عدن...عروس البحر وذاكرة الزمن الجميل
أنباء عدن: الأحد 18 مايو 2025 02:57 مساءً

أ.د مهدي دبان
عدن... ليست مجرد مدينة، بل روح ضاربة في جذور التاريخ، وحضارة تنفست عبر العصور، صنعتها أمواج البحر، وزخرفتها أيادي الشعوب التي مرت بها وارتوت من عبقها. هي المدينة التي تميزت عن غيرها، لا بالشكل فحسب، بل بالروح التي تسكن أزقتها، بالحنين العالق في هوائها، و بالدفء المتغلغل في ملامحها.
كلما مر عليها الزمن، كانت كأنها تولد من جديد... تتجدد، تتجمل، تعانق السماء بفخر، وتلقي بجسدها في حضن شاطئها الجميل. هناك، حيث يذوب البحر في حضن الجبل، تتناغم الأرواح وتتعانق القلوب، في مشهد يأسر الذاكرة ويستوطن الوجدان، لا يغادر من عرفها، ولا ينسى من سكنها أو مرّ بها.
لكن، كم قسونا على عدن شعرنا أو دون أن نشعر؟ كم تجاهلنا جمالها، وتناسينا مكانتها؟ وهي التي لم تبخل علينا بشيء... أعطتنا الأمان حين ضاقت الدنيا، واحتضنتنا بحنان الأم.
عدن لا تستحق هذا الجفاء... إنها تستحق أن نحبها بصدق، أن نرفعها في قلوبنا كما نرفع أغلى ما نملك. تستحق أن نراها كما هي: مدينة تنبض بالحياة، بالجمال، بالكرامة، والتاريخ.
آن لنا أن نعيد إليها وهجها، أن نُحيي فيها روحها المتوهجة، أن نصون هويتها ونفخر بها، لتظل كما كانت دائما... منارة للسلام، وموطنًا للجمال، ودرة أبدية على صدر هذا البحر العظيم.
.