من نحن | اتصل بنا | الجمعة 15 أغسطس 2025 08:25 مساءً

الأخبار

النساء البائعات على الشوارع والأرصفة.. تركن دلع النساء ونفضن بريق الكبرياء من أجل أسرهن!

أنباء عدن الأحد 29 يونيو 2025 07:40 صباحاً
 
 
تقرير: ناصر بامندود
 
ليس سهلًا أبدًا على المرأة الحضرمية والمرأة بشكلٍ عام أن تنزل إلى الشارع لا للتسوق إنما للبيع على الشوارع والأرصفة!
أن تختار الطريق الأصعب، ولكنه بشرف كي تكسب لقمة العيش القاسية، فهن النساء التي أجبرتهن الظروف العائليّة والأوضاع الاقتصادية على ترك دلع النساء ونفض بريق الكبرياء فقررن القرار الصعب قرار البيع على الشوارع من أجل أسرهن، فهذا أب مسن يحتاج إلى من يساعده على ظروف الحياة، وهذه أم تحتاج لأدوية باهظة، وهؤلاء أبناء وأشقاء يريدون نفقة التعليم والصحة والمأكل والمشرب، وهذا زوج يحتاج لمن يعينه على مشقات المعيشة التي يواجهها براتبه الزهيد! 
 
هن النساء اللواتي لم يسألنا الناس ولم يمتهن التسول، لم يبعن أجسادهن ولم يسلكن طريق البغاء، ولم يسرقن أو يتاجرن في الممنوعات، من حملن ثقل البضائع وتحملن حرارة الشمس وساعات الجلوس الطويلة على الرصيف! 
في هذا التقرير نسلط الضوء عليهن أكثر، ونستمع لرأي الجهات المختصة والنساء المهتمات بقضايا المرأة، ونأخذ محافظة حضرموت كنموذجٍ لهذه الظاهرة المنتشرة في عموم اليمن. 
 
قصة فتاة بائعة على الرصيف: 
 
سمية عمر ( 24 ) عامًا فتاةٌ من مدينة المكلا لم تكمل تعليمها بسبب الأوضاع الاقتصادية لعائلتها -وهي أكبر اخواتها- وبسبب مرض أبيها وحاجة أشقائها الستة من البنين والبنات، قررت قبل عامين تقريبًا الخروج إلى شارع منطقتها وبيع بعض الخضروات، فهي تذهب من الصباح الباكر رفقة عدة النساء وبعضهن من " الصومال" إلى السوق المركزي لبيع الخضروات بالجملة في منطقة جول مسحه بالمكلا، ثمّ تعود إلى مكان بيعها الساعة السابعة صباحًا لتنصب ظلتها وتفترش بضاعتها وترتب خضرواتها وتضعها في الأكياس وتنتظر الزبائن ليشترون منها، وتبقى حتى الساعة الثانية ظهرًا تطلب لقمة العيش بمعادل 7 ساعات عمل يوميًا، وهذا هو جدولها اليومي- عدا يوم الجمعة فقط الذي تستريح فيه- وتقول سمية: " رغم كل مشقات ومتاعب العمل إلاّ أنني- والحمد لله - تمكنت من ايجاد قيمة العلاجات الشهرية لأبي وأمي ومصاريف أخواتي، وسأستمر في علمي إلى أن يكبر أشقائي ويصبحوا قادرين على العمل، الآن أريدهم أن يكملوا تعليمهم فقط". 
 
في الصباح تبيع عند المدرسة وفي المساء تفترش بجوار بيتها: 
 
شيخة زحوم (50 عامًا) امرأة منفصلة عن زوجها ولديها منه ولد وبنتين، بعد الطلاق وجدت نفسها تتحمل مسؤولية ابنائها، وصارت أمام واقع أنهم يحتاجون لمصاريف الأكل والتعليم والعلاج، ورغم المساعدة التي كان يقدمها لها اخواتها ولكن المصاريف كانت أكثر والحاجيات أكبر، فرفضت أن تسأل الناس وأن تتسول الآخرين وتنتظر منهم نظرة الشفقة والعطف، فقررت أن إلى الشارع بكلٍ شرفٍ "وبعظمة الأم" وتبيع البطاطس المقلية والآيسكريم اليدوي المحلي، ففي الصباح تبيع عند المدرسة المجاورة لها وفي المساء تبيع عند أبواب بيتها، وكلما كبر الأبناء كبرت مسؤوليات الأم وضاعفت من جهدها أكثر كي لا ينقص عنهم شيئًا ولا يشعرون بالحرمان. 
 
وأمّا عن سؤالي لها عن الصعوبات التي تجدها في العمل فكان جوابها: " لا شيء أصعب يا بني من أن تنظر إلى عيالك وهم محتاجين لأشياء كثيرة ولا تعطيهم إياها".
 
