دموع في عيون وقحة ..!
يمنعون عن تعز الماء والدواء وأساسيات الحياة ثم يقولون : اليمن كله محاصر. بإمكان تعز المدينة أن تقتات بخيرات ريفها الأخضر ومنتوجات ناسها وأرضها وبحرها وما أكثرها .
هذا لو لم تقف مليشيا " الحشد الطائفي " على أبوابها ! .. هل يمنع الحصار عن صعده رمانها ؟ او عن ذمار بطاطها وبصلها؟ او عن صنعاء قاتها ؟!! ..
من يحاصر تعز بأطفالها ونسائها ومرضاها على هذا النحو غير الإنساني لا تتوقعوا منه أن يكون إنسانا في مكان آخر.
المشاعر الانسانية إن صدقت لا تتجزأ ولا تنتقي، والضمير الإنساني ليس زعيم حرب وإن وجد لا يتألم على هواه ولا يعمل بالقطعة فيتوجع وقتما شاء ويموت بالسكتة متى أراد.
ورغم وجاهة واخلاص كثير من الدعوات المطالبة برفع الحصار كليا عن اليمن نظرا لآثاره الانسانية إلا أن أسباب مليشيا " الحشد " لرفع المطلب ذاته مختلفة تماما. فالحرب تعطيها وزن أكبر من وزنها وحجم أكبر من حجمها ولذا هي تريد السلاح والذخائر ومزيدا من وسائل القتل والدمار وكأن ما فعلته حتى الآن لا يكفي .
إن كان مجلس الأمن الدولي قد منع عنها السلاح بنظام عقوبات بسبب الانقلاب والحرب بالقرار ٢٢١٦ بعد أيام فقط من اجتياحها وسط وجنوب البلاد فكيف الآن وبعد أشهر أثبتت فيها المليشيا كفاءة كبيرة في القتل والتخريب والتدمير المنظم والعشوائي، وفي قائمة ضحاياها ثاني وثالث اكبر مدينتين في البلاد.. عدن وتعز.
حالما تزول الأسباب والمسببات سيُرفع الحصار، ولذا وحدهم الانقلابيون من يملكون هذا القرار وبيدهم تخفيف معاناة اليمنيين، وإن كانوا صادقين فليثبتوا بدءا من تعز أن ما يذرفونه بشأن الحصار ليس دموع التماسيح.
يشكو الانقلابيون الي الأمم المتحدة حصارا فرضته وتراقبه الأمم المتحدة.
تراقب الأمم المتحدة التنفيذ " الذي يتولاه تحالف عربي بعون دولي " عبر آلية متفق عليها مع الحكومة اليمنية ولم تقر المنظمة يوما في مواقفها وتقاريرها بما يدعيه الانقلابيون بشأن الحصار لأنها تعلم وتعلن تباعاً على الملأ أن كثيرا من المساعدات الانسانية تصل الى مناطق واسعة في اليمن " عدا تعز " .. وتعلم أن المساعدات أصبحت مادة للإتجار والإثراء ومونةً للمليشيا.
كل ما تنتقده المنظمة الدولية بشأن حصار اليمن هو التباطوء في إدخال المساعدات " وإيصالها " و في فتح الباب أمام التجارة الخارجية .. وتلك ليست مسؤلية الحكومة الشرعية وحدها كما أن ميناء عدن مفتوح ومنفتح للتجارة والمساعدات معا .
في المقابل تتحدث الأمم المتحدة بوضوح عن حصار مطبق في تعز وعن كارثة إنسانية ومعاناة أكبر لسكانها مقارنة ببقية المناطق " المنكوبة على أي حال ".
بدءً من آخر بيان لمجلس الأمن ومرورا بعشرات البيانات والتصريحات والمواقف على لسان مسؤولي المنظمة والمتحدثين باسمها ومسؤولي المنظمات الانسانية التابعة لها ثم انتهاءا بتحذيرات المبعوث الخاص للأمين العام الي اليمن ذاته بشأن حصار تعز وتداعياته وتبعاته.
صحيح أن البعض لم يحدد ولم يسمي الطرف المسؤول عن حصار تعز ؟ وهذا ليس لأ نهم لا يعرفون. هم يعرفون ويوثقون ولكن لا يعلنون لدواع تتعلق بصفة المنظمة كوسيط محايد يريد النجاح في مسعاه لحل سلمي للأزمة برمتها، أو هكذ يعتقدون، وفي أقرب فرصة تدرك فيها المنظمة أن استمرار هذا الحصار بكلفته الانسانية الباهضة يرتب عليها قبل غيرها مسؤليات قانونية واخلاقية و يهدد ويقوض دورها برمته.
وقتها قد تجد نفسها مضطرة لتسمي ولتعاقب او تشدد العقوبات القائمة كما فعلت بكل يسر من قبل وضد من ؟ ضد من رأتهم رؤوساً للفتنة فكيف بأذيالهم.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك