من نحن | اتصل بنا | الجمعة 19 ديسمبر 2025 05:50 مساءً

الأخبار

النساء البائعات على الشوارع والأرصفة.. تركن دلع النساء ونفضن بريق الكبرياء من أجل أسرهن!

أنباء عدن الأحد 29 يونيو 2025 07:40 صباحاً
 
 
تقرير: ناصر بامندود
 
ليس سهلًا أبدًا على المرأة الحضرمية والمرأة بشكلٍ عام أن تنزل إلى الشارع لا للتسوق إنما للبيع على الشوارع والأرصفة!
أن تختار الطريق الأصعب، ولكنه بشرف كي تكسب لقمة العيش القاسية، فهن النساء التي أجبرتهن الظروف العائليّة والأوضاع الاقتصادية على ترك دلع النساء ونفض بريق الكبرياء فقررن القرار الصعب قرار البيع على الشوارع من أجل أسرهن، فهذا أب مسن يحتاج إلى من يساعده على ظروف الحياة، وهذه أم تحتاج لأدوية باهظة، وهؤلاء أبناء وأشقاء يريدون نفقة التعليم والصحة والمأكل والمشرب، وهذا زوج يحتاج لمن يعينه على مشقات المعيشة التي يواجهها براتبه الزهيد! 
 
هن النساء اللواتي لم يسألنا الناس ولم يمتهن التسول، لم يبعن أجسادهن ولم يسلكن طريق البغاء، ولم يسرقن أو يتاجرن في الممنوعات، من حملن ثقل البضائع وتحملن حرارة الشمس وساعات الجلوس الطويلة على الرصيف! 
في هذا التقرير نسلط الضوء عليهن أكثر، ونستمع لرأي الجهات المختصة والنساء المهتمات بقضايا المرأة، ونأخذ محافظة حضرموت كنموذجٍ لهذه الظاهرة المنتشرة في عموم اليمن. 
 
قصة فتاة بائعة على الرصيف: 
 
سمية عمر ( 24 ) عامًا فتاةٌ من مدينة المكلا لم تكمل تعليمها بسبب الأوضاع الاقتصادية لعائلتها -وهي أكبر اخواتها- وبسبب مرض أبيها وحاجة أشقائها الستة من البنين والبنات، قررت قبل عامين تقريبًا الخروج إلى شارع منطقتها وبيع بعض الخضروات، فهي تذهب من الصباح الباكر رفقة عدة النساء وبعضهن من " الصومال" إلى السوق المركزي لبيع الخضروات بالجملة في منطقة جول مسحه بالمكلا، ثمّ تعود إلى مكان بيعها الساعة السابعة صباحًا لتنصب ظلتها وتفترش بضاعتها وترتب خضرواتها وتضعها في الأكياس وتنتظر الزبائن ليشترون منها، وتبقى حتى الساعة الثانية ظهرًا تطلب لقمة العيش بمعادل 7 ساعات عمل يوميًا، وهذا هو جدولها اليومي- عدا يوم الجمعة فقط الذي تستريح فيه- وتقول سمية: " رغم كل مشقات ومتاعب العمل إلاّ أنني- والحمد لله - تمكنت من ايجاد قيمة العلاجات الشهرية لأبي وأمي ومصاريف أخواتي، وسأستمر في علمي إلى أن يكبر أشقائي ويصبحوا قادرين على العمل، الآن أريدهم أن يكملوا تعليمهم فقط". 
 
في الصباح تبيع عند المدرسة وفي المساء تفترش بجوار بيتها: 
 
شيخة زحوم (50 عامًا) امرأة منفصلة عن زوجها ولديها منه ولد وبنتين، بعد الطلاق وجدت نفسها تتحمل مسؤولية ابنائها، وصارت أمام واقع أنهم يحتاجون لمصاريف الأكل والتعليم والعلاج، ورغم المساعدة التي كان يقدمها لها اخواتها ولكن المصاريف كانت أكثر والحاجيات أكبر، فرفضت أن تسأل الناس وأن تتسول الآخرين وتنتظر منهم نظرة الشفقة والعطف، فقررت أن إلى الشارع بكلٍ شرفٍ "وبعظمة الأم" وتبيع البطاطس المقلية والآيسكريم اليدوي المحلي، ففي الصباح تبيع عند المدرسة المجاورة لها وفي المساء تبيع عند أبواب بيتها، وكلما كبر الأبناء كبرت مسؤوليات الأم وضاعفت من جهدها أكثر كي لا ينقص عنهم شيئًا ولا يشعرون بالحرمان. 
 
وأمّا عن سؤالي لها عن الصعوبات التي تجدها في العمل فكان جوابها: " لا شيء أصعب يا بني من أن تنظر إلى عيالك وهم محتاجين لأشياء كثيرة ولا تعطيهم إياها".
 