وجهة نظر حكومية: 
 
يقول مدير مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعم ساحل حضرموت أحمد باظروس عن الظاهرة: " هذه الظاهرة منتشرة في مجتمعاتٍ عربية كثيرة، وهي ظاهرة غير سويه وغير محمودة، ولكن شيء أهون من أشياءٍ أخرى، ولذلك لا نميل ولا نحبذ منعهن أو التضيق عليهن كي لا نجعلهن في وضعٍ أسوأ وأمام خياراتٍ أشد سوءًا. 
ونحن بدورنا كمكتب لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فقد نسقنا مع بعض منظمات المجتمع المدني لادراج مجموعة منهن في مشاريع وبرنامج سبل العيش للاستفادة من دورات مثل الخياطة والحياكة وبيع المعجنات المنزلية والطبخ المنزلي، كما اقترحت على بعض منظمات المجتمع المدني تنفيذ برامج نوعية لهن كصيانة الهواتف المحمولة مثلًا نظرًا لخصوصية النساء، وافتقاد السوق المحلي لمهندسات جوالات، وفي الفترة القادمة سنضاعف جهودنا أكثر مع كل الجهات المختصة لتخصيص أماكن بيع لهن، وإدراجهن أكثر في مشاريع سبل العيش".
 
كيف بدأت هذه الظاهرة في حضرموت: 
 
وعن خلفية ظاهرة النساء البائعات على الشوارع والأرصفة في حضرموت فيجيب باظروس: "هذه الظاهرة وجدت في حضرموت في بداية تسعينيات القرن الماضي مع الحرب الأهلية الصومالية عندما عاد بعض الصوماليين من أصلٍ حضرمي إلى حضرموت، فقامت مجموعة من النساء منهم بالبيع على الشوارع والأرصفة، وشيئًا فشيئًا ومع تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد ازداد عدد النساء البائعات، وصرت نساء من أبناء مدينة المكلا يبعن مثلهن على الشوارع والأرصفة فانتشرت هذه الظاهرة أكثر".
 
وجهة نظر أكاديمية نسوية: 
 
تضيف المحاضرة في قسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة حضرموت الدكتورة إيمان اللحمدي في عن عمل النساء في الأرصفة والشوارع: " كم احترم تلك النساء وأقدرهن كثيرًا وأرفع لهن القبعة، لأنهن يعملن في هكذا أماكن كي يعن أسرهن خصوصًا في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية  الصعبة التي تعشيها البلاد، ويجب أن نعلم بأن المرأة يصعب عليها تقبل شرائح الزبائن المتنوعين على عكس الرجل، ولكن مع ذلك يبعن بضائعهن للجميع، ولكن نرجو أن يجدن من يخصص لأجلهن مواقع للعمل فهذا أفضل بكثير لهن، ولكن إلى الآن لم يجدون من يحقق لهن ذلك، وظروفهن لا تسمح بانشاء محلات أو أماكن خاصة بهن وسيتم فرض رسوم وضرائب عليهن، لأن بيعهن على الشوارع والأرصفة قد يعرضهن لعدة مخاطر أبرزها (التحرش والابتزاز الجنسي) من قبل بعض مرضى النفوس، وأوصي أيضًا بتوعية المجتمع لكي يحترمهم، ويعلموا أن هؤلاء اختاروا المكسب الحلال الصعب لكي لا يسألوا الناس أو يسلكوا طريقًا غير صحيح".
 

.

 
المزيد في الأخبار
    عدن – محمد القادري   اطلع مدير عام مديرية المنصورة بعدن، أحمد علي الداؤودي، على المساحة المخصصة لإنشاء مركز سوء التغذية للأطفال في بلوك (10)، الممول من
المزيد ...
لطالما ارتبطت عدن، المدينة الساحلية العريقة، بعاداتها الأصيلة التي حملت معها عبق التاريخ وأصالة المكان, ومن بين هذه العادات ما يتعلق بالمشروب الأكثر ارتباطاً
المزيد ...
  استقبل مطار عدن الدولي، اليوم، طائرة جديدة انضمت رسميًا إلى أسطول شركة طيران اليمنية، في إطار خطط الشركة لتحديث أسطولها وتحسين خدماتها الجوية.   وقالت إدارة
المزيد ...
 عن صفحة عبدالرحمن أنيس   تمكنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، أمس، من إلقاء القبض على مسلح احتجز زوجته داخل منزله في مديرية المنصورة، مهددًا بتفجيرها بواسطة
المزيد ...
 
 
أختيار المحرر
بودابست - انطباعات زائر الحلقه الاولى
بانوراما الأداء الجنسي للرجال.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
أحمد سويد ينحت معالم المكلا ليصبح هو من معالمها!
من التهام الطعام بسرعة إلى الإضافات الضارّة بالقهوة.. خبراء: 6 عادات صباحية تمنع إذابة دهون البطن
آخر الأخبار
الأكثر قراءة
مقالات
    المتابع والمتأمل الجيد للمشهد الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة يدرك أن الأوضاع التي نشكر عليها
    في البداية تخوف الجميع من أي ارتداد قد يحدث في سعر صرف العملة المحلية، في ظل عدم نشر خطة إصلاحات
    هنا.. وليس في أي مكان آخر، الأمر مختلف تماما. دول كثيرة، سبقتنا بآلاف السنين الضوئية، لم تصل إلى ما هي
    عشر سنوات من الحرمان، من الذل، من العوز.. شعب مغلوب على أمره، تضور جوعا، وعانى الأمرين. تمت مصادرة حقه
    ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في سعر صرف الريال اليمني أمر محير للغاية، ومخالف لجميع ابجديات
اتبعنا على فيسبوك
جميع الحقوق محفوظة لـ [أنباء عدن-إخباري مستقل] © 2011 - 2025