الثلاثاء 27 مايو 2025 10:54 صباحاً
هراوة هشة
لم يعدم نظام صالح الوسائل القمعية في مواجهة الحراك السلمي الجنوبي وفعالياته المختلفة والمتنوعة على امتداد جغرافيا الجنوب.
حتى إنه استدعى القانون رقم 29 لعام 2003 بشأن تنظيم المظاهرات والمسيرات، الذي ينص على ضرورة الحصول على ترخيص مسبق لإقامة الفعالية، وللجهة المختصة الحق في المنع أو السماح بذلك... الخ من مواد وأحكام القانون، وليس المقام هنا لإيضاحها.
قيادات ونشطاء الحراك وقتها رفضوا التعامل مع ذلك، واعتبروه محاولة لتقييد نضالهم والحد منه، وعملوا على تصعيد فعالياتهم وبزخم أكبر.
اليوم وما إن وصل مكوّن يدّعي وصله بالجنوب وقضيته العادلة، إلى السلطة محملًا بنَفَس قروي ودعم وتمويل خارجي، نراه يتسلح بهراوة هشة ليقمع بها الحقوق والحريات، ويجتهد في تكميم أفواه الناس، ويمنع حقهم في التظاهر والتعبير عن معاناتهم في المدينة التي شوّه ملامحها وغيّر تركيبتها الديموغرافية، وأخل ببنية مؤسساتها العامة، وعمل على تجريف هويتها بصورة تفوق ما فعله نظام صالح بها، بل تتفوق عليه.
لم يتعلم أدعياء التفويض الشعبي وأصحاب الجنوب الجديد من تجارب الماضي، وكأنهم يتعمدون بسادية تخصهم وحدهم إعادة إنتاج أسوأ ما في تجارب الآخرين، ليشكلوا منها تجربتهم الخاصة بهم، خلطتهم، عجينتهم العجيبة، التي لن يطول عمر بقائها، فهي قد حملت فشلها منذ البذرة القروية الأولى.
نقلّا عن صحيفة النداء.
https://www.alndaa.net/posts/102038