من نحن | اتصل بنا | الخميس 11 سبتمبر 2025 08:13 مساءً

الأخبار

أوراس الحو تكتب: لقد سكتُّ كثيرا، وسكتُّ طويلا...

أنباء عدن السبت 26 يوليو 2025 10:26 مساءً
أوراس مع والدها
لقد سكتُّ كثيرا، وسكتُّ طويلا...
سكتُّ حين مستني الحملات شخصيًا كمذيعة، وسكتُّ حين وُضِعت في مرمى الشكوك والغمزات، وامتنعت عن الردّ احترامًا لمهنتي، ولمبادئي، ولقناعتي أن الجدالات الفارغة لا تبني قيمة. 
 
لكن هذه المرة مختلفة.
لأن الحديث لم يطلني أنا، بل طال أبي…
ومن يقترب من مقام أبي، كأنما اقترب من قلبي، من كرامتي، من جذري وأصل انتمائي.
 
قد أتحمّل أي شيء، لكن أي كلمة زائدة عن أبي… فلن أقبل بها، ولو كان أبي ذاته طلب مني السكوت.
 
يحق لي، بل هو شرف لي، أن أدافع عنه كأبٍ لم يكن يومًا إلا سندًا حنونًا، وكأكاديمي نبيل، علّم أجيالًا دون أن يفرق بين طالب وآخر.
أدافع عنه كرجل ساحات، كان يخرج إلى الميدان لا من أجل صورة، بل من أجل قضية.
 
أدافع عنه كخبير سياسي وإعلامي، شقّ طريقه بالصبر لا بالمحاباة، واكتسى الشيب من هموم ما تحمّله من أجل الوطن لا من أجل المنصب.
 
يحق لي أن أدافع عنه كرجل مواقف، ونزاهة، وحكمة، وتواضع، وإنسان عظيم علّمنا أن الكلمة مسؤولية، وأن النجاح الحقيقي أن تترك أثرًا لا أن تحصد تصفيقًا. 
 
أبي...
الذي كنا نتمنى له راحةً من مشقة السنين، اليوم يستقبل مهامًا جديدة بابتسامة رجل كبير، وتفاؤل من يعرف أن الواجب لا يسقط بالعمر، وأن الوطنية لا تُعلّق على الجدار بل تُعاش كل يوم.
 
وما لا يُمكن أن أقبله، أن يأتي من كان بالأمس طالبًا في قاعته، جلس أمامه كابن لا كغريب، فتربّى من علمه وتخرج من ظله… أن يقفز اليوم ويشطح عليه، وينكر الجميل ويُسيء بما أوتي من جحود ونكران.
 
إن كان لأحد مظلمة حقيقية، فالباب لم يُغلق أبدًا…
وليست "الفيس بوك" وسيلة العدالة، بل المحاكم، والجهات المعنية، وأولهم أبي الذي ما عرفنا عنه إلا تقبّل النقد والتعامل بشفافية مطلقة.
 
لكن الاستعراض عبر السوشيال ميديا، وإطلاق الأكاذيب والغمزات دون دليل، لن يُسقط رجلًا من معدن أبي، بل يسقط من أطلقها في هاوية الندم والخذلان.
 
عارٌ عليهم…
وما كسبوا سوى خصومة مع التاريخ.
 
أما أبي… فماض في عمله، بإيمانه، وباحترامه، وبمقامه الذي يعلو فوق الضجيج.
 
ونحن…
نحن فخورون به، ومدافعون عنه حتى آخر نفس في أعمارنا،
ووالله، ما يخذل الله من وهب عمره للحق والخير والناس.
 
اللهم احفظه وطول في عمره، وزده توفيقا ونورا... 
 
أما عن تحويل "الفيس بوك" من مساحة للتعبير إلى حلبة لتصفية الحسابات القديمة، يحاول فيها البعض ارتداء عباءة المظلومية، واجترار مواقف من الماضي بلا دليل، فقط لأن رجلا نال ثقة قيادة بلده وتم تكليفه بموقع جديد، فلا أقول غير يؤسفني حالكم وما وصلتم إليه، لكن أبي خط أحمر...
 
أبي، الذي توجه له هذه السهام، لم يكن يوما من أولئك الذين يختبئون خلف المناصب أو يتسلقون نحو الأضواء.
هو من أفنى عمره في قاعات الجامعات، وبين ملفات طلابه، وفي مركزه التدريبي الخاص الذي فتحه من ماله وجهده، لا ليكسب، بل ليُعلم، ويدرب، ويمد يد العون لكل من قصد العلم… بلا مقابل.
 
وأنتم، يا من تدعون اليوم أنه "حرمكم"، وأنه "أغلق أبواب التعليم" أمامكم، أنتم تعرفون في قرارة أنفسكم أن هذا كذب فج، وتدركون أن الرجل كان من أكثر من شجع، وساند، وساهم في بناء قدرات مئات الشباب من خلف الستار، بعيدا عن التصوير والشهرة.
 
أما قولكم إن "الدنيا دوارة"، وإنه اليوم "رضي بالذل وقبل بمنصب أقل من مقامه"… فدعوني أقولها بوضوح:
 
أبي لم يقبل المنصب لأنه يركض خلف الكراسي، بل قبله لأنه يُؤمن أن خدمة الوطن لا تتعلق بموقع، بل بالنية والمسؤولية.
 
