قالت ان تطلعات العام الجديد تلتقي في إنهاء المشروع الانقلابي.. البيان الإماراتية: يمن 2016
يودع اليمنيون عام 2015 بذكريات مريرة عن حرب شعواء شنتها ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع على أبناء الشعب اليمني واجتياح المحافظات الجنوبية بعد الانقلاب على الشرعية. ويعيش اليمنيون هاجس إنهاء الحرب، إنهائها ليس بأي طريقة، لا بترك الانقلابيين ومشروعهم الفئوي، بل باستعادة الشرعية وإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية بدعم من التحالف العربي.
في هذا الاستطلاع الذي أجرته «البيان»، تتنوع أمنيات العام الجديد 2016 على المستوى السياسي، إلا أن الإجماع عام على ضرورة إنهاء الأزمة في اليمن بعودة الشرعية إلى كامل اليمن عبر الحوار السياسي.
ويعبر الكاتب الصحافي طه با فضل عن تفاؤله بعام مغاير للجنوب بدرجة خاصة ولليمن بدرجة عامة، فالنصر المؤزر لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والهزيمة المستحقة للميليشيات الانقلابية والجماعات المسلحة المتطرفة، وبناء الجنوب والتغيير المتكامل لخريطة اليمن بما يخدم تطلعات وآمال دول وحكومات وشعوب المنطقة، باعتبارها حساسة لأمن العالم برمته، ووقوعه في يد الجماعات الهمجية والانقلابية لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه.
وأضاف: «انتهزها فرصة لتقديم الشكر للسعودية والإمارات على كل ما قدموه وسيقدمونه لتحقيق الأمن والاستقرار وعملية البناء والنهوض في الجنوب الذي ظل محروماً طيلة عقود سابقة».
بدوره، يقول الناشط وضاح بن عطية إنه يتطلع إلى دور أكبر لقوات التحالف العربي الذي كان أحد إنجازات عام 2015، وتمنى أن يكون العام المقبل عام تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي وصالح. ودعا إلى مساندة محافظ عدن عيدروس الزبيدي في تطهير مرافق الدولة من الفاسدين، ومحاسبتهم ومساندة مدير الأمن شلال شايع في تفعيل مراكز الشرطة، وتجهيز غرف العمليات ونشر النقاط الأمنية في كل مكان، وإنشاء جهاز استخباراتي من المقاومة وغير مخترق يشرف عليه المحافظ ومدير الأمن مباشرة.
كلمة السلام
من جهته، قال الصحافي أديب السيد إنه يتطلع في عام 2016 إلى أن تكون الكلمة للسلام في الفترة المقبلة، على مستوى الداخل اليمني والمحيط، بعد الموجة العاصفة والحروب التي عانينا منها خلال سنوات ماضية. وعبر عن أمنيته بأن تكون عدن ومحيطها رمزاً للسلام والأمن، باعتبارها مدينة التعايش والمدنية، وأن يتم تعزيز أمنها وحمايتها، ويتم تخليص صنعاء ومحافظات شمالي اليمن من الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي والمخلوع، ويتم تحريرها، لتعود الأمور إلى مسارها السياسي، وأي خلافات يجب أن تحل على طاولة السياسة والسلام. كما يتوقع الباحث حسن الحاشدي اجتثاثاً لفكر العبودية ورحيل عفن فكر سياسي يمتد أكثر من ألف عام مضت جثم فيه بغلبة القوة على اليمن.
من جانبه، يتمنى الإعلامي غمدان الدقيمي خلال عام 2016 أن تعود أوضاع البلد إلى ما قبل الثامن من يوليو 2014، وهو اليوم الذي سيطر فيه الحوثيون على معسكر اللواء 310 بعد مقتل قائده العميد حميد القشيبي، وأن تنفذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
عام دامٍ
ويعتقد الصحافي فارس الحميري أن عام 2015 كان هو الأكثر دموية في حياة اليمنيين، إذ سادت لغة الحرب، وهو ما دفع ثمنه المدنيون في مختلف محافظات البلاد، غابت خلاله لغة الحوار وكل وسائل الحل السلمي، فيما تم ترحيل الحل السياسي إلى العام الجديد 2016.
