"لا ينبغي تعميم الشكوك في اللاجئين" بعد الاعتداءات الجنسية في ألمانيا
قال وزير الداخلية الألمانية، توماس دي ميزيير، إنه لا يجد حرجا في القول إن المعتدين جنسيا على النساء في احتفالات العام الجديد، من شمال أفريقيا، إذا تأكد ذلك.
ولكنه دعا إلى عدم تعميم الاتهام على جميع المهاجرين، بينما تتواصل التحقيقات في الأحداث التي شهدتها احتفالات رأس السنة الميلادية بألمانيا.
فقد أبلغت 90 امرأة الشرطة باعتداءات جنسية عليهن في مدينة كولونيا.
وأفاد شرطة وشهود بأن عددا كبيرا من الرجال، يظهر من ملامحهم أنهم عرب أو من شمال أفريقا، كانوا وراء هذه الاعتداءات.
وانتقد دي ميزيير تعامل الشرطة مع الأحداث، قائلا: "ما كان على الشرطة التصرف بتلك الطريقة"، إذ تم اعتقال عدد قليل من المشتبه فيهم.
وكان نحو 1000 شخص تجمعوا في ساحة المحطة، وسط المدينة، ليلة رأس السنة، لإشعال الألعاب النارية، وكان أغلبهم سكارى ويتصرفون بعنف.
وقامت الشرطة بتفريقهم خشية حدوث إصابات بسبب الألعاب النارية.
Image copyrightAFPImage captionتعرضت عمدة كولونيا إلى الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي
ولكن مجموعات من الشباب عادت، واركتبت اعتداءات لمدة ساعات، ولم تتدخل السلطات المحلية، إلا بعد منتصف الليل.
اغتصاب
وأفادت التقارير بأن امرأة واحدة، على الأقل، تعرضت للاغتصاب، وتعرضت الكثيرات إلى التحرش، بينهن شرطية متطوعة.
وقال وزير العدل، هيكو ماس، إن الاعتداءات "تبدو منظمة".
وتعرضت نساء لاعتداءات في هامبورغ وشتوتغارت ودوسلدورف، أيضا، ولكن بدرجة أقل.
وتظاهر المئات قرب محطة كولونيا، احتجاجا على الاعتداءات وعلى بطء تعامل السياسيين مع الأحداث.
وعبرت المستشارة، أنغيلا ميركل، عن سخطها تجاه "الاعتداءات المشينة"، وسئل وزير الداخلية عن تدخل الشرطة في التلفزيون.
وانتقد الوزير الشرطة لأنها سمحت بعودة المعتدين إلى الساحة، وقال "ما كان للشرطة أن تترك المعتدين يعودون ثم تتنظر الشكوى من الضحايا".
كما أثار وصف المعتدين بأنهم عرب أو من شمال أفريقا جملة من الانتقادات، خاصة أن البلاد استقبلت أكثر من مليون لاجئ العام الماضي، الكثير منهم هربوا من الحرب في سوريا.
ليلة عنف في كولونيا
وتحدث رجل عن تعرض زوجته وابنته البالغة من العمر 15 عاما إلى اعتداء أمامه ولم يستطع حمايتهما.
وقال: "لقد أمسكها المعتدون وزوجتي من الصدر ومن بين الفخذين".
وتعرضت امرأة إلى سرقة هاتفها في مدخل المحطة بعد منتصف الليل، وقدمت شكوى في مركز الشرطة، فوجدت "عددا كبيرا من البنات يبكين وفي حالة سيئة".
Image copyrightEPAImage captionتظاهر المئات ضد الاعتداءات على النساء
وقالت امرأة بريطانية، كانت في زيارة إلى كولونيا، لبي بي سي إن رجالا لا يتحدثون الألمانية ولا الانجليزية رموها بألعاب نارية.
"حاولوا احتضاننا، وتقبيلنا، وسرق أحدهم حقيبة زميلتي".
وأضافت: "حاول رجل آخر أن يجبرنا على الركوب في "سيارة خاصة"، وكان الأمر مخيفا، خشينا على حياتنا، إذ لم يحدث لي أن تعرضت لمثل ما تعرضت له".
وقالت حركة بغيدا "المناهضة للأسلمة"، وحزب أي أف دي اليميني المتطرف إن هذه الاعتداءت هي نتيجة الهجرة الواسعة.
وتساءل زعيم حزب أي أف دي إذا كانت الاعتداءات الجنسية "متعددة الأجناس والأصول" بما فيه الكفاية.
وألح دي ميزيير على ضرورة عدم تعميم الاتهامات على جميع اللاجئين، على الأقل "في هذه المرحلة من التحقيق".
ولكن قال "إذا تبين أن المعتدين من شمال أفريقيا، فليس هناك حرج في قول ذلك، ولا ينبغي لأحد إخفاؤه".
.