أين الرحمة؟!
أنباء عدن: السبت 24 مايو 2025 03:15 مساءً

أ.د مهدي دبان
عندما تمر أمامك صورة لأطفال أنهكهم الجوع، و قض مضاجعهم الحر الشديد، ونساء أثقلتهن الهموم، وشيوخ تقوس ظهورهم من شدة الحاجة، ولا يتحرك في قلبك شيء، لا ضمير يهتز، ولا مشاعر تئن، ولا عبرات تخنق أنفاسك، فاعلم يقينا أن الرحمة قد نُزعت من قلبك. ومن لا يَرحم، لا يُرحم...
إنها أرواح بريئة تُصارع الجوع في النهار، والضيق في المعيشة، والحر اللاهب الذي يسُلخ الجلود، بينما الحكومة تنام في سبات عميق، وكأن الأمر لا يعنيها، وكأنها لم تُقسم يومًا على رعاية هؤلاء الناس، وعلى الحفاظ على مصالحهم ومعيشتهم وكرامتهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به"
دلالة قاطعة ويقين جازم بأن من قام بمهامه وعدل نال الثواب، ومن تولى وأهمل وظلم، فلن يلوم إلا نفسه.
يا من وُليتم أمر الأمة، تذكروا أن الأرواح والمعيشة ليست هينة عند الله، وإن الله لا يُهمل، بل يُمهل، وسيُنصف كل مظلوم ومهموم، وسينزل على كل ظالم جزاءه العادل، وكان وعد الله حقًا.
فليكن في قلوبنا رحمة، وفي ضمائرنا يقظة، وفي قراراتنا عدل، فالمناصب مسؤوليات، وليست تشريفات... وكل نفس ذاقت الظلم، لها رب لا ينسى.
.