من هو فارس الشويل الذي أعدمته السعودية وما علاقته بالقاعدة؟
أبو جندل الأزدي، أو فارس آل شويل الزهراني، أو فارس الشويل، جميعها أسماء لمن يوصف بمنظر تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية، الذي أعلنت داخلية المملكة اليوم السبت، إعدامه مع 46 آخرين مدانين بـ"الإرهاب" من ضمنهم رجل الدين الشيعي نمر النمر.
الشويل البالغ من العمر 46 عاماً، كانت قد قضت محكمة سعودية، في أبريل/نيسان عام 2014، بإعدامه مع 15 آخرين، وقالت المحكمة إن المتهم الذي قُبض عليه في أحد المنتزهات بمدينة أبها (غرب المملكة) عام 2004، كان يحمل القنابل والسلاح بقصد قتل رجال الأمن، لتكفيره الدولة، مشيرة إلى أن "هدف التنظيم الإرهابي (القاعدة) إسقاط الحكومات في الخليج بسبب ما يراه من كفرها".
وفي جلسات محاكمته، "أشاد مراراً وتكراراً بتفجيري العليا والخُبر، وتفجيرات شرق الرياض، ووصفها بأنها جهاد في سبيل الله، وأصرّ على ذلك خلال الجلسات، كما شدد أيضاً على عدم رجوعه عن ذلك، وتوعّد بأنه سيستمر على منهجه "تنظيراً وتطبيقاً" حال خروجه من السجن، حسب المحكمة.
ونقلت صحف سعودية أن القاضي أدان الشويل "باعتناقه منهج الخوارج في التكفير واستباحة دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين داخل البلاد وخارجها، وانتمائه لمنهج تنظيم القاعدة وقيامه بالدعوة إلى ذلك المنهج والدفاع عنه والتنظير له، وتمجيد قياداته وأعمالهم الإرهابية، ونشر مذهبه في الخروج المسلح والتكفير، واستباحة الدماء المعصومة".
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت أن "الحكومة بذلت جهوداً لتصحيح أفكار الزهراني؛ لكنه تحدى سلطة الدولة أثناء محاكمته، وجادل بأن قتل رجال الأمن أمر مبرر طبقاً لما يعتنقه من أفكار".
وذكرت صحف محلية حينها، أن القاضي أمر بعرض جثمان فارس الزهراني (الشويل) على الجمهور بعد إعدامه.
من هو؟
يرجع أصله إلى قرية الجوفاء، ويعود نسبه اﻷصلي في قبائل اﻷزد في جنوب الجزيرة العربية، درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في ذات القرية وانتقل إلى قرية "النعوص" ليكمل المرحلة الثانوية في العام 1996 بتفوق، حائزاً نسبة 97%.
وفور إنهائه المرحلة الثانوية التحق بكلية علوم القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لكنه ما لبث أن ترك الجامعة بعد أن أنهى فصلاً دراسياً واحداً لينتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في منطقة القصيم في الوسط السعودي، ودرس هناك عاماً ونصفاً، عاد بعد ذلك إلى مدينة أبها في الجنوب السعودي لدراسة الشريعة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود.
وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن الزهراني حصل بعد ذلك على درجة الماجستير في الشريعة من فرع جامعة الإمام بالقصيم.
لمع نجمه في "القاعدة" من خلال تولي المسؤولية التنظيرية وإصدار الأبحاث والدراسات الداعمة للتنظيم الذي حاربته المملكة لسنوات، وإكساب العمليات الغطاء الفقهي، وكان قد نشط بعد معلومات قبل اعتقاله عن تفاوض مع السلطات السعودية، لكنه رفض هذه الوساطة، وأصدر بياناً نفى فيه قبوله لمبدأ التفاوض، وعرض فيه تفاصيل العرض الذي قدم له. فيما تذكر مصادر سعودية أنه كان من أعنف المقاتلين في صفوف القاعدة بأفغانستان.
وبعد أن كان يكتب بلقب "أبو جندل الأزدي"، وبهذا الاسم ألّف كتابه الشهير والمبكر "الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث"، شرع يكتب باسمه الصريح، وكانت البداية من كتاب: "الله أكبر خربت أميركا".
كتابه الأول أو الأشهر "الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث" كتبه بعد بواكير المواجهات بين "القاعدة" والسلطات السعودية، خصوصاً حادثة مواجهة استراحة حي الشفا جنوب غربي الرياض في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2002.
كما أصدر أبو جندل كتابه عن "رجال المباحث" مسوغاً قتلهم، وصرح بهذه الحيثيات بوضوح في مقدمة الكتاب.
وبعد أن تصلبت إرادة المواجهة لديه، ألف مجموعة أخرى، مثل "وجوب استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين"، و"تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال"، و"الآيات والأحاديث الغزيرة على كفر قوات درع الجزيرة".
وقد ساعد اعتقال الزهراني في عام 2004 متنكراً في إحدى الحدائق، بالقضاء على تنظيم القاعدة ونشاطه في المملكة، حيث شهدت في الفترة ما بين 2003 و2005، موجة من الأعمال "الإرهابية".
.