ومع كل هذا، يستدرك الحميري في تصريح لـ«البيان»: «تبقى أمانينا أن يكون العام الجديد عاماً مختلفاً ولو جزئياً، عام تسود فيه لغة التفاهم والحوار بين الأطراف بما يضمن إيقاف نزيف الدم اليمني، والتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إيقاف الحرب وعودة الجميع إلى طاولة الحوار السياسي».
وأضاف: «أتمنى أن تفتح مع بداية هذا العام ممرات آمنة أمام الأعمال الإغاثية، ويفك الحصار عن المدن المحاصرة، وأن تتوقف أعمال العنف، ويعود النازحون واللاجئون إلى منازلهم وقراهم ومدنهم، وأن تلتئم الأسر المشردة، وتبدأ مرحلة مداواة الجراح التي ظلت تنزف أشهراً».
التنمية والاستقرار
من جهته، يتطلع محمد بن سعداء، وهو موظف في القطاع الخاص بمحافظة مأرب، أن يكون عام 2016 عاماً للتنمية والإعمار وتوفير المتطلبات الأساسية والضرورية، وأن نرى فيه اليمن آمناً مستقراً وموحداً، يسوده حكم القانون.
ولفت إلى أن المواطن اليمني يتطلع في المحافظات المحررة إلى أن تكون نموذجاً، وأن يتم رفدها بالخدمات الأساسية والبنى التحتية وإيلاء أسر الشهداء وجرحى الحرب والمصابين الرعاية الكاملة، وتقديم يد العون والمساعدة لهم.
ويأمل ابن سعداء أن تستغل القيادة الشرعية الدعم الكبير الذي يقدمه الأشقاء في التحالف العربي لانتشال البلد من الوضع المزري الذي يعيشه، والإسراع في فرض واقع جديد على الأرض، والتسريع بحسم المعركة مع الانقلابيين حتى لا نكون بيئة لصراع إقليمي ودولي.
وأضاف: «أتوقع أن يكون عام 2016 فاتحة خير على الأمة العربية والإسلامية بعد المخاض الذي عاشته هذه الدول في العام الماضي، وما حدث أواخر هذا العام من تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب دليل واضح على أن العام الجديد سيكون عام تحقيق آمال وتطلعات شعوب الأمتين العربية والإسلامية».
وختم بالقول: «أما على المستوى المحلي، فأتوقع أن تحسم الأمور في بداية هذا العام، وأن تستعيد الشرعية الدولة المخطوفة من قبضة الانقلابيين الحوثيين، وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح».
حوار
يقول الصحافي، من مدينة تعز، محمد السامعي، إن من أمنياته في عام 2016 أن يعيش اليمن وضعاً آمناً مستقراً خالياً من كل صنوف المأساة والألم والحرب. وأكد لـ«البيان» أن ثمة تطلعات يتمنى تحقيقها في هذا العام، كإزالة مظاهر العنف، وانتهاء عمليات الاغتيالات والاشتباكات في البلاد، وعودة مؤسسات الدولة لخدمة المواطن الذي عانى الحزن والمأساة خلال 2015. وأضاف السامعي أن معظم اليمنيين لديهم أمل بتغيير على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي في هذه العام، وأن يكون عاماً حافلاً بالسلام بدلاً من الحرب والحوار بدلاً من الاشتباكات المسلحة. وتابع: «الكثير منا يأمل أيضاً عودة الحياة المعيشية، كما كانت مع انتهاء الأسواق السوداء والغلاء المعيشي، وعودة الأعمال من جديد، ومغادرة ألم البطالة التي يعانينها معظم الشعب».
.