حوار مع فانغا مؤجل للقرن 21
أجرى أناتولي لوبتشينكو رجل الأعمال والرحالة الأوكراني حوارا نادرا في عام 1994 مع العرافة البلغارية فانغا، اشترطت أن ينشر في القرن 21 .
نعرض لكم في هذه المادة تسجيلا لأهم ما ورد في هذا الحوار من تنبوءات وأسرار عرافة موهوبة، وأيضا حكايات ومشاعر حميمة مشفوعة بنصائح من جدة حكيمة.
- كيف صرت عرافة؟
كنت أرى أناسا توفوا منذ زمن بعيد. وهم حدثوني عن الأسرار. ثم ظهر لي شخص غير معروف. قال لي، غدا تبدأ الحرب، ويجب عليك أن تحدثي الناس عمن سيموت وعمن سيحيا، وكيف يمكن تفادي الموت.
- هل كان هذا الشخص حيا ؟
لا، بل ميت مثل الآخرين.
- كيف كان يبدو؟
ظل كبير يراوح مثل الأشياء المنعكسة. كلهم يبدون بهذا الشكل، وأحيانا لا يظهر إلا الصوت.
- وكيف تكلمت معهم ؟
شعرت بهم عندما ظهروا، في البداية في اللسان ولاحقا في العقل، وبعد ذلك أقعد وأسمع كل شيء، صوت من بعيد مثل صوت المذياع، يعلو ويخفت…
- ماذا تحسين عندما يطرق بابك الناس العاديون؟
أرى من بعيد، كل واحد منهم، وكل حياتهم أعرفها، كما لو أني شاهدت شريطا سينمائيا . هم طيبون، وأشرار، متنوعون… كلهم يرغبون في معجزة، وبعد ذلك يبكون. لكن حين يكون الأمر سيئا جدا ، فأنا أصمت، ولا أقول شيئا . يمكنني فقط تقديم النصائح.
- مثل ماذا ؟
أن لا يعيشوا في الشر، وأن لا ينتقموا من أحد، وأن ينسوا السيئة ويفعلوا الحسنة، وأن ينصتوا لصوت قلوبهم، دائما صوت قلوبهم فقط، فالعقل يخطئ غالبا والقلب متعلق بالكون. لكن ليس كل الناس بإمكانهم تمييز صوت القلب عن صوت العقل.
- هؤلاء الأموات يخبرونك عن المستقبل أم عن الماضي أيضا؟
عن كل شيء.
- وإذا كان الحديث يدور حول أناس وأحداث بعيدة في بلدان أخرى؟
المسافات واللغات لا معنى لها، كل شيء يمضي عبر الكون.
- هل يمكنك أن تخبرينا بما ينتظرنا؟
ينتظر روسيا الخير، بلغاريا ومقدونيا القليل جدا منه. النساء في روسيا سيلدن أولادا كثيرين جيدين، سيغيرون العالم. بعد ذلك ستحدث معجزة، سيحل زمن العجائب. العلم سيميز ما في الكتب القديمة من حق ومن باطل. في الفضاء الكوني سيُعثر على الحياة، وسيُعلم من أين أتت هي ذاتها إلى الأرض.
سيعثرون في داخل الأرض على مدينة كبيرة. سيطير من السماء أناس جدد، وستكون هناك عجائب كثيرة. لكن يتعين الانتظار، لا يجب استعجال الأحداث، هذا لن يقع سريعا …
- يقولون إن نهاية الكون هي فيضان عالمي…
الفيضان أيضا سيحدث بعد ثلاثين أو أربعين عاما . جسم ضخم سيطير إلى الأرض وسيضرب الماء. الأمواج ستمسح الكثير من البلدان، والشمس ستنطفئ لمدة ثلاث سنوات.
انتهى الحوار الذي أجري في عام 1994، حين غفت فانغا فجأة مثل طفل، وانسحب ضيفها بهدوء خوف إيقاظها، فرحا بما يحمل من أسرار.
غادرت فانغا عالم الأحياء بعد مرض عضال، اشتعلت بعدها حروب وتغيرت دول، وبقيت هي في أعماق الضعف الإنساني، صورة لعجوز عمياء، ببصيرة عجيبة وبقلب طيب توزع الابتسامات وتهدئ القلوب، وتقرأ الغيب، ولا تطلب مقابل ذلك إلا مكعبات من السكر أو هدايا من الدمى.
م. الطاهر
.