسي مرارا كيف فعلت ذلك، وكيف أخذت ابني ذو الأربع سنوات إلى سوريا"، مضيفة "لقد كرهت أولئك الذين استغلوا سذاجتي وضعفي، لقد كرهت نفسي".

وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن حوالي 220 امرأة فرنسية، انضممن إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وكانت نسبة النساء اللاتي يذهبن للانضمام إلى داعش منذ عامين 10%، أما اليوم فنسبتهم تتجاوز 35% من المسلحين الأجانب.

ولدت كاسيكي وهو اسم مستعار تستخدمه خوفا من مسلحي داعش، في الكونغو الديمقراطية، ونشأت في أسرة كاثوليكية، وأرسلت وهي في التاسعة من عمرها للعيش مع أختها الكبرى قرب باريس بعد وفاة والدتهما.

وبينما كانت تعمل كعاملة اجتماعية، تساعد العائلات المهاجرة في ضواحي باريس، قررت كاسيكي (34 عاما) اعتناق الإسلام دون أن تعلم زوجها "الملحد"، معتبرة أن الإسلام قد يسد الفجوة الكبيرة التي خلفتها وفاة أمها، وجلب لها الدين راحة مؤقتة بالإضافة إلى 3 شبان مسلمين يصغرونها بـ10 أعوام.

في سبتمبر 2014، اختفى الشبان الثلاثة لتعلم في وقت لاحق أنهم وصلوا إلى سوريا، وبقيت على تواصل يومي معهم، وظنت كاسيكي أن الوضع تحت السيطرة، لكن سرعان ما تبين أن الشبان دربوا على تجنيد أشخاص مثلها.

وفي 20 فبراير 2015، قالت كاسيكي لزوجها إنها مسافرة للعمل في دار للأيتام في إسطنبول لبضعة أسابيع وأنها ستأخذ ابنها معها، وبدلا من ذلك اختارت "الطريق الجهادي" من جنوب تركيا إلى سوريا.

ولم تكن الرقة تشبه الجنة التي وعدت فيها كاسيكي في شيء، وحين وصلت صدر أمر بعدم خروجها وحدها، وأمرت بتغطية نفسها من الرأس حتى أخمص القدمين، وسلمت جواز سفرها للمسلحين ومنعت من الاتصال مع أسرتها في فرنسا.

وفي مستشفى الولادة التي أمرت كاسيكي بالعمل فيها، صدمت من الأوضاع المزرية للمرضى، ولا مبالاة الموظفين تجاههم.

واستغرق الأمر 10 أيام فقط، لتستيقظ كاسيكي مما أسمته "سبات الشلل"، وذلك عن طريق خطابات وصور عائلية كان يرسلها زوجها عن طريق البريد الإلكتروني، مع الكثير من اللوم بأنها ارتكبت خطأ فادحا.

وبدأت كاسيكي تطلب العودة إلى فرنسا، وقالت إن ابنها يحتاج رؤية والده، إلا ان الأعذار والتهديدات جاءت من كل صوب، قالوا لها أنها امرأة وحيدة لا يجوز أن تسافر إلى أي مكان، وهددوها بالرجم أو القتل إن حاولت ذلك.

وفي ليلة جاء رجل فرنسي إلى كاسيكي طالبا أن يأخذ ابنها للصلاة، وصرخت فيه كاسيكي قائلة "أبعد يديك عن ولدي"، إلا ان الرجل لكمها على وجهها، فنظرت إلى ابنها وأيقنت فداحة الخطأ الذي ارتكبته بحقه.

ومن ثم أخذ الرجل الفرنسي كاسيكي وابنها إلى "المضافة" حيث تجلس النساء الأجنبيات، وصدمت بمشهد الأطفال الصغار الذين يشاهدون مقاطع فيديو يتخللها قطع للرؤوس، وقالت كاسيكي، إن الفتيات جاءوا إلى هنا لمقابلة أمير الأحلام القوي، إلا أن الحال انتهى بهم أرحاما لولاة الدواعش.

أما قصة هروب كاسيكي وابنها، أكثر إثارة من الأفلام، فبعد أن هربت إلى أسرة سورية خاطرت بحياتها لإيوائهما، اتصلت كاسيكي برقم أحد جنود المعارضة السورية أعطاها إياه زوجها من فرنسا، وفي 24 أبريل 2015 اختبأت كاسيكي تحت النقاب ووصلت إلى الحدود التركية على دراجة نارية، ولو أنه تم توقيفها من قبل الشرطة كانت ستقتل.

وصلت كاسيكي إلى باريس بأعجوبة، وتم استجوابها من قبل المخابرات الفرنسية، وسجنت لمدة شهرين ومنعت من الاتصال بعائلتها، وتعمل اليوم على تسوية القضية مع زوجها إلا أنها ما زالت تواجه تهمة خطف الأطفال.

 

 

.

 
المزيد في عربي و دولي
كسرت مديرة الموارد البشرية السابقة في شركة "أسترونومر"، كريستين كابوت، صمتها بعد أشهر من انتشار مقطع مصوّر يُظهرها في لقطة رومانسية مع الرئيس التنفيذي السابق
المزيد ...
  في واحدة من أكثر اللحظات صدمة داخل قاعة المحكمة، فجّرت النيابة العامة تفصيلة مرعبة لم تخطر ببال أحد في محاكمة محاكمة المتهم بقتل طفل الإسماعيلية وتحويل جثته
المزيد ...
 أقدم عريس مصري، على قتل زوجته الحامل بعد 4 أشهر من زواجهما في قرية ميت برة التابعة إلى مركز قويسنا في محافظة المنوفية بمصر.   سلوك   وفي التفاصيل، تلقت
المزيد ...
أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عقود الزواج المسجلة لجنسيات الزوجات المقيمات في مصر شهدت تسجيل نحو 731 عقد زواج للسوريات في مصر، كان
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
فضيحة حفل كولدبلاي.. السيدة "الخائنة" تخرج عن صمتها لأول مرة
نيوزيلندي يبتلع أثمن بيضات العالم والشرطة تنتظر الحل!
لماذا منع بيل غيتس ابنته من استخدام اسمه في المدرسة؟
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    أ.د مهدي دبان    من يريد بناء مؤسسات دولة حقيقية فعليه أن يبدأ بالتعليم، ومن يفكر في القضاء على
  في مفارقات عجيبة وغريبة في الخطابات، تراهم يحثون الناس على الصبر على الجوع والحاجة، ويؤكدون أن الشعب
النخب اليمنية السياسية التي بيدها القرار أدمنت الفشل والهروب من المسئولية ، لم تتعلم من تجارب الحياة غير شيء
عبدالله النينو   ظهر عبدالله النينو في صفوف فريق شمسان قبل بروز النونو في أهلي صنعاء، غير أن الآلة
    شهد مقر الاتحاد العام لكرة القدم بصنعاء، إجراء قرعة دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 2024/2023، بحضور
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025