القات... يمنح جبهات القتال هدنة غير معلنة عصراً في تعز
يتوجه احمد الحبشي، وهو أحد مقاتلي المقاومة الشعبية، ظهر كل يوم إلى سوق بيع القات- نبتة خضراء يمضغها اليمنيون - الكائن في شارع جمال وسط مدينة تعز. وفي الناحية المقابلة يتوجه أحد أفراد الميليشيا الانقلابية وربما في نفس التوقيت تاركا موقعه القتالي للقيام بنفس المهمة من سوق يقع تحت سيطرة الميليشيا في منطقة الحوبان شرق المدينة. وبتوافق غير مكتوب ينحي كلا الطرفين اسلحتهم جانبا ويوقفون تذخير مدفعياتهم وراجمات صواريخهم للذهاب لتناول وجبة الغداء وشراء أوراق القات التي يمضغونها حتى قرب مغرب كل يوم.
هدنة القات
وكتوقيت مقدس لا ينتهك يستمر الهدوء في الجبهات وتخفت حدة الاشتباكات وينحسر القصف كهدنة غير معلنة سببها مضغ القات والذي يستمر من فترة الظهيرة وحتى المغرب، احيانا تتجاوزه إلى فترة بعد العشاء، وهو ما يتيح للسكان في المدينة بأن يتنفسوا الصعداء ويخرجوا من منازلهم لشراء ما يحتاجونه إن وجد.
كعاده اليمنيين، يقبل المقاتلون على إيقاف الانشطة التي تستهلك جهدا كبيرا ليتفرغوا لمضغ نبتة القات التي يتم بيعها في غالبية محافظات الجمهورية اليمنية ويتراوح سعرها بين ثلاثة و30 دولارا.
الحضور الطاغي هو ما يفرضة القات على جبهات القتال، فيما يبرز التوقف استعدادا للإمداد بالذخائر كسبب آخر للهدوء، في حين يأتي صوت المحركات النفاثة لمقاتلات الـ(اف16) التابعة للتحالف العربي ليلا كسبب لا يضاهى في إخراس أصوات الآليات الثقيلة للميليشيات الانقلابية.
عادة قديمة
ويمضغ اليمنيون القات منذ قرون. ورغم شيوع استخدامه، فإن البعض يراه علّة اجتماعية تستنزف الإنتاجية والموارد. وتبدأ جلسات مضغ القات بعد الظهر وقد تستمر حتى المساء.
.