قبل المنصب لأنه يرى أن القضية الوطنية أكبر من اسمه ومنصبه، ولأن التكليف شرف لا يقابله تكبر، بل التزام.
 
ومن غير المنطقي أن تُقاس الكرامة برفض المنصب!
ومن الجهل أن يُهاجم شخص لأنه اختار أن يظل في قلب المشهد، يخدم بقلمه وعلمه وضميره، لا بصراخ وادعاءات.
 
أما أنتم، من تصفون أبي بالسلبية والخنوع، وتسخرون من موقعه…
فالحقيقة أن ما يوجعكم ليس المنصب بحد ذاته، بل أنه ما زال حاضرا، نقيا، يحترمه الجميع، ويثق به من بيدهم القرار.
وليس هو من انكسر، بل أنتم من كُشفتم… حين عجزتم عن بلوغ ما بلغ، وارتضيتم أن تهدموا بدل أن تبنوا، وتسيئوا بدل أن تنصفوا.
 
كفاكم ابتذالًا.
كفاكم محاولات يائسة للنيل من رجل لم يطلب شيئا لنفسه يوما، ولم ينتظر شكرا من أحد، بل ظل يعمل بصمت، لأنه يؤمن أن ما يبقى ليس المنصب بل الأثر.
 
وكما قيل في الأمثال:
"لا يُرمى بالحجر إلا الشجر المثمر."
وهذا وحده كافٍ ليكشف حجمكم أمام مقامه.
 
أما هو... فسيبقى كما عهدته:
نقيًّا، ثابتًا، كبيرًا في حضوره، وشامخًا حتى في وجه حملات الصغار.
 
وأبي لن يرد على الصغائر ولن ينقص من هيبته لانه اعتاد أن يعلم لا أن يتشاجر، أن يبني لا أن يهدم ، وأن يسمو فوق المهاترات لا أن يغرق فيها.
 
صمته ومضيه كرم أخلاق وسمو تربية وهدوء الواثق الذي لا تهزه الكلمات.
 
وإذا اختار أبي أن يلتفت لعمله بدلًا من أن ينزل إلى هذا المستوى،
فنحن كأبنائه – وأنا تحديدًا كمذيعة عرفت أوجاع الكلمة – لن نلتزم نفس الصمت، وسندافع عنه بما يليق به،
لا بصخبهم… بل بحقيقة سيرته التي تشهد لها الأجيال.
 
وما يزيد القلب وجعًا، أننا نعيش زمنًا أعوج الموازين،
زمنًا أصبح فيه الطالب يعلو صوته على معلمه، ويفرد جناحيه عليه وقلبه خالٍ من التقدير…
زمنًا غابت فيه القيم، وأصبحنا نتقوّت من الإساءة، ونصنع الشهرة من الذمّ والكذب والتلفيق والزور،
زمنًا صارت فيه تصفية الحسابات وركوب موجات التريند عملة متداولة، ولو على حساب الوقار، والحق، والضمير.
 
لكنني أقولها اليوم وبكل يقين:
لقد قدموا ما عندهم…
وما قالوه سيظل شهادة محسوبة عليهم، لا لهُم.
 
الدنيا تدور،
ومن جمع له جمهورًا مؤقتًا عبر الضحك والسخرية المبتذلة، سيكتشف قريبًا أن الجمهور نفسه سينقلب عليه،
لأن الناس تُفرق بين من يتكلم من حرقة، ومن يتكلم من حقد،
وبين من يزرع كلمة، ومن ينهش سيرة.
 
وما بقي في النهاية إلا الطيب... وأبي، من أهل الطيب.
 
من فيسبوك أوراس عبدالله 
 

.

 
المزيد في الأخبار
  استمرارًا لجهودها في دعم الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية بمدينة عدن، سلمت مؤسسة أولاد الصغير التنموية (ZASDF) اليوم مولدًا كهربائيًا بقدرة (1 ميجا) لحقل بئر
المزيد ...
    الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥    التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الخميس، نائب
المزيد ...
    المكلا- ناصر بامندود    تتجول في شوارع مدينة المكلا فتبصر الأطفال بالزي المدرسي، بيد أن حين تسألهم يخبرونك أن لا حصص مدرسية ولا يتواجد المعلمون بسبب "
المزيد ...
    • الضالع – شايف محمد الحدي:    شيّعت مدينة الجليلة بمحافظة الضالع بعد عصر اليوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025م، جثمان الحاج أحمد قاسم مثنى قاسم
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
  لم أكن متفاجئًا بما يُنشر حول نشاط الأستاذة الدكتورة عميده شعلان عندها حيوية ولديها اهتمام بالغ بدراسة
    قرأتُ في فيسبوك ما يمكن اعتباره محاولة  لتقديم المعبقي في صورة "حامي الحمى" المكافح حفاظًا على
    في خطبة الجمعة الماضي، أطلق الشيخ حداد باطبي عبارة مؤثرة لاقت تفاعلاً واسعاً: "العملة قد تهبط ثم ترتفع
  ما حدث مؤخرا وخصوصا خلال اليومين الماضيين، أمر لا يتقبله عقل وخارج حسابات المنطق والعلم. سعر الصرف في
    المعلم الكحيان... ذاك الذي تكالبت عليه القوى جميعها، وحاصرته الهموم من كل جانب، فجاع وذل وهان. لم ترحم
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025