وجهة نظر حكومية: 
 
يقول مدير مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعم ساحل حضرموت أحمد باظروس عن الظاهرة: " هذه الظاهرة منتشرة في مجتمعاتٍ عربية كثيرة، وهي ظاهرة غير سويه وغير محمودة، ولكن شيء أهون من أشياءٍ أخرى، ولذلك لا نميل ولا نحبذ منعهن أو التضيق عليهن كي لا نجعلهن في وضعٍ أسوأ وأمام خياراتٍ أشد سوءًا. 
ونحن بدورنا كمكتب لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فقد نسقنا مع بعض منظمات المجتمع المدني لادراج مجموعة منهن في مشاريع وبرنامج سبل العيش للاستفادة من دورات مثل الخياطة والحياكة وبيع المعجنات المنزلية والطبخ المنزلي، كما اقترحت على بعض منظمات المجتمع المدني تنفيذ برامج نوعية لهن كصيانة الهواتف المحمولة مثلًا نظرًا لخصوصية النساء، وافتقاد السوق المحلي لمهندسات جوالات، وفي الفترة القادمة سنضاعف جهودنا أكثر مع كل الجهات المختصة لتخصيص أماكن بيع لهن، وإدراجهن أكثر في مشاريع سبل العيش".
 
كيف بدأت هذه الظاهرة في حضرموت: 
 
وعن خلفية ظاهرة النساء البائعات على الشوارع والأرصفة في حضرموت فيجيب باظروس: "هذه الظاهرة وجدت في حضرموت في بداية تسعينيات القرن الماضي مع الحرب الأهلية الصومالية عندما عاد بعض الصوماليين من أصلٍ حضرمي إلى حضرموت، فقامت مجموعة من النساء منهم بالبيع على الشوارع والأرصفة، وشيئًا فشيئًا ومع تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد ازداد عدد النساء البائعات، وصرت نساء من أبناء مدينة المكلا يبعن مثلهن على الشوارع والأرصفة فانتشرت هذه الظاهرة أكثر".
 
وجهة نظر أكاديمية نسوية: 
 
تضيف المحاضرة في قسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة حضرموت الدكتورة إيمان اللحمدي في عن عمل النساء في الأرصفة والشوارع: " كم احترم تلك النساء وأقدرهن كثيرًا وأرفع لهن القبعة، لأنهن يعملن في هكذا أماكن كي يعن أسرهن خصوصًا في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية  الصعبة التي تعشيها البلاد، ويجب أن نعلم بأن المرأة يصعب عليها تقبل شرائح الزبائن المتنوعين على عكس الرجل، ولكن مع ذلك يبعن بضائعهن للجميع، ولكن نرجو أن يجدن من يخصص لأجلهن مواقع للعمل فهذا أفضل بكثير لهن، ولكن إلى الآن لم يجدون من يحقق لهن ذلك، وظروفهن لا تسمح بانشاء محلات أو أماكن خاصة بهن وسيتم فرض رسوم وضرائب عليهن، لأن بيعهن على الشوارع والأرصفة قد يعرضهن لعدة مخاطر أبرزها (التحرش والابتزاز الجنسي) من قبل بعض مرضى النفوس، وأوصي أيضًا بتوعية المجتمع لكي يحترمهم، ويعلموا أن هؤلاء اختاروا المكسب الحلال الصعب لكي لا يسألوا الناس أو يسلكوا طريقًا غير صحيح".
 

.

 
المزيد في الأخبار
  سليم المعمري- تصوير أيمن فؤاد:في إنجاز هندسي نوعي يعكس مستوى الإبداع والكفاءة لدى الكوادر الشابة، نجح خريجو قسمي الميكاترونكس والهندسة الصناعية بكلية الهندسة
المزيد ...
    حضرموت/ إعلام المنسقية   عقد صباح اليوم رئيس منسقية انتقالي جامعة حضرموت الدكتور حسن صالح الغلام العمودي اجتماعًا برؤساء موظفي الجامعة وذلك بمقر
المزيد ...
    عدن / خاص   في إطار اللقاءات الوطنية الرامية إلى تعزيز وحدة الصف الجنوبي وتثبيت المكتسبات المحققة على الأرض التقى صباح اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025م الشيخ
المزيد ...
    الخميس ١٨ ديسمبر ٢٠٢٥   تفقد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الخميس، سير العمل
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
نيوزيلندي يبتلع أثمن بيضات العالم والشرطة تنتظر الحل!
لماذا منع بيل غيتس ابنته من استخدام اسمه في المدرسة؟
دعوات لمساندة مديرة مكتب الثقافة بساحل حضرموت وسط حملات إساءة على مواقع التواصل
إجراءات غريبة جداً تتحدث عنها "ناسا".. ماذا يحدث لرائد الفضاء إذا مات على سطح القمر؟
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    أ.د مهدي دبان    من يريد بناء مؤسسات دولة حقيقية فعليه أن يبدأ بالتعليم، ومن يفكر في القضاء على
  في مفارقات عجيبة وغريبة في الخطابات، تراهم يحثون الناس على الصبر على الجوع والحاجة، ويؤكدون أن الشعب
النخب اليمنية السياسية التي بيدها القرار أدمنت الفشل والهروب من المسئولية ، لم تتعلم من تجارب الحياة غير شيء
عبدالله النينو   ظهر عبدالله النينو في صفوف فريق شمسان قبل بروز النونو في أهلي صنعاء، غير أن الآلة
    شهد مقر الاتحاد العام لكرة القدم بصنعاء، إجراء قرعة دوري الدرجة الثانية للموسم الرياضي 2024/2023، بحضور
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025