تجيد ست لغات حية، وبعض اللغات القديمة ..الصحافة الهولندية تحتفي بالكاتبة الجنوبية نعومة السقاف
اجتذب حصول الكاتبة الجنوبية نعومة السقاف على جائزة الهجرة للآداب في هولندا للعام 2015 اهتمام وتفاعل الصحافة كونها أصغر وأول كاتبة تحصل على هذه الجائزة من خارج أمستردام مدينة الفنون والثقافة.
في هذا السياق حرصت صحيفة BRABANTS DAGBLD على إجراء أول حوار معها:
من هي نعومة السقاف؟
نعومة حسين جعفر السقاف ولدت في في 16يناير 1997في نايميخن NIJMEGEN بهولندا لأب عربي من عدن من (جنوب الجمهورية اليمنية)، وأم من روسيا، وقد أكملت الدراسة الابتدائية بامتياز، وأدرس الآن في السنة الأخيرة من الثانوية (جيمناسيوم) وبعدها أرغب في مواصلة الدراسة الجامعية في تخصص علم النفس.
ماذا تعني لك عدن؟
أحب عدن وناسها الطيبين، وزرتها كثيرا عندما كنت طفلة، إذ كنت انتظر الإجازة السنوية بفارغ الصبر للسفر الى عدن برفقة والديّ وشقيقتي الوحيدة لنستمع إلى حكايات جدتي نعومة قبل النوم وهي من الفولكلور والأساطير الشرقية.
ثقافة الناس هناك تختلف عن هنا ولها إيجابياتها وسلبياتها طبعاً، فمثلاً هناك علاقات اجتماعية حميمة تجعلك تشعر بأن الناس الذين حولك يحبونك ومستعدون أن يساعدوك عندما تطلب المساعدة، وبالمقابل فالناس هناك يخافون من العيب أكثر من خوفهم من الحرام، فمثلا في إحدى المرات عندما نزلت وكنت وقتها في التاسعه من عمري، أجبرت على أن ارتدي العباءة والحجاب، وعندما استفسرت: هل يعتبر حراماً إن لم ارتد الحجاب وأنا في هذا العمر؟ فكان الرد هو عيب اكثر مما هو حرام.
ماهي اللغة التي تتحدثون بها في البيت؟ وكم لغة تتحدثين؟
حقيقةً هي عدة لغات وليست لغة واحدة فمثلاً أنا وشقيقتي مريم نتحدث مع أبي باللغة العربية ومع وأمي باللغة الروسية وفيما بيننا أنا ومريم نتحدث اللغة الهولندية. أما بالنسبة لي فأنا أجيد ست لغات: الهولندية، الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، العربية، والروسية، إضافة إلى معرفتي باللغة اللاتينية، والإغريقية القديمة بحكم دراستي في الجمناسيوم .
ماهو موضوع قصتك القصيرة الفائزة بالجائزة؟ ولماذا اخترت اللون الأصفر عنواناً لقصتك؟
موضوع القصة عن زواج القاصرات، والغرض منها هو لفت انظار المجتمعات التي تقدم القاصرات كضحايا على فراش ما يطلق عليه زواج الفحولة، وكذلك لتشكل صدمة في الوعي الاجتماعي لهذه المجتمعات ومنها (اليمن).
مالفت نظري هو غلبة اللون الأصفر على ما دونه من الألوان هناك، فمثلا هناك الصحراء بلونها الأصفر تمتد في الأفق الى مالانهاية، والبيوت لونها يميل الى الاصفرار من القدم والغبار الذي يكسو واجهاتها، والحشائش والنباتات يميل لونها الى الصفرة، لقلة المياه، وأسنان الرجال صفراء من كثرة مضغ (القات) وكأنك في مكان أسطوري ليس له الا فصل واحد هو فصل الخريف، مثل البنت "هناء" بطلة القصة التي ولدت في أحد هذه البيوت الصفراء وعاشت في حي أصفر وعندما ماتت كان قدرها أن تدفن بكفن قديم مصفر.
قمت بكتابة قصتك في آخر لحظات المسابقه كيف حصل هذا؟
عندما علمت أن هناك مسابقه أدبية في القصة القصيرة لم اتردد عن كتابة القصة ولكن كان الوقت قصيرا لم يبق من وقت اسقبال القصص غير أربع ساعات فقمت بكتابة القصة وإرسالها قبل انتهاء الوقت بعشر دقائق، وتوفقت بتحقيق المركز الاول من 170 مشاركاً ومشاركة، وقد فوجئت بذلك. نعم لقد كنت أكتب بعض الأشعار عندما كنت صغيرة وبعض المقالات في المجلة المدرسية فقط.
بخصوص المواهب لقد سمعنا أن لديك عدة مواهب وأنك بنت طموحة. هل تريدين أن تحدثينا عن بعضها؟
لا أعرف ما تقصدين بالمواهب ولكن فعلا أنا بطبعي طموحة وعندما أقوم بعمل شيء أحاول أن اتفوق فيه فمثلاً عندما بدأت السباحة لم أتركها الا بعد ان تحصلت على سبعة دبلومات، وكذلك الكاراتيه تحصلت على الحزام الأسود، وشاركت في بطولة أوروبا وكان عمري حينها 14 سنة، وكنت أصغر المشاركات، وتحصلت على المركز الثاني بعد خطأ فني ارتكبته، وكذلك شاركت في مسابقة اللغات الذي أقيم في جامعة ليدن، قبل سنتين ومن 200 مشارك تحصلت على المركز الثاني.
ماذا قدمت لك هذه الجائزة؟
أولاً تقدير أدباء وكتاب هولنديين كبار مثل الكاتب عبدالقادر بن علي الذي وضع قصتي في صفحته في الفيسبوك وكذلك الصحفية المشهورة رينا نيتشس آخذ معها حصص دراسية قصيرة وستنشر قصتي في كتيب مع قصص أخرى، وكذلك رئيسة لجنة الجوائز بيتراستينن التي سوف تساعدني في ترجمة قصتي الى اللغة الانجليزية، وطبيعي أن مثل هذا التقدير يجعل الإنسان يحس بمسؤولية أكبر تجاه مشاكل الإنسان في هذه الأرض.
.