2015.. عام الإرهاب في فرنسا
بحلول السابع من يناير، يكون عام بالتمام والكمال قد مضى على هجمات شارلي إيبدو الإرهابية التي استهدفت مقر المجلة الفرنسية الساخرة في باريس.
وبدأ الهجوم حين اقتحم ملثمون مبنى المجلة، في الدائرة الحادية عشرة من العاصمة الفرنسية، عند الساعة الحادية عشرة والنصف، فشرعوا يطلقون النار، مخلفين 12 قتيلا، 8 منهم ينتمون إلى هيئة التحرير، إضافة إلى 11 مصابا.
ولم تتوفق الهجمات المروعة في باريس عند استهداف مقر المجلة التي سبق لها أن نشرت رسوما مسيئة للرسول محمد، وإنما امتدت إلى مناطق أخرى من البلاد، على نحو مروع.
وأعقبت الهجوم على المجلة هجمات أخرى في ضواحي العاصمة الفرنسية، باحتجاز 4 رهائن في منطقة بور دو فانسان، وإطلاق نار في منطقة مونروج، ليرتفع عدد القتلى الإجمالي إلى 20 شخص، بمن فيهم منفذو الهجمات.
وضلع كل من الأخوين سعيد كواشي وشريف كواشي إلى جانب ميدي كوليبالي، في الهجمات العنيفة التي لم تكن فرنسا قد شهدت لها مثيلا طيلة عقود.
وفي الرابع عشر من يناير 2014، تبنى تنظيم القاعدة في "الجزيرة العربية" الهجوم على مجلة شارلي إيبدو، قائلا إن التنفيذ جرى بأمر من زعيمه، أيمن الظواهري.
في أعقاب الهجمات، نظمت فرنسا مسيرة ضخمة أطلقت عليها مسيرة الجمهورية، شارك فيها حوالي 50 من قادة العالم، بعدما استطاعت أن تحشد في باريس لوحدها زهاء مليوني شخص.
لكن هجمات شارلي إيبدو لم تكن الأخيرة من نوعها في العام المنقضي، إذ تلتها هجمات أكثر ترويعا في الأشهر اللاحقة، وبحصيلة أثقل من الضحايا.
ففي أبريل، أوقفت الشرطة الفرنسية طالبا ، يدعى سيد غلام، كان ينوي تنفيذ هجوم مسلح برشاش الكلاشينكوف على كنيسيتين، كما عثرت على جثة سيدة مقتولة في سيارته الخاصة.
أما في 2015، فنجا ركاب قطار "تاليس" الرابط بين باريس وأمستردام، بأعجوبة من محاولة شاب منحدر من المغرب يدعى، أيوب الخزاني، إطلاق النار داخل القطار، لولا القبض عليه من بعض الركاب وتسليمه للأمن.
وأقفلت باريس العام الماضي على وقع الهجمات الإرهابية الأكثر دموية، في 13 نوفمبر الماضي بعدما شهدت مقتل 130 قتيلا سقط غالبيتهم في مسرح باتكلان.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات، مما دفع فرنسا إلى التحرك بشكل دؤوب على الصعيد الدولي لتكثيف الحرب الجوية على التنظيم المتطرف في العراق وسوريا.
وأذكت الأحداث الإرهابية في فرنسا نقاشا حول سبل تعاطي قضاء البلاد مع الضالعين في الإرهاب، حتى أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أبدى عزما على نزع الجنسية الفرنسية من المتورطين.
ويقول مرصد مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا إن العداء تجاه المسلمين زاد بوتيرة ملحوظة بعد هجمات شارلي إيبدو، في ظل وجود خلط بين الدين الإسلامي والإيديلوجيات الإرهابية